الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

موتورولا تقاضي الحكومة الروسية

15 يونيو 2006
إعداد - محمد عبدالرحيم:
ضمن الإجراءات حالياً على عمليات التحايل في التهريب والجمارك يبدو أن مؤسسة موتورولا وجدت نفسها عالقة فجأة في أزمة لم تتح لها أي فرصة للمساومة وذلك عندما صدرت شحنة من 167,500 هاتف متحرك الى روسيا في مارس الماضي على طائرة بضائع خاصة مستأجرة تحمل شعار شركة موتورولا· ولكن المسؤولين في الشركة أصيبوا بالصدمة عندما اعتبرت الشرطة الروسية ان كامل الشحنة بضائع مهربة· وسرعان ما أسقط في أيدي المسؤولين في الشركة عندما لجأت الشرطة الى تدمير 50 ألف من هذه الهواتف باعتبارها 'ضارة بالصحة العامة'· وما زال مصير البقية مجهولاً حتى الآن·
وكما ورد في صحيفة الوول ستريت جورنال مؤخراً فإن الأزمة التي نشبت مؤخراً بين موتورولا وروسيا بدأت تسلط الضوء على المخاطر التي تحيط بالشركات الغربية الساعية لتحقيق الأرباح في الأسواق الناشئة التي تفتقد الى معايير الحماية القانونية التي اعتادوا عليها في الاقتصادات الأكثر نضوجاً·
وعلى خلفية الانتعاش الذي يشهده المستهلك بدعم هائل من أسعار النفط والتوسع المتسارع في حجم الطبقة الوسطى فقد أصبحت روسيا حالياً السوق الأكبر لهواتف الموبايل في القارة الأوروبية بمبيعات تزيد على الضعف منذ عام 2003 لتصل الى أكثر من 33 مليون هاتف في العام الماضي، وهو الأمر الذي تمثل في أرض خصبة للشركات مثل موتورولا التي أصبحت الى جانب مؤسسة نوكيا وشركة سامسونج اليكترونيكس تهيمن على مبيعات الهواتف الجوالة في روسيا، بل ان أحد موديلات موتورولا المعروف باسم RAZR أصبح يمثل إحدى الضروريات للطبقة الأكثر ثراء في روسيا·
على أن المشاكل التي تورطت فيها الشركة الأميركية لم تتفاقم بشكل خطير إلا بعد مصادرة هواتفها، إذ واجهت موتورولا اتهامات من إحدى شركات التكنولوجيا الروسية الصغيرة بأنها تعدت على براءتها الخاصة بالاختراع قبل أن تواجه المخاطر بالتورط في معركة قانونية باهظة التكلفة· وكان بافل بانوف المدير العام لشركة روسيا جي بي اس قد ذكر أن سبعة من موديلات موتورولا تحتوي على تصاميم ابتدعها وتم تسجيلها لدى السلطات الروسية في عام ·2003 وطالب بإبرام اتفاقية للترخيص تضمن لشركة روسيا جي بي اس الحصول على حصة من عائدات المبيعات الروسية من هذه الموديلات المشتبه بها· ولكن موتورولا من جانبها سارعت الى نفي هذه الادعاءات واصفة إياها بأنها تفتقد الى أي أسس وعارية عن الصحة'· إلا أن موقف موتورولا في السوق الروسية أصبح متأثراً أصلاً بهذا الجدل والنزاع حيث يقول ايلدر مورتزين محلل الصناعة ورئيس مجموعة موبايل ريسيرش'لقد بدأت مبيعات التجزئة تشهد تراجعاً ملحوظاً وكذلك الطلبات من تجار الجملة'· وأشار أيضاً الى أن موتورولا كانت في طريقها لأن تحتل المركز الثاني في قائمة أكبر البائعين بعد سامسونج ولكنها تدحرجت الى المرتبة الثالثة بعد نوكيا، كما يقول·
ويتردد في أوساط محللي السوق ان موتورولا ربما وقعت ضحية لمعركة أخرى لا علاقة لها بها حيث ذكر هؤلاء المحللون ان السلطات كانت تستهدف بشكل رئيسي شركة يوروسيت أكبر بائعة بالتجزئة لهواتف الموبايل في روسيا والتي استوردت الهواتف التي صودرت لاحقاً· وأضاف المحللون بأن يورو سيت قد أثارت غضب منافسيها والمسؤولين الحكوميين بسلوكياتها التي تفتقد الى المرونة بالإضافة الى ما حققته من نمو متسارع الوتيرة· أما بالنسبة لموتورولا فإن أكثر ما بات يشغل اهتمامها حالياً إيقاف الشركة الروسية عنن بيع ما تبقى من هواتفها المصادرة والتي تبلغ قيمتها ما يقارب العشرين مليون دولار ولا زالت قابعة في احد المستودعات الحكومية بالقرب من موسكو العاصمة· والى ذلك فإن البضائع التي تتم مصادرتها في معظم أنحاء العالم الأخرى كسلع مشتبه في تهريبها يتم الاحتفاظ بها الى أن يصدر حكم قضائي بشأنها· ولكن وبموجب القانون الروسي العقيم فإن السلطات هنا باستطاعتها التخلص من هذه البضائع في أي مرحلة من مراحل التحقيق وحتى قبل توجيه الإدانة لأي من الأطراف· وهو الأمر الذي انطبق على حالة آلاف الهواتف التي تمت مصادرتها أيضاً من قبل قوات الشرطة في أغسطس الماضي أثناء هجمة على الواردات غير المشروعة· ولكن المجموعات التجارية في الدولة أخذت تشير الى أن الهواتف قد تم بيعها لاحقاً عبر شركات تجارية مجهولة يعتقد البعض أن لها ارتباطات وثيقة بالسلطات الأمنية العليا· وكانت مشاكل موتورولا قد بدأت في أواخر مارس المنصرم عندما أقدمت الشرطة على مصادرة شحنة من الهواتف وهي في طريقها لمغادرة ساحة التخليص في مطار شيروميتيوف الدولي في موسكو· وقد ادعت الشرطة أول الأمر ان الهواتف مقلدة قبل أن تقر لاحقاً بأنها حقيقية ولكنها استوردت بشكل غير مشروع· وبعد أيام قليلة قامت الشركة باختبار الهواتف واكتشفت وجود إشعاع إليكترومغناطيسي في أحد الموديلات· وفي الخامس والعشرين من ابريل أقدمت الشركة أمام حشد من الصحفيين ورجال الإعلام على تدمير 50,000 هاتف في أحد معسكرات الجيش خارج موسكو· وعقدت الدهشة ألسنة المسؤولين في موتورولا الذين ذكروا بأن الشحنة مطابقة للمعايير منظمة الصحة العالمية والمعايير الروسية المحددة· ولكن موتورولا وجهت انتقاداتها أيضاً للظروف التي أحاطت بعملية الاختبار مدعية بأنها أجريت بواسطة مختبر غير معتمد أو موثوق به· وما زالت القضية رهن التحقيقات والمداولة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©