الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في بوروندي.. يفطرون بالكونو ويتسحرون بجوز الهند

في بوروندي.. يفطرون بالكونو ويتسحرون بجوز الهند
28 يونيو 2015 22:26
حسام محمد (القاهرة) بوروندي دولة في وسط أفريقيا داخلية لا سواحل لها وتقع ضمن هضبة البحيرات ويبلغ تعداد سكانها نحو 10 ملايين نسمة، تتوزع الأديان بنسبة 60 في المئة كاثوليك و10 في المئة مسلمون، 30 في المئة ديانات تقليدية محلية، وترتفع نسبة المسلمين بين الأجانب، ويقدر عددهم بحوالي مليون و288 ألف نسمة ووصل الإسلام إلى بوروندي من شرقي أفريقيا، حيث كانت قوافل الدعاة والتجار بين الساحل والداخل، وازدهرت الدعوة الإسلامية في عهد سلاطين زنجبار. يقول الشيخ شعبان سينجوري نائب مفتي المسلمين في بوروندي إن المسلمين في بوروندي من أقرب الأقليات إلى نفوس الكاثوليك، فهم نموذج متميز في الالتزام بكل قوانين البلاد فلا تجد جرائم كبيرة في أحيائنا أو يرتكبها أبناء الأقلية المسلمة ولهذا يحترمنا الجميع أغلبية وأقليات وحتى في ظل الشائعات التي تنطلق اليوم عن المسلمين بأن دينهم دين إرهاب، فإن هذا لم يؤثر بشكل من الأشكال على نسبة دخول غير المسلمين للإسلام في بلادنا. الهوية الإسلامية ويضيف سينجورا أن شهر رمضان يذكرنا بمناسبتين في غاية الأهمية كل عام أولاهما قدرتنا على التخلص من القوانين الجائرة، التي خلفها الاستعمار البلجيكي والذي حاول محو الهوية الإسلامية من قلوب أبنائنا وتعامل مع المسلمين بالتعذيب والتفريق، وأصدر قراراً بعدم جواز وجود منزلين متجاورين للمسلمين وعدم تدريس اللغة العربية والقرآن وحفظ القرآن الكريم وتهجير أعداد كبيرة إلى مناطق نائية، ولكن الحمد لله بعد خروج البلجيكيين وفي أول شهر رمضان واستقلال بلادنا بدأنا نستعيد هوياتنا وأنشأنا الأحياء الإسلامية الكاملة، حيث توجد اليوم أغلبية مسلمة في بوروندي. الرحمة والسماحة الحدث الثاني كان أثناء الحرب الأهلية في بوروندي بين قبيلتي التوتسي والهوتو وأقبل شهر رمضان الذي يرتبط في وجدان المسلمين بالرحمة والسماحة والصفاء النفسي فانطلقنا نقود جهود المصالحة بين القبيلتين تبركا بشهر رمضان، وكان للمسلمين دور بارز في حقن الدماء، كما كانوا الملاذ الآمن للفارين من ويلات الحرب فنالوا استحسان الجميع، وبدأ فيما بعد تنامي الدور الفاعل، وكانت نتائج هذه الحرب قيام العديد من المراكز والجمعيات الإسلامية ودار للإفتاء باعتراف رسمي من الدولة وأصبح لدينا من يمثلنا في البرلمان. مكانة كبيرة ويقول نائب مفتي بوروندي إن كل هذا جعل لرمضان مكانة كبيرة في نفوس البورونديين بشكل عام وليس المسلمين فحسب ونحن من جانبنا نستعد لشهر رمضان كل عام بتنظيم احتفال في كل مسجد فور إعلان المملكة العربية السعودية رؤية هلال الشهر الكريم وينطلق الأطفال والشباب بموكب يحمل المشاعل للطواف في كل أنحاء الأحياء المسلمة للتهنئة بقدوم شهر رمضان ومن أهم الأطعمة التي تحتويها المائدة البوروندية «الكونو»، وهي وجبة شهيرة في وسط أفريقيا إضافة إلى وجبة خاصة عبارة عن موز مقلي من إنتاج بلادنا، وهي وجبة شهية ولا بد أن تتوافر على مائدة الإفطار ولدينا شوربة الأرز إضافة إلى التمر واللبن وبالنسبة للسحور من أهم أطباقنا طبق الأرز وجوز الهند والسكر. المساعدات الخيرية ويضيف سينجوري أننا لا ننسى في هذا الإطار المساعدات الخيرية الوفيرة، التي تأتينا من دولة الإمارات وتكون بشرى وصولها إلى بلادنا مع قرب قدوم شهر رمضان، حيث تقيم المؤسسات الخيرية الإماراتية عشرات الموائد لإفطار الصائمين من أهل بوروندي وكثيراً ما يفطر عليها غير المسلمين أيضاً، وتكون سبباً في طرحهم للأسئلة عن الإسلام ونؤدي صلاة التراويح، وتلقى الدروس التي تبين فضائل الشهر الكريم. ومن عاداتنا أيضا في بوروندي قيام العائلات المسلمة بإعداد موائد رحمن داخل كل مسجــد وأي صائم أدركه الأذان قبل الوصول إلى بيته يدخل للإفطــار والتعارف على إخوانه من المسلمين طيلة رمضان ويقوم الدعاة القادمون من البلاد الإسلامية بتنظيم حلقات لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس الفقه واللغة العربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©