الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحب في الله من الإيمان

الحب في الله من الإيمان
15 يوليو 2014 00:22
أحمد مراد (القاهرة) الحب من المبادئ والقيم السامية التي ينبغي أن تنتشر في المجتمع المسلم، ولهذه القيم والمبادئ السامية دور كبير في استقرار المجتمعات جاء الإسلام الحنيف بشريعة تدعو إلى نشر الحب والمودة بين أفراد المجتمع الإسلامي، لكي يسوده الخير، ويكون مجتمعاً صالحاً، ينعم فيه الجميع بالاستقرار والأمن والطمأنينة. وأكد د.أحمد كريمة- الأستاذ بجامعة الأزهر- أن الإسلام يحث أبناءه على التواد والتحاب، ولهذا حث النبي- صلى الله عليه وسلم- على الإخبار بمشاعر الحب، لأن هذا يقويه ويفضي إلى شيوع الألفة بين المسلمين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه».كما جعل الإسلام المحبة في الله سببا لنيل محبة الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «إن رجلا زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد الله على مدرجته ملكا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحبه في الله. قال: فإني رسول الله إليك: إن الله قد أحبك كما أحببته فيه». دين الحب يشير د. كريمة إلى أن الحب في الله من علامات صدق الإيمان، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم: «أوثق عرى الإيمان: الحب في الله والبغض في الله»، وممن يظلهم الله في ظله المتحابُّون فيه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي»، ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: «رجلان تحابا في الله»، والحب في الله سبيل الجنة، فقال نبينا صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم». ويقول د. كريمة: الحب من المبادئ والقيم السامية التي ينبغي أن تنتشر في المجتمع المسلم، ولاسيما وأن لهذه القيم والمبادئ السامية دورا كبيرا في استقرار المجتمعات ومحاربة الآفات الضارة التي تنهش في جسد المجتمعات، وعلينا أن ندعو إلى نشر الحب وقيمه السامية. ويضيف: الإسلام الحنيف هو دين الحب، ويدعو إلى الحب، ويقوم على الحب، ولم يحارب الإسلام العنصرية والعرقية إلا من أجل أن يحب الناس بعضهم بعضا، ولذلك فإن الشارع الحكيم وعد من طبق أوامره واجتنب نواهيه بأن يكون من المحبوبين عند الله تعالى ومن الداخلين جنته. ويدعو إلى التمسك بمبادئ ومعاني الحب التي حددها الإسلام، وألا نتشبه بأحد، فلدينا منظومة متكاملة من الحب بكل صوره، فعلينا الرجوع إليها حتى ينتشر الحب في مجتمعاتنا، فلا خير في حب يأتينا على الطريقة الغربية. المودة هي المحبة يشير د. كريمة إلى أن الحب من المعاني العظيمة التي يسعد الإنسان بها، وهو يسمو بالنفس ويحلق بها في فضاء من السعادة والجمال، ويضفي على حياتنا بهجة وسرورا، ويكسو الروح بهاء، وأعظم صور الحب حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقد أوجب الله تعالى علينا ذلك وتوعد من خالف بقوله: «قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ»، ودلت السنة النبوية على أنه لا إيمان لمن لم يقدم حبَّ الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم على كل حب، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»، ومن صور الحب الأخرى حب الزوجة، فقد قال الله تعالى في الأزواج: «وجعل بينكم مودة ورحمة»، والمودة هي المحبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©