تسبب تدهور شاحنة على شارع السلام في أبوظبي صباح أمس، بحدوث اختناقات مرورية في عدد من شوارع مدينة أبوظبي امتدت لأكثر من 3 ساعات، في مشهد أعاد إلى الأذهان حادث تعطل الرافعة “كرين” الذي وقع مطلع يونيو الماضي في شارع النجدة وتسبب بشل الحركة المرورية لأكثر من 5 ساعات، ووصفه سائقون حينها بأنه “غير مسبوق ولم تشهد العاصمة له مثيلاً من قبل”.
وأدى الحادث الذي وقع على شارع السلام، بالقرب من جسر شارع الشيخ هزاع بن زايد الجديد في أشد ساعات الذروة المرورية، إلى تأخر عدد كبير من الموظفين في الوصول إلى أماكن عملهم والطلاب عن مدارسهم لساعات عدة، رغم الجهود التي بذلتها دوريات المرور في شرطة أبوظبي ورجالها الذين انتشروا على التقاطعات الرئيسة لتحويل اتجاه المركبات نحو طرق بديلة.
وأكدت شرطة أبوظبي وبلدية أبوظبي في بيانين صادرين عنهما أمس، تسبب الشاحنة المتدهورة نتيجة عدم تقيد سائقها بقوانين السير والمرور والحمولة الزائدة في حدوث الاختناق المروري. كما أرجعت الشرطة والبلدية أسباب الاختناق المروري إلى كثافة الحركة المرورية مع بداية الأسبوع وإلى استئناف العام الدراسي الجديد، فضلاً عن وجود تحويلات مرورية على بعض الطرق بسبب المشاريع التطويرية الجارية، إضافة إلى عدم التزام بعض السائقين بالإشارات المرورية عند التقاطعات ودخولهم “الصناديق الصفراء” دون أن يكون مسارهم سالكاً.
وأعلنت شرطة أبوظبي وبلدية العاصمة عن اتخاذهما سلسلة إجراءات فورية احترازية بعد وقوع الحادث، تمثلت بتطبيق خطة لتسيير الحركة المرورية عبر تدخل ضباط ورجال المرور ميدانياً عند التقاطعات الرئيسية، وبتعديل نظام الإشارات الضوئية لإفساح أطول وقت للإشارات الخضراء للسماح بعبور أكبر عدد من المركبات وتخفيف حدة الازدحام وتلافي وقوع الحوادث المرورية.
المشهد يتكرر
وشكا مواطنون ومقيمون من شدة الازدحام الذي شهدته العديد من شوارع المدينة أمس، والذي تسبب في تأخر وصولهم إلى أماكن عملهم وفي تأخر نقل أبنائهم إلى مدارسهم في الوقت المحدد.
وقالت المواطنة سارة محمد، موظفة بنك، إنها خرجت من بيتها في الشهامة نحو السادسة صباحاً ولم تتمكن من الوصول إلى مقر عملها في منطقة النادي السياحي قبل العاشرة والنصف، مضيفة أنها حاولت أكثر من مرة استخدام الطرق البديلة لكن دون جدوى.
وأعربت سارة عن دهشتها لتعطل الحركة المرورية في مدينة أبوظبي جراء وقوع حادث مروري في أحد شوارعها، لافتة إلى أنها كانت واحدة من بين السائقين الذين عانوا من الاختناق المروري الذي شهدته العديد من شوارع العاصمة قبل نحو 4 أشهر.
من جانبه، شكا عمر أحمد، وهو ولي أمر تلميذ، من تسبب الازدحام المروري في تأخره عن توصيل ابنه إلى مدرسته لأكثر من ساعة عن الوقت المحدد لبدء الدوام المدرسي رغم خروجه قبل ساعة من منزله. وقال إن الرحلة من محل إقامته في منطقة النادي السياحي وحتى مدرسة ابنه على شارع المرور استغرقت ساعتين، مستغرباً السبب في تكرر “شلل” الحركة المرورية في المدينة بسبب تدهور شاحنة أو تعطل رافعة كما حصل مؤخراً.
من جهتها، أكدت إيمان عيسى، وتعمل مدرّسة، أن عدداً من طلابها تأخر عن الوصول في الحصة الأولى بسبب الازدحام المروري، مشيرة إلى أن إدارة المدرسة أعطت تعليماتها لجميع الأساتذة باستقبال التلاميذ المتأخرين عن الحضور في الوقت المحدد بسبب وقوع حادث.
من جانبها، قالت ناهد أحمد إنها تأخرت عن موعد الكشف الطبي في أحد مستشفيات المدينة نتيجة الازدحام الذي شهدته معظم الشوارع الداخلية في العاصمة، مشيرة إلى أن الرحلة بين منزلها والمستشفى لم تكن تستغرق أكثر من 20 دقيقة في حين استغرقت ما يزيد على ساعة ونصف الساعة بسبب الازدحام أمس.
خطة ميدانية
وأرجع العقيد مهندس حسين أحمد الحارثي مدير مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي أسباب الاختناقات التي شهدتها العديد من شوارع العاصمة إلى “كثافة الحركة المرورية مع بداية الأسبوع واستئناف العام الدراسي الجديد، فضلاً عن وجود تحويلات مرورية على بعض الطرق بسبب المشاريع التطويرية الجارية، ووقوع حادث تدهور شاحنة على تقاطع شارع السلام مع شارع “هزاع” وعدد من الحوادث المرورية البسيطة”.
وقال الحارثي إن حادث تدهور الشاحنة وقع بسبب عدم التقيد بقوانين السير والمرور والحمولة الزائدة، ما أدى إلى التسبب في عرقلة حركة السير والمرور، لافتاً إلى أنه تم تكثيف الدوريات المرورية التي يشرف عليها الضباط وضباط الصف ميدانياً فور تلقي البلاغ، وكذلك تطبيق خطة ميدانية لتسيير الحركة المرورية من الاتجاهات المختلفة، لافتاً إلى أن هذه الجهود تزامنت مع مهام شركة “ساعد” التي قامت بتخطيط الحادث، إضافة إلى استدعاء رافعة ثقيلة لنقل الشاحنة المتدهورة وإزالة أي مخلفات في مكان الحادث.
وأشار الحارثي إلى وقوع بعض الحوادث البسيطة الأخرى في أماكن متفرقة من مدينة أبوظبي والتي تم التعامل معها سريعاً للحد من وقوع أي اختناقات مرورية في طرق أخرى، مشيراً إلى أن أكثر الأماكن التي شهدت اختناقات مرورية طرق “إلكترا” و”حمدان” و”النادي السياحي”، لافتاً إلى أنه تم التعامل مع تلك الاختناقات بإرسال دوريات مرورية لتسيير الحركة المرورية.
وتابع: أنه تم التواصل بسرعة مع الجمهور عبر الرسائل الإذاعية التوعوية لتنبيههم باستخدام الطرق البديلة، وذلك عبر النشرة المرورية الصباحية بكل من إذاعة “إمارات أف أم” و”ستار أف أم” و”إذاعة القرآن الكريم” و”إذاعة الشارقة”.
وناشد الحارثي السائقين بضرورة التأكد من سلامة المركبات تفادياً للأعطال التي تقع بها أثناء سيرها على الطرقات وبالقرب من التقاطعات الضوئية ما يؤدي إلى عرقلة حركة السير، مؤكداً ضرورة إبعاد المركبات التي تتسبب في وقوع الحوادث البسيطة عن الطرق حتى لا تقع حالات اختناقات مرورية.
وأكدت بلدية أبوظبي أن الازدحام نجم عن انقلاب شاحنة على شارع السلام بالقرب من جسر شارع الشيخ هزاع بن زايد الجديد، ما أدى إلى إغلاق الشارع بشكل كامل وتعطيل حركة المرور كما فاقم من حدة الازدحام عدم التزام بعض السائقين بالإشارات المرورية عند التقاطعات ودخولهم المنطقة الصفراء دون أن يكون مسارهم سالكاً.
وأعلنت البلدية أنه بمجرد ورود الإشارة بوقوع الحادث تم تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين مركز التحكم الآلي بالإشارات الضوئية في البلدية ومديرية المرور والدوريات، حيث تم التنسيق فيما بينهما لتنظيم حركة السير وتحويل اتجاه المركبات نحو الطرق البديلة والسالكة.
عدد اليوم
