السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خوف الطفل من سنة أولى مدرسة طبيعي جداً

خوف الطفل من سنة أولى مدرسة طبيعي جداً
26 سبتمبر 2010 21:27
تعتبر السنة الدراسية الأولى للطفل في المدرسة عنواناً عريضاً لمرحلة جديدة، سواء بالنسبة للطفل الصغير الذي يكتشف عالماً جديداً عليه غير بيته، سواء في «الروضة» أو «الابتدائية». وكذلك بالنسبة لأسرته التي قد تواجه تحديات وإشكالات لم تكن تخطر على بالها قط. وتظن أن خوف ابنها من المدرسة حالة مرضية أومشكلة كبيرة لن يتخلص منها طيلة عامه الدراسي. إلا أن مادة هذا التحقيق ستكشف غير ذلك. من خلال آراء متنوعة لمجموعة من علماء النفس والدراسات العلمية. مع دخول الطفل إلى الروضة أو المدرسة لأول مرة ثمة إشكالية أو تغيير حياتي يقع فيه لا يلاحظه الكثيرون فيه. فحين تفتح المدارس أبوابها مستقبلة آلاف التلاميذ من مختلف المراحل الدراسية، ويكون هو ذاهب إليها للمرة الأولى ليبدأ مرحلة جديدة من حياته، مستيقظاً في الصباح الباكر مرتدياً زياً خاصاً، لم يعتد عليه، ويحمل حقيبة قد تثقل كاهله، متوجهاً بعيداً عن بيته وأمه وألعابه ورفاقه، حيث الوجوه الجديدة غير المألوفة من معلمين وطلاب والمكان الجديد بأنظمته وتعليماته المقيدة للحرية أحياناً عوامل تسبب له الإرباك والشعور بالتغيير. تحت تأثير الصدمة العام الأول في الدراسة تجربة جديدة يخوضها الطفل لوحده بعد أن اعتاد أن تكون أمه إلى جانبه في كل أماكن تواجده، فهو بحاجة لفترة زمنية للتكيف معها، فدفء الأسرة يعني لهذا الطفل الأمن، والخروج عن هذا البيت يعني الخوف والقلق من المجهول الجديد، وليس ذلك بالأمر السهل على أطفال صغار، وكذلك على الأمهات والآباء الذين يعتريهم القلق خوفاً عليهم، فيزداد خوفهم إذا شعروا أن طفلهم يرفض الذهاب إلى المدرسة. تشير دراسة مصرية حول هذا الموضوع إلى أن «الطفل يرفض الذهاب إلى المدرسة لأنه يواجه للمرة الأولى في حياته مناخاً مختلفاً، فيه نظام مختلف، ومعاملة مختلفة ووجوه لم يألفها من قبل، فلا أحد يعرف اسمه ليناديه به، عندئذ قد يصاب بمشاعر وأعراض كثيرة مثل الخوف والقلق وشحوب اللون والقيء والإسهال والصداع وآلام البطن والغثيان والتبول اللا إرادي وفقدان الشهية للطعام واضطرابات النوم لذلك فإن ذهاب الطفل الصغير إلى المدرسة يشكل صدمة الانفصال عن الأسرة، وصدمة بالمكان الجديد بكل عناصره من أدوات وأشخاص يواجههم للمرة الأولى، ومن العوامل التي تساهم في نشأة مشاعر الصدمة والخوف عنده هو الحماية الزائدة والتدليل التي تلقاها الطفل طيلة السنوات السابقة، وقلق الأم عليه وشدة تعلقها به». انفصال عن الأسرة في هذا السياق تقول الدكتورة سهام فتحي- أستاذة الطب النفسي بكلية طب القاهرة: «إن خوف الطفل من المدرسة شيء طبيعي لأنها أول مكان يبعده عن ارتباطه بأمه أقرب الناس إليه أو عن من تقوم بتربيته كجدته مثلا، ولذلك فإن المدرسة بالنسبة له تعد من وجهة نظر الطفل، مكاناً غير مطمئن لأنه انفصل عن (الحضانة الأسرية) التي عاش فيها فترة طويلة». وتضيف: «إن هذا الشعور بالقلق وعدم الاطمئنان أمر طبيعي، ولا ينبغي اعتباره ظاهرة مرضية، فحتى الكبار يخافون من الأماكن التي لا يعلمون عنها شيئاً، فما بالنا بالصغار؟ إن تعبير الطفل عن قلقه من المدرسة لا يتوقف عند حد الرفض أو افتعال الحجج حتى لا يذهب إلى المدرسة، فأشكال التعبير متنوعة ويمكن أن تكون البكاء أو الشكوى من الصداع والغضب ويمكن أن تصل لدرجة التبول اللا إرادي وبطبيعة الحال فإن هذه الأعراض قد تؤدي إلى انزعاج الأسرة». تهيئة الطفل نفسياً في حال واجهت الأسرة مشكلة مع ابنها وخوفه من المدرسة التي يدخلها للمرة الأولى في حياته، يجب الانتباه إلى ضرورة عدم إبداء الأسرة للقلق من أعراض الخوف المدرسي وعليهم أن يقابلوا هذه الأعراض على أنها شيء عارض سرعان ما سيزول، لأنه ببساطة خوف طبيعي جداً.. تقول الدكتورة فتحي موضحة: «إن تضخيم الأمر قد يؤدي إلى صعوبة التغلب عليه، ويمكن أن يؤدي هذا التضخيم للمشكلة إلى إصابة الطفل بالاكتئاب وهو ما يشكل خطورة شديدة عليه وعلى حياته». يقترح خبراء علم النفس والاختصاصيون في علم الاجتماع على أولياء الأمور الذين يخوض أولادهم تجربة دخول المدرسة للمرة الأولى؛ اتباع دورات تدريبية تساعدهم في تهدئة أولادهم والتعامل مع الظروف الطارئة. من جهتها تقول مريم المزروعي- باحثة أسرية: «إنه على الأسرة أن تقوم بتهيئة الطفل نفسياً وتحضيره للمدرسة قبل نحو شهر من افتتاحها، كأن تروي له قصص تشجيعية عن المدرسة والأيام الأولى منها، والأمور الجميلة التي سيراها في الحديقة والصف. بحيث تغذي هذه الروايات التشجيعية نفس الطفل وتجعله بشوق لدخول المدرسة عوضاً عن النفور منها والخوف من الذهاب إليها. فضلاً عن دور المدرسة في بث الأمان بدواخل التلميذ أو التلميذة، فوجود المعلمات إلى جوار الطالبات المستجدات يبعث على الطمأنينة». الحدث الانتقالي يعد انتقال الطفل من مرحلة الطفولة المبكرة إلى مرحلة الالتحاق بالمدرسة يعتبر حدثاً انتقالياً ضخماً في حياة الطفل يتطلب أن يعد له الطفل إعداداً طيباً، فالطفل قبل المدرسة أو الحضانة يعيش في البيت الذي يمثل له البيئة الآمنة ويرى نفسه مركز ومحور الاهتمام في هذا البيت كما أنه يكون ملاصقاً أغلب الوقت لوالدته أو من يقوم برعايته وفجأة يحدث هذا التغير الكبير في حياته إذ يصحو يومياً فيجد نفسه في مكان غريب عليه بدون وجود والديه أو إخوته معه ومع أشخاص لم يلتق بهم من قبل وبعد أن كان محط أنظار الجميع في أسرته يرى نفسه واحداً من بين مئات وربما آلاف الأطفال الآخرين. خطوات على طريق الحل ? إن أصعب ما يعانيه الطفل في الأيام الأولى من الدراسة هو الشعور بفقدان الأمان. كما أنه يصبح مسؤولاًَ عن تصرفاته وسلوكه. ومطالباً باتباع قوانين وقواعد ربما لم تفرض عليه من قبل أثناء فترة تواجده بالبيت. لذلك فمن المهم جداً على الوالدين أن يقوموا مسبقاً بالتهيئة الكافية والكاملة للطفل لمواجهة هذا الحدث الهام في حياته، ومن المهم اتباع الخطوات التالية، بحسب ما أجمع عليه علماء النفس: ? التحدث مع الطفل ومحاولة تشويقه وتحبيبه في المرحلة القادمة من أيام المدرسة. ? شرح أهمية دور المدرسة في حياته له. ? إعداد الطفل بأن يُدرب على الانفصال بعض ساعات اليوم عن الأم وأن يتم ذلك تدريجياً، وهنا تكمن فائدة الحضانة قبل المدرسة. ? تدريب الطفل على الاختلاط بعدد من الأطفال وإقامة علاقات اجتماعية معهم بحيث يكتسب مهارات المشاركة والعطاء وكيفية مواجهة المشاكل وإيجاد حلول مناسبة لها. ? قد يكون من المجدي للطفل أن يصطحبه والداه إلى المدرسة التي سيتم الالتحاق بها قبل بدء العام الدراسي ليتعرف على المكان والمدرسة التي ستقوم بالتمدرس فيها والجو العام بالمدرسة بصحبة الوالدين في جو مطمئن له. ? من المفيد أن يصطحبه أشقاؤه معهم إلى المدرسة. ? كذلك وجود معلمة الصف أو المعلم في «باص المدرسة» أو إلى جواره في الفرصة مبعثاً للراحة والطمأنينة.?? من المهم جداً التأكيد على إحساس الطفل بالأمان أي أنه لن يُترك وحده في هذا المكان الغريب بالنسبة له، فعلى الأم والأب ألا يحاولا أن يتركا الطفل في المدرسة ويهربا منه دون أن يتحدثا مع الطفل بصدق وثقة بأنهما سيأتيان لأخذه عقب انتهاء اليوم الدراسي.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©