الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ساحة «الكيتاني» بالجزائر توفر فضاء مثاليا للاسترخاء والتجارة

ساحة «الكيتاني» بالجزائر توفر فضاء مثاليا للاسترخاء والتجارة
1 فبراير 2010 21:35
تعدُّ ساحة “الكيتاني” بالجزائر العاصمة أحد الأماكن القليلة المتاحة أمام السكان للراحة والاسترخاء والهدوء بعيداً عن صخب المدينة وضجيجها مع أنها غير بعيدٍة عنها، وتقع هذه الساحة الجميلة على الواجهة البحرية لبلدية “باب الوادي” ويؤمُّها مئاتُ العائلات والشباب يومياً لقضاء أوقات هادئة فيها، خاصَّة في الفترات المسائية بعد انقضاء أوقات العمل. تمتد ساحة “الكيتاني” بالجزائر العاصمة على مسافة طويلة تبلغ حوالي كيلومتر يتوسطها فندق فخم من أربعة طوابق والعديد من المقاهي الجميلة التي تُخرج طاولاتها وكراسيها إلى الساحة وهو ما يجلب الزبائن لقضاء ساعاتٍ فيها، إضافة إلى مطاعم عديدة تقدِّم مختلف الأكلات الجزائرية. المقاعد الخشبية أغلب زوَّار ساحة “الكيتاني” يهتمُّون أكثر بالجلوس على المقاعد الخشبية الكثيرة الموزعة على مختلف أرجائها الفسيحة أو الوقوف على الجدار العالي الذي يفصل الساحة والمركَّب عن البحر، وهذا لتأمل منظره، ومتابعة حركة السفن وهي تتجه ببطء إلى ميناء الجزائر، وهو جدار عالٍ يصل طوله إلى حوالي 15 متراً ومشيَّد بحجارة كبيرة ويمتد لمئات الأمتار، وقد لعب هذا الجدار دوراً بارزاً في الدفاع عن “القصبة” التي اتخذها العثمانيون عاصمة لهم أثناء فترة حكمهم للجزائر التي دامت أكثر من ثلاثة قرون (1517- 1830م) إذ نصّب عليه عددٌ كبير من المدافع لمنع أية سفينة حربية أوروبية من الاقتراب من سواحل المدينة آنذاك، وقد تمكنت من دحر هجمات عدة أساطيل إسبانية وفرنسية وبرتغالية، ولا تزال إلى الآن بضعة مدافع منصَّبة على قمة الجدار. وفي جانبٍ منه، يقع “حصن رياس البحر” وهو مركز عمليات قادة الأسطول البحري الذين خاضوا حروباً بحرية طويلة مع الأوربيين في البحر المتوسط. يفضل الشبان قضاء أمسياتهم في هذه الساحة بعد نهاية أوقات العمل للاسترخاء وتفريغ الشحنات السلبية والتخلص من الضغوط بعد يوم حافل بالعمل والكد أو متاعب الحياة، بل إن هناك عدة صيادين شبان يتعمَّدون ممارسة هواية الصيد التقليدي بالصنارة بهدف تحقيق هدوء النفس والطمأنينة أكثر من الرغبة في صيد السمك في حد ذاته، يقول كمال، وهو صياد في الـ34 من العمر، وجدناه منهمكاً في مراقبة حركة صنارته التي رماها منذ لحظات إلى أسفل البحر: “في مساء كل خميس أقوم بزيارة هذا المكان بهدف اكتساب الراحة والهدوء أكثر من شيء آخر إيماناً مني بأن التأمل في البحر هو أفضل وسيلة لتحقيق الراحة الذهنية والتسلية وتجديد القوى، ولذلك لا أبالي بحصيلة الصيد، وأكتفي بصيد سمكات قليلة من نوع “لادوراد” و”سار” و”بوزي” المنتشرة في هذا المكان، ثم أغادر بعدها الشاطئ وقد حققت الهدوء والراحة وشغلتُ أوقات فراغي، وأفدتُ العائلة بعشاءٍ مجاني، هذا هو دأبي منذ بدأتُ صيد السمك قبل ثلاث سنوات، وهي هواية بالنسبة إليَّ وليست مهنة أسترزق منها”. حديقة أطفال ما يزيد هذه الساحة الفسيحة جمالاً واستقطاباً للزوار هو وجود حديقة صغيرة لألعاب الأطفال، والملاحظ من نوعية لُعبها القليلة أنها موجَّهة للأطفال دون سن السادسة، ومنها الطائرات والخيول الخشبية. وتشهد هذه الحديقة، على صغرها، إقبالاً كبيراً للعائلات التي تجلب أطفالها الصغار إليها لإدخال الفرحة والبهجة إلى قلوبهم. أما الأطفال فوق سن السادسة، فيجدون ضالتهم في ركوب الأحصنة الحقيقية لمئات الأمتار بمبلغ 50 ديناراً جزائرياً تحت حراسة صاحبها. واغتنم الشبان البطالون الفرصة لعرض سلع عديدة على طاولاتهم الصغيرة وفي مقدمتها الفول السوداني والمكسِّرات والشاي ولعب الأطفال، وتلاقي سلعهم رواجاً كبيراً لدى العائلات، مما جعل هؤلاء البطالين يتخذون لهم أماكن ثابتة لعرضها طوال أيام السنة. وتقلُّ الحركة بـ”الكيتاني” في فصل الشتاء بينما تعجُّ بها في أيام العطل السنوية والأسبوعية وفي فصل الصيف خاصة، حيث يؤمُّها آلاف الشباب يومياً، ليس لتأمل البحر، بل للنزول إليه للسباحة، إذ أن هناك شاطئاً بالقرب من الساحة وهو ضيِّق وطويل، إلا أن الكثير من الشبان المغامرين يتركون الشاطئ المحروس، ويفضلون السباحة تحت الجدار مباشرة، مع أن المكان ممنوعٌ على المصطافين لأنه مليء بالصخور، إلا أن الشبَّان يجدون متعة في العوم هناك متجاهلين خطورة اصطدام رؤوسهم بها وبالأخص أثناء الغطسة الأولى. ولا تتوقف الحركة بـ”الكيتاني” في السهرات الصيفية؛ إذ يُعدُّ أفضل مكان تقصده العائلات ليلاً هروباً من لفح الحرارة إلى نسمات البحر الباردة، وكلَّما اشتدت الحرارة كان الإقبالُ هائلاً، ويتضاعف الإقبال في السهرات الرمضانية مهما كانت الظروف المناخية حيث تعدُّ الساحة وشاطئ البحر من أفضل الأماكن لقضاء سهرات شهر رمضان للعائلات الجزائرية
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©