الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسلام يواكب الحداثة.. ويؤيد التقدم

الإسلام يواكب الحداثة.. ويؤيد التقدم
28 يونيو 2015 21:55
أحمد مراد (القاهرة) جاء الإسلام الحنيف بمنهج وسطي ينفرد بالعديد من السمات المميزة أبرزها رعاية سنة التدرج في كل شيء، والموازنة بين الثوابت والمتغيرات، ووضع التكاليف في مراتبها الشرعية، وهو ما يعرف بفقه الأولويات. د. عبدالحكم الصعيدي الأستاذ بجامعة الأزهر يوضح حقيقة السمات الثلاث المميزة لوسطية الإسلام، فيقول: فيما يتعلق برعاية سنة التدرج فإن الإسلام الحنيف يحث أتباعه في كل زمان ومكان على التدرج الحكيم في الدعوة والتعليم والإفتاء والتغيير، وفي كل أمر من أمور الحياة، ويحثهم على عدم استعجال الشيء قبل أوانه أو جني الثمرة قبل نضجها. والتدرج سنة كونية كما هو سنة شرعية، قال تعالى: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ...)، سورة الأحقاف: الآية 35»، وأنزل الله القرآن الكريم في ثلاث وعشرين سنة على الرسول صلى الله عليه وسلم، ليعايش الناس في تطور حياتهم، ويجيبهم عن استفساراتهم. ويضيف: أما سمة الموازنة بين الثوابت والمتغيرات المميزة لمنهج الإسلام الوسطي، فهي تتعلق بالموازنة بين ثوابت الشرع ومتغيرات العصر، فلا يجوز إغفال الثوابت، ولا إهمال المتغيرات، ولا تحويل الثوابت إلى متغيرات، ولا المتغيرات إلى ثوابت، ولكن يجب ملاحظة أثر تغير الزمان والمكان والحال والعرف في الفتوى، وفي أسلوب الدعوة والتعليم، مع ضرورة مراعاة الثبات في الأهداف والغايات، والمرونة والتطور في الوسائل والآليات، وكذلك الثبات في الأصول والكليات، والمرونة في الفروع والجزئيات، ومن هذا المنطلق، فإن الإسلام الوسطي يقبل التحديث لمواكبة العصر في التقدم العلمي والتكنولوجي والتطور المحمود الذي يرقى بالحياة والإنسان، وفي نفس الوقت يرفض التغريب الذي يريد أن يسلخ الأمة من جلدها. ويشير إلى أن الإسلام يرفض موقف الذين يريدون أن يجمدوا الدنيا باسم الدين، ويجمدوا المجتمع باسم الشرع، فلا مجال عندهم لتطوير ولا تغيير، وفي نفس الوقت يرفض موقف الذين يريدون أن يغيروا كل شيء، فلا ثبات عندهم لعقيدة، ولا لقيم، ولا أخلاق، فكل حق يمكن أن يصبح باطلا، وكل باطل يمكن أن يسمى حقاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©