الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجنيبي: في رمضان بأميركا.. تعلمت الطبخ وكتبت قصائد حنين للوطن

الجنيبي: في رمضان بأميركا.. تعلمت الطبخ وكتبت قصائد حنين للوطن
15 يوليو 2014 00:19
أحمد السعداوي (أبوظبي) بعد حصوله على الثانوية العامة من مدارس الثقافة بأبوظبي في ثمانينات القرن الماضي، توجه طلال الجنيبي إلى جامعة «جورج واشنطن» بالولايات المتحدة وحصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال والتمويل بتقدير امتياز، وأتبعه بنيل الماجستير مع مرتبة الشرف في ذات التخصص من جامعة «ستراي»، ثم رجع إلى خدمة الوطن بإحدى الهيئات الحكومية بأبوظبي لمدة عامين، ولكنه عاد بعدها ليكمل مسيرة التعليم بحصوله على الدكتوراه في استثمار الموارد البشرية من جامعة «نيوكاسل» بالمملكة المتحدة، ليكون حينها أصغر حاصل على درجة الدكتوراه في دولة الإمارات. وفي سنوات الغربة التي امتدت لسنوات عديدة شارك خلالها إحياء رمضان مع مجتمعات وثقافات عديدة، جعلته يتعرف على جوانب أخرى من رمضان تكشف عموميات العبادات وخصوصة المجتمعات. ويروي الدكتور طلال الجنيبي لـ«الاتحاد» ذكرياته الرمضانية خلال هذه السنوات الطويلة من العمل والاغتراب حملت معها كثيرا من الذكريات، متطرقاً إلى العديد من جوانب شخصيته الثرية، كواحد من أشهر الشعراء والكتاب الإماراتيين، بالإضافة إلى كونه من خبراء الإدارة العرب المتميزين، وهو ما جعله يسهم بشكل فعّال في مسيرة البناء والتنمية عبر البرامج التدريبية والدورات التعليمية في فنون الإدارة وتطوير القدرات للعاملين بمختلف مؤسسات الدولة. رؤى مختلفة ويسترجع الجنيبي رمضان لأول مرة في الغربة، مبيناً أنه كان يدرس حينها في الولايات المتحدة، ومثل ذلك فرصة لاستكشاف هذه الشعيرة العظيمة برؤى مختلفة تعمق في الإنسان معاني الإخلاص، فليس هناك من يراقب أو يحاسب أو يفكر من أهل أو مجتمع أو محيط، إذا لم يلتزم الإنسان بها، فكان الصيام بوابة عظيمة لترسيخ معاني مراقبة الله في الذات، وفي هذا بعد إيماني رائع يرفع من شأن إحساس الإنسان ومن خصوصية مراقبته الذاتية لسلوكه وشعائره أو ممارساته الدينية عموماً والأخلاقية خصوصاً. الجانب الآخر من الصيام في الغربة يظهر من خلال امتزاج عادات وتقاليد المسلمين من مناطق مختلفة من العالم جمعتهم ظروف اغتراب من عمل ودراسة وغيرها، في نقاط تجمع لصيام تظهر فيه عموميات العبادة وخصوصيات المجتمعات التي جاءوا منها لينتج عن ذلك مزيج فسيفسائي يبعث في هذه الشعيرة الكريمة نوراً ويحملها إلى أفق متنوع يستكشف فيه الإنسان اختلافه الذي يجعله مميزاً ويعينه على الاندماج من خلال هذا الاختلاف ثم التكامل مع من يشاركون على أرضية القيم والمبادئ المحيطة بصفة عامة، موضحاً أنه أغلب ماكان يختلط بهم من زملائنا الإماراتيين والخليجيين لاقتراب العادات وتشابه الطبائع وإن كنا لا يستثني من اقترب منا من باقي المسلمين، وهو درس تعلمناه من هذه الأرض المعطاء، أرض دولة الإمارات التي كانت ولا تزال تقدر الاختلاف والتنوع بين الناس وتستقبل الجميع وتشعره بالألفة والدفء وهذا ما فعلناه في غربتنا، حيث كنا نفطر جميعاً على مائدة واحدة يشارك الجميع فيه أطباقها كل يتفنن في طبقه المحلي وأكلته التقليدية التي وإن كانت لا ترقى في غالب الأحيان إلى ما نجده في رمضان الإمارات إلا أن دفء الصحبة الطيبة، والأجواء الحميمية في رمضان تكمل أي نقص فيها. ويضيف أن صلاة التراويح، كانت تجمعنا بزملائنا وتشعرنا ببعض ملامح هذا الشهر الكريم الذي كنا نفتقد أكثر ملامحه في الغربة، وإن كان لها طعم خاص لا يزال في مخيلتنا بعد كل هذه السنين، حيث كنا نصلي أحياناً في مصلى الجامعة، وأخرى في المركز الإسلامي بواشنطن، ومرات أخرى في مساجد ومصليات مختلفة وفي بعض الأوقات بالسفارة الإماراتية التي كنا نعتبرها بيت كل إماراتي مغترب. ملامح رمضان بالخارج وعن طبيعة رمضان في الخارج والطقوس المعروفة عنه في البلدان الإسلامية، أوضح أنه لم يكن يشعر بالملامح الخارجية لرمضان الذي نعرفه في الخارج، فالناس حولك يعيشون حياتهم المعتادة، إلا أن ذلك وإن كان في ظاهره نقطة سلبية، إلا أنه بعث في دواخلنا نقاطاً إيجابية أكثر عززت من إحساسنا بقوتنا الداخلية وقيمتنا وتميزنا من خلال الفخر بالحفاظ على قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا، فكنا نرى ملامح رمضان في وجوه زملائنا وفي تعب النهار وفرحة الإفطار، وفي متعة اللقاء مع الرفقة أكثر ما نراها في الأضواء والزينة التي لا نجدها إلا في أماكننا الخاصة وتغيب عن ملامح الحياة العامة. قصائد في الغربة وحول ما استفاده من تنوع الثقافات التي عايشها قال الجنيبي:» إنه زار أكثر من 100 دولة حول العالم، وعاش في بعض منها سنوات على سبيل المثال الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لأسباب مختلفة وفي كل زيارة أو إقامة كنت حريصاً على أن أضيف لنفسي، شيئاً من مذاقات هذه الحضارات الإيجابية، إنسانياً وأفاد في هذا في تعميق تجربتي الأدبية، فكتبت مئات القصائد في أراض الاغتراب وأقمت العديد من الأمسيات الشعرية، التي كان لها صدى واسعاً وقبولاً منقطع النظير لما احتوته من ملامح الانتماء للوطن والإحساس بالذات، والآخر وعسى مشاعر المتلقي بصدق إحساس ورقي الأسلوب والمعاني الجزلة التي ما كانت لتصل إلى هذا العمق لولا هذه الفرص الثرية التي أتيحت لي من خلال كثرة السفر والترحال والتجوال بعقل وقلب منفتحين على ثقافة الآخر بغير إغفال لخصوصية ثقافتي الأصيلة التي بقيت محافظة على قيمها الأساسية. تعلم الطبخ بالممارسة تعلم الجنيبي خلال سنوات طهو بعض الوجبات الإماراتية بالممارسة، ثم توسع في هذا المجال حيث تعلم طبخ الكبسة، والبرياني حتى المحاشي الشامية والمصرية، والسلطة، وذلك ضمن عمل جماعي، يقول عنه:» كنا نقسم أنفسنا إلى مجموعة تقطع البصل والخضراوات وتنظف ومجموعة تغسل الصحون وأخرى تطبخ وطبعاً لا يطبخ إلا الماهرون، فتتلمذت على يد الماهرين من زملائنا الطباخين حتـى أهـرب من تقطيـع البصـل وتنظيـف الصحون، ومـن هذا الباب أجدت الطبخ بالممارسة والتعلم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©