السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإعلام الأميركي: على نظام تميم أن يتوقع ردود فعلٍ صادمةً

الإعلام الأميركي: على نظام تميم أن يتوقع ردود فعلٍ صادمةً
6 سبتمبر 2018 00:05

دينا محمود (لندن)

بعد ساعاتٍ من توقيع النظام القطري اتفاقيةً جديدةً للشراكة الاقتصادية والتجارية مع حلفائه في تركيا بهدف خفض العجز التجاري لهذا البلد ودعم اقتصاده الموشك على الانهيار، حذرت وسائل إعلام أميركية من أن «نظام الحمدين» قد يواجه غضباً مفاجئاً من جانب البيت الأبيض عقاباً له على سياساته المُساندة للحكومة التركية في ظل الأزمة المتفاقمة بينها وبين الولايات المتحدة على خلفية احتجاز أنقرة قساً أميركياً تتهمه بالضلوع في «أنشطةٍ إرهابية».
فقد اعتبر موقع «صالون» الإلكتروني الأميركي أن التعهدات التي تواصل قطر تقديمها لتركيا في غمار هذه الأزمة تشكل «ازدراءً» للرئيس دونالد ترامب، الذي فرض الشهر الماضي إجراءاتٍ عقابية على هذا البلد، جراء رفضه الإفراج عن القس أندرو برانسون، المعتقل بدعوى ضلوعه في المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي نُفذت ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أكثر من عامين.
وفي تقريرٍ مطولٍ، شدد نادر حبيبي البروفيسور في جامعة برانديس الأميركية على أنه «إذا كانت إدارة ترامب عازمةً على المجازفة بعلاقات الولايات المتحدة مع تركيا بهذه السهولة الشديدة، فعلى قطر ألا تفترض أنها مُحصنة من غضب» هذه الإدارة.
وتساءل بلهجةٍ مُستنكرةٍ عن السبب الذي يحدو بالنظام القطري إلى «تحدي» العقوبات التي تفرضها واشنطن على أنقرة، مؤكداً أن ذلك «يضع علاقات أميركا بحليفٍ رئيس آخر في خطر»، في إشارةٍ إلى العواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتب على مواصلة الدويلة المعزولة المضي على هذا الدرب.
وأشار حبيبي إلى أن دعم نظام تميم بن حمد لأنقرة «يشكل اختباراً غير مسبوق للعلاقات (بين الدوحة وواشنطن) من خلال أحدث أمثلة عدم اكتراث قطر بمصالح العم سام»، والمتمثل في محاولة مساعدة تركيا على مواجهة العقوبات الأميركية المفروضة عليها منذ عدة أسابيع.
وأبرز المحلل السياسي المخضرم حقيقة أن قطر «كانت الدولة الأولى - والوحيدة حتى الآن - التي عرضت مساعداتٍ ملموسةً على تركيا، في صورة استثماراتٍ بقيمة 15 مليار دولار، وأشكالٍ أخرى من المساعدات المالية».
وأكد حبيبي أن الإعلان عن ضخ هذه الاستثمارات أدى إلى تعزيز قيمة الليرة بعدما فقدت ثلث قيمتها تقريباً خلال شهر لا أكثر، مُشيراً إلى أن هذه الخطوة القطرية ترافقت مع توقيع اتفاقيةٍ تمنح أنقرة الفرصة لتفادي التعامل بالدولار الأميركي في تبادلاتها التجارية الثنائية مع الدوحة ومعاملاتها المالية معها.
وقال حبيبي، إنه «على الرغم من أن هذه الدولة الخليجية (قطر) طالما تبنت سياساتٍ خارجةً عن السرب الأميركي، مثل الحفاظ على علاقاتٍ جيدةٍ مع إيران، وتقديم الدعم لمجموعاتٍ متنوعةٍ تعتبرها واشنطن إرهابيةً، فإن دعمها الظاهر للغاية لتركيا في الخلاف الراهن يمثل تحدياً مباشراً للأميركيين».
وأضاف الكاتب بالقول، إنه بينما «تحلت الولايات المتحدة بالصبر في الماضي في التعامل مع حليفٍ عاصٍ في بعض الأحيان (مثل قطر)، فإن الرئيس ترامب (يبدو) في أغلب الأحيان عازماً على إلقاء القواعد المرعية في مثل هذه الأمور جانباً، كما أنه سبق أن وبخ بعنف قطر على تويتر»، في إشارة إلى ما قاله الرئيس الأميركي من قبل بأن «كل الدلائل» تشير إلى الدويلة المعزولة فيما يتعلق بتمويل الإرهاب.
وشدد المقال على أن الدعم القطري العلني لتركيا في مواجهة العقوبات الأميركية، يثير سؤالين مهمين أولهما «لماذا تريد قطر المخاطرة بعلاقتها.. مع الولايات المتحدة؟ ولِمَ تركتها أميركا تفلت بسلوكها هذا (من دون أن تدفع ثمنه) لفترةٍ طويلةٍ للغاية؟».
وفي إشارة إلى حجم الضرر الذي يلحق بمصالح واشنطن بسبب دعم «نظام الحمدين» لأنقرة، قال الكاتب إن تلك المساندة ستخفف الضغوط التي تريد الولايات المتحدة ممارستها على تركيا بهدف حملها على إطلاق سراح برانسون المعتقل منذ نحو عامين.
وحرص حبيبي على الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها قطر «موقفاً يتعارض مع أهداف السياسة الخارجية الأميركية»، لافتاً الانتباه في هذا الصدد إلى أن الولايات المتحدة أبدت قلقها في الكثير من المناسبات على مدى العقدين الماضيين حيال «دعم قطر لشتى المجموعات الإسلامية والمتطرفة مثل جماعة الإخوان (الإرهابيين)، وكذلك إزاء علاقاتها مع إيران».
واستشهد الكاتب بتحذيراتٍ أطلقها مسؤولون أميركيون في مايو الماضي على خلفية تقارير أشارت إلى «أدلةٍ على وجود صلاتٍ سريةٍ بين قطر والحرس الثوري الإيراني ومجموعاتٍ أخرى مدعومة منه».
وأعرب حبيبي عن دهشته إزاء مثل هذه التصرفات المشبوهة من دولةٍ أكد أنها «تعتمد منذ استقلالها.. عام 1971 على الولايات المتحدة (لضمان) أمنها الخارجي»، فضلاً عن كونها تستضيف قاعدة «العديد» التي يرابط فيها نحو 10 آلاف عسكري أميركي.
وأشار الكاتب إلى أن من بين الأسباب المحتملة للسلوك القطري الحالي، تصور الدوحة أن واشنطن ستواصل التحلي بقدرٍ كبيرٍ من الصبر حيالها، حتى إذا كان الأمر يتعلق بدعمها لأنقرة في الظروف الراهنة.
ومن بين هذه العوامل أيضاً - بحسب المقال - أن تركيا أصبحت «حليفاً استراتيجياً وشريكاً اقتصادياً مهماً» لقطر، بعدما زادت قواتها المرابطة في أراضي الدويلة المعزولة في الفترة التالية مباشرةً لفرض المقاطعة عليها منتصف العام الماضي، وزادت كذلك من صادراتها السلعية إليها.
وبنبرةٍ مُنذرة، دعا نادر حبيبي النظام القطري إلى أن يدرك على نحوٍ واقعيٍ «طبيعة السياسة الخارجية الأميركية غريبة الأطوار والتي لا يمكن توقعها في ظل إدارة ترامب»، مؤكداً أن هذه الإدارة قد تتخذ رد فعلٍ صادماً حيال «نظام الحمدين» بسبب مضيه إلى أبعد مما ينبغي في دعم تركيا أو لتقاربه بشدة مع إيران، وذلك على غرار الصدمة التي واجهتها أنقرة عند فرض واشنطن العقوبات عليها قبل أسابيع.
كما طالب حبيبي الدوحة بأن تضع في اعتبارها أنه «ليس بوسع تركيا على الإطلاق أن تحل محل الولايات المتحدة كشريكٍ، سواء على صعيد توفير الحماية العسكرية أو تقديم التقنيات الأميركية المتطورة في مجاليْ النفط والغاز».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©