الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزبير بن العوام... حواري الرسول

28 يونيو 2015 22:00
محمد أحمد (القاهرة) الزبير بن العوام بن خويلد، يكنى عبدالله، أمه الصحابية الجليلة صفية بنت عبدالمطلب عمة الرسول، ولد سنة 28 قبل الهجرة «594 م» بمكة وتزوج أسماء بنت أبي بكر، كثير الإنفاق في سبيل الله، أحد العشرة المبشرين بالجنة، أسلم على يد الصديق أبي بكر، ولم يتخلف عن غزوات النبي. يلقب الزبير بحواري الرسول- أي خليله وناصره وصاحبه المستخلص، ويقول الزبير: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: «لكل نبي حواريُّ، وحواريِّ الزبير». هو أول من سل سيفاً في سبيل الله، وعن سعيد بن المسيب قال: «أول من سل سيفه في ذات الله الزبير بن العوام، فبينما الزبير نائم في شعب المطابخ، إذ سمع شائعة بأن رسول الله قتل، فخرج وهو غلام ابن اثني عشر عاماً شاهراً سيفه، فلقيه النبي فقال: «ما شأنك يا زبير؟» قال سمعت أنك قتلت، قال: «فما كنت صانعا؟ قال: أردت والله أن استعرض أهل مكة، فدعا له النبي ولسيفه». شهد الزبير يوم بدر فكان مع النبي صلى الله عليه وسلم على فرس الميمنة والمقداد بن الأسود على فرس الميسرة وعليه عمامة صفراء، فنزل جبريل على سيماء الزبير. كانت شجاعة الزبير في بدر واضحة فيصفه علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوله: «أشجع الناس الزبير ولا يعرف قدر الرجال إلا الرجال». كما شهد معركة اليرموك، وقد اجتمع مع بعض الفرسان الشجعان فقالوا له: «ألا تحمل فنحمل معك، يريدون أن يكون في طليعتهم، فقال: إنكم لا تثبتون، فلما واجهوا جيش الروم أحجموا وأقدم هو، وأصيب بجرحين في هذه المعركة، وفي يوم حنين، أخبر المشركون قائدهم أنهم يرون فارسا يقاتل واضعاً رمحه على عاتقه، عاصبا رأسه بعصابة حمراء، فقال لهم: هذا الزبير بن العوام وأحلف باللات والعزى ليخالطنكم فاثبتوا له، فلما جاء الزبير إلى مواضعهم وقصدهم ليقاتلهم حتى أزاحهم من مكانهم. وفي يوم أحد، لما انصرف المشركون وخاف النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجعوا قالت عائشة- رضي الله عنها- أن النبي قال: «من ينتدب لهؤلاء في آثارهم، حتى يعلموا أن بنا قوة؟»، فكان أبو بكر والزبير، فخرجا ومعهم سبعون رجلا في آثار المشركين، فانصرفوا. وعند فتح مصر كانت شجاعة الزبير وحزمه السبب في انتصار المسلمين، فقد أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عمرو بن العاص لفتح مصر وكان 3500 رجل، وأرسل عمرو للخليفة لإمداده بقوات أخرى لما استعصى فتح مصر، فأرسل الخليفة اثني عشر ألفاً أخرى فيهم الصحابة الكبار، وكتب إلى عمرو «إني أمددتك بأربعة آلاف على كل ألف منهم رجل مقام ألف»، وكان الزبير على رأس أحد هؤلاء، وحين قدم وكان عمرو يحاصر حصن بابليون، طاف بالخندق المحيط بالحصن، ثم فرق الرجال، وطال الحصار وبلغ سبعة أشهر، وتأخر فتح الحصن فقال الزبير لعمرو بن العاص: «إني أهب نفسي لله، أرجو أن يفتح الله بذلك على المسلمين»، فجاء بسلم أسنده إلى سور الحصن، ثم صعد، وسمعوا الزبير يكبر من فوقه، فتكاثروا على السلم حتى خشي عمرو أن ينهار بهم، وبعدها انسحب الروم واستولى المسلمون على الحصن وكانت تلك معركة حاسمة في فتح مصر. شهد الزبير يوم الجمل مع طلحة وعائشة- رضي الله عنهم- إلا أنه انصرف عندما ذكَّره علي بن أبي طالب بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي حرب بن الأسود الدؤلي، قال شهدت الزبير خرج يريد عليا، فقال له علي: أنشدك الله، هل سمعت رسول الله يقول: تقاتله وأنت له ظالم؟ فقال اذكر، ثم مضى الزبير منصرفا، فلما انصرف لا يريد القتال لقيه ابنه عبدالله قال «جبنا، جبنا»، قال قد علم الناس أني لست بجبان، ولكن ذكرني علي بشيء سمعته من رسول الله، فحلفت أن لا أقاتله، ثم قال: ترك الأمور التي أخشى عواقبها في الله أحسن في الدنيا وفي الدين. وطعنه ابن جرموز، فقتله ودفن بوادي السباع في سنة 36 هـ في البصرة، وجلس علي يبكي عليه، وقال: «والله ليدخلن قاتل ابن صفية النار».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©