الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الكرة التكنولوجية وصلت وعلى الحراس مراعاة فروق التوقيت !

15 يونيو 2006

اعتاد حراس المرمى الاعتراض على قرارات حكام المباريات اثر المضايقات التي يتعرضون لها من قبل المهاجمين في منطقتهم المحرمة، كما دأب هؤلاء على الصراخ في وجوه مدافعيهم ممن يرتكبون أخطاء قاتلة تتسبب في اهتزاز شباكهم، وهو السيناريو الاسوأ بالنسبة لأي حارس في ميادين اللعبة الشعبية الأولى في العالم·
إلا أن 'صرخة الألم' التي يطلقها الحراس هذه المرة تختلف عن سابقاتها، إذ ان غريمهم المباشر لا ينتمي إلى الجنس البشري بل هو نتاج التكنولوجيا التي طورها الانسان حتى أضحى من الصعب عليه مجاراتها بطريقة او بأخرى·
ويدور جدال واسع النطاق حالياً في ملاعب المونديال الألماني حول الكرة الرسمية التي اعتمدها الاتحاد الدولي لكرة القدم 'الفيفا' في أهم تظاهرة كروية يشهدها العالم كل أربع سنوات· وانتفض حراس المنتخبات المشاركة في الأيام الأولى لانطلاق المونديال معترضين على الكرة المعتمدة التي اطلق عليها اسم 'تيمغايست' أي 'روح الفريق'·ويصر الحراس أن التعديلات الجديدة التي ادخلتها شركة 'اديداس' للتجهيزات الرياضية (تصنع الكرات الخاصة بالمونديالات منذ عام 1970) على الكرة بطلب من 'الفيفا'، صعبت مهمتهم في مجاراة تسديدات المهاجمين الذين حازوا أفضلية واضحة بفضل تركيبة الكرة الجديدة·
ويمكن القول إن هذه الاعتراضات هي فصل جديد من الصراع الأزلي بين الحراس والمهاجمين، وخصوصاً أن حراس المرمى غالباً ما ابدوا امتعاضهم من الطريقة التي يعاملون بها من قبل مراكز صناعة القرار· ولطالما شعر الحراس بالظلم من التعديلات التي اجراها 'الفيفا' طوال الاعوام الماضية من دون مراعاة مصالحهم وتوفير افضل الظروف لهم على غرار حماية اللاعبين الآخرين ومنحهم ظروفا ملائمة لاظهار افضل ما لديهم·
كما تجاهلت الشركات المصنعة للكرات آراء الحراس في هذا المجال محتكمة الى المهاجمين وكيفية نظرتهم الى آخر اصداراتها، إذ غالبا ما اجرت تلك الشركات تعديلات على صناعاتها بهدف إرضاء لاعبي الطرف الآخر من الملعب من دون العودة الى مدى تأثير هذه الامور على الواقفين بين الخشبات الثلاث·
ولم يختلف المشهد اثر بدء عملية التجارب على 'تيمغايست' التي رمتها 'اديداس' بين اقدام اللاعبين في ميادين التمارين والمباريات منذ ديسمبر 2005 من دون ان تبرز اعتراضات واضحة عليها على الرغم من استعمالها في بعض البطولات الوطنية ودوري ابطال اوروبا·
الا ان الايام الاولى للمونديال اظهرت بالفعل مدى الفارق الذي اصاب الكرات الحديثة المعتمدة، والدليل على هذه المقولة وفرة الاهداف التي دك بها المهاجمون الحراس العاجزين من المسافات البعيدة، وهو الامر الذي لم نعهد مشاهدته في شكل مطرد او على الاقل في المونديال الماضي الذي كانت فيه الاهداف البعيدة المدى معدودة على الاصابع·
وتأججت جبهة الحرب الجديدة بين الحراس والكرات المستحدثة منذ المباراة الافتتاحية التي ارسل خلالها الالمانيان فيليب لام وتورستن فرينغز كرتين صاروخيتين انفجرتا في شباك الحارس الكوستاريكي خوسيه بوراس في شكل استعراضي، ومما لا شك فيه ان تسديدة فرينجز من 40 مترا اعطت البوادر الاولية عن نقطة قوة ايجابية طبعتها الكرة في خانة المهاجمين·
والتحق الاسترالي تيم كاهيل والتشيكي توماس روزيكي والايطالي اندريا بيرلو والكوري الجنوبي اهن يونج هوان والبرازيلي كاكا بركب المسجلين من المسافات البعيدة، وسط دهشة الحراس من الطريقة التي اخذت فيها الكرة مجراها الى داخل الشباك·
من هنا، لم يعد تهديد الحراس يأتي من الاقدام السحرية للبرازيلي رونالدينهو او التسديدات القاتلة للالماني ميكايل بالاك والانجليزي فرانك لامبارد، والضربات الحرة الدقيقة لمواطنه ديفيد بيكهام والبرازيلي الآخر جونينيو، والانطلاقات المربكة للفرنسي تييري هنري، بل من خلال الكرة نفسها التي تحولت العدو الاول لاصحاب القفازات ومصدر الخطر المحدق بعرينهم في ظل منحها بعض صفات الكمال للمهاجمين·
وكان اول من انتقد الكرة المونديالية الحارس الالماني ينز ليمان اثناء تحضيرات منتخب بلاده للحدث العالمي، ولحق به في اليومين الماضيين الفرنسي فابيان بارتيز الذي توقع رؤية مزيد من الاهداف من المسافات البعيدة، وليس من اللاعبين اصحاب التسديدات القوية فقط· وانضم اليهم الحارس الاميركي كايسي كيلر بقوله 'هناك شيء غريب في هذه الكرة·
لم تكن التغييرات التي شهدتها اللعبة في الاعوام العشرين الماضية ودية مع الحراس لان 'الفيفا' يريد رؤية المزيد من الاهداف'·
وقال الحارس الانجليزي بول روبنسون 'إنها اشبه بتلك التي تستعمل في لعبة الكرة الطائرة (في اشارة الى وزنها الخفيف)، ويزداد الأمر سوءاً في حال طالتها الرطوبة'· وتجمع 'تيمجايست' بين الماضي والحاضر في آن معا، اذ تدل بلونيها الابيض والاسود على الالوان التقليدية للمنتخب الالماني (اضيف اليها اللون الذهبي الخاص بالكأس العالمية)، فيما هي آخر مواليد عصر التطور والتكنولوجيا·
ولا يخفى ان اعتراضات الحراس ليست بعيدة عن الواقع لان الكرة تصب في مصلحة المهاجمين من دون سواهم، اذ تتيح لهم امكانية السيطرة عليها في شكل افضل وابراز تقنياتهم، الى بلوغ تسديداتهم الزوايا المقصودة، لكن من دون إسقاط مهارات هؤلاء في معرفة توجيه المستديرة وطريقة التعامل معها وإلا سيكون بإمكان الجميع تسجيل الأهداف وممارسة اللعبة بأسهل الطرق·
وقد اعطت هذه الثورة التقنية دافعاً إضافياً للمهاجمين لتجربة حظهم من خارج مناطق الجزاء، وخصوصاً أن السرعة التي تنطلق فيها الكرة تشكل كارثة بالنسبة لحراس المرمى·وأياً يكن من أمر، فإن تحدياً جديداً سيواجه هؤلاء الحراس الذين أكد بعضهم في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 إمكانية تفوقهم على المهاجمين، ولعل المثال الصارخ الالماني اوليفر كان الذي أصبح أول حارس في تاريخ كأس العالم يحرز جائزة أفضل لاعب·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©