نجحت بلدية أبوظبي في إنشاء مشروع نظام متكامل لإدارة ومراقبة مخاطر الزلازل وخلق بيئة سكنية خالية من الكوارث، على الرغم من عدم وجود سجل تاريخي للزلازل بالدولة.
بيْد أن أنواع الإنشاءات الفريدة التي بدأت في الظهور على نحو متنامٍ وسريعٍ بالإمارة، متمثلة في تزايد المباني الحديثة المرتفعة وبالغة الارتفاع استوجب تركيز الاهتمام على التأثيرات الزلزالية أيضاً، حيث تبرز خطورة تأثر هذه الإنشاءات والمباني عند تعرضها لنشاط اهتزازي عنيف من مصادر زلزالية قريبة أو بعيدة، هذا إلى جانب الإزعاج والضرر النفسي على السكان والذي يصل أحيانا إلى حالات الذعر، علاوة على الآثار السلبية التي قد تلحق في البنية التحتية وسلامة المنشآت.
ونظمت البلدية بالتعاون والتنسيق مع المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل أمس ورشة عمل بعنوان “نظام مراقبة وإدارة المخاطر الزلزالية” وذلك في إطار جهود البلدية لتأمين التطوير العمراني الحالي والمستقبلي للسكان والمنشآت الحيوية في إمارة أبوظبي من المخاطر الزلزالية وبناء نظام متكامل يساعد على وضع التشريعات والسياسات والمعايير لتطوير المناطق، وتراخيص البناء لتفادي المخاطر الزلزالية المحتملة.
وناقشت الورشة العديد من الموضوعات المتعلقة بشبكات الرصد الزلزالي، والتقييم النوعي والكمي للمخاطر الزلزالية على المنشآت والمباني وخطوط النقل الرئيسية للبنية التحتية منها الكهرباء والمياه والغاز والبترول، وإعداد خرائط المخاطر الزلزالية، وأجهزة مراقبة درجة ثبات المباني، وإنشاء نظام محاكاة بالأبعاد الثلاثية لوضع نماذج للهزات والموجات الأرضية بعيدة المدى.
وتعتبر ورشة العمل فرصة كبيرة لتوحيد الجهود المبذولة على مستوى الدولة للحد من مخاطر الزلازل والتأهب والاستجابة للطوارئ عن طريق ضمان وجود سياسات وبيئة عمل تكاملية بين كل القطاعات ذات العلاقة.
وأكد المهندس صلاح السراج المدير التنفيذي لقطاع تخطيط المدن بالإنابة لدى افتتاحه أعمال الورشة أهمية هذه الملتقيات التي تعمل على تضييق الفجوة بين العاملين في مختلف التخصصات.
عدد اليوم
