السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مكانس القش تصنع يدوياً .. والوزن يحدد السعر

مكانس القش تصنع يدوياً .. والوزن يحدد السعر
26 سبتمبر 2010 21:26
تعد صناعة “مكانس القش”، إحدى الصناعات اليدوية التقليدية العريقة، حيث تتموضع بعض “الورش” المتناثرة، في مناطق لبنانية عدة، أبرزها في بلدة الغسانية جنوب لبنان، الأمر الذي يستوجب إعطاء هذه المهنة التقليدية مزيداً من الاهتمام والمتابعة، للحفاظ على بقائها على قيد الحياة، ومنعها من الاندثار باعتبارها موروثاً شعبياً. أنواع القش تتوزع أنواع القش بين الخشن الذي يزرع في الصحارى والمستنقعات، والناعم الذي ينبت على ضفاف الأنهار، وتعاني صناعة المكانس، كما العديد من المهن، منافسة، خاصة من المكانس المستوردة من الخارج، لكن على الرغم من كل المشاكل التي تعانيها هذه المهنة يصر أصحابها على الاستمرار ومتابعة المهنة. ويقول أحد أصحاب ورش تصنيع المكانس، محمد سالم إنه يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 30 سنة، وشكلت، بالنسبة لديه، جانباً مهماً على صعيد حياته الاجتماعية والمهنية، كونه اكتسبها من والده وأجداده منذ عشرات السنين، مشيراً إلى أن العمل بها يحتاج إلى مهارة. وذكر أن هناك طلباً على المنتجات المصنعة، كونها من المهن التقليدية التي أخذت تنحسر في عدد من المدن والقرى، لأن هذه الحرفة بحاجة إلى قروض واهتمام من الدولة والمسؤولين عبر تقديم التشجيع والتسهيلات الدائمة، وتخفيض الضرائب، وتخصيص “الورش” المصنعة ضمن أماكن خاصة. مراحل العمل يقول أبو محمود درويش إن هذه المهنة تحتاج إلى مهارة ودقة عالية، وتتضمن مراحل العمل تحضير القش الخشن والناعم بعد تجفيفه وتصنيعه، ومن ثم نقعه في الماء لمدة 12 ساعة، لإكسابه ليونة وطراوة، لتسهيل عملية تصنيعه، وتستلزم عملية الصنع العديد من الأدوات الخاصة، منها “الدقماقة”، وهي مخصصة لدق القش، وتغيير شكله، إضافة إلى الحزام ومهمته إعطاء المنتج الشكل اللازم، والسلة، وهي لخياطة المكانس بشكل يدوي، باستخدام خيوط مصنوعة من النايلون، عدا المقعد المصنوع من مادة الخشب، وهو أهم ما يميز هذه المهنة، كونه يعد خصيصاً لها، ويزود بمستلزمات عدة، منها الجنزير والشدادة، والشريط الذي يساعد على تثبيت المادة، وتكون الأرجل ممددة للمساعدة على شد المكانس، والتي كلما كانت عملية الشد متناسقة، يكون المنتج متماسكاً بشكل أكبر. ويتابع “نقوم بتقسيم كل جزء على حدة، على شكل ياقات، حيث يكون حجم المنتج تبعاً للوزن، فكلما ازداد يكون سعر المادة أعلى ثمناً، وهذه المرحلة تسمى بمرحلة التربيط، وهي المرحلة الثانية من عملية الصنع، تليها مرحلة تزيين المنتج وتسويقه أو تصديره، إلى عدد من الدول العربية والأجنبية، وهناك طلب على المنتجات المصنعة، كونها من المهن التقليدية، التي أخذت تنحسر في عدد من المناطق اللبنانية، وتشكل جانباً من التراث الشعبي”. صعوبة الاستمرار ورث إيلي اسطفان المهنة عن والده، الذي أخذها عن والده أيضاً، وهي مستمرة حتى الآن، ولو بصعوبة، نظراً للعقبات والتحديات التي تجعل من معلمي هذه الحرفة آخر حبات العنقود، يقول إسطفان “لم أرغب في تعليم أولادي المهنة، بسبب صعوبتها ومردودها الذي هو أقل من الاحتياجات اليومية، ويجعلنا الإيراد المالي غير متمسكين بها، لنحاول توريثها، خصوصاً بعد ظهور “النايلون” وصناعة المكانس منها، فضلاً عن المكانس الكهربائية التي غزّت البيوت، ليقتصر بيع منتجاتنا على أصحاب المنازل العربية القديمة، والفلاحين في القرى والأرياف”. وعن المواد الأولية التي تتطلبها المهنة، يقول إسطفان “مكونات الصناعة تبدأ من نبات القش، الذي نشتريه بعد نهاية كل موسم زراعي من الفلاحين مباشرة، أو من الأسواق، ومراحل العمل تتم وفق التالي: ينقع القش في برميل من المياه فترة تمتد من ست إلى ثماني ساعات، ثم يرفع القش ويترك ساعات عدة ليجف قليلاً، بعدها تشد خيوط القش، ويخاط شكل المكنسة المعروف، وهنا يكون لونها عاتماً، فتجتمع وتربط وتجمع المقشات بحزم، ما بين العشرة والعشرين مكنسة لكل حزمة، وتدخل إلى حجرة التبخير غازياً، الذي يعطيها لونها الأشقر”.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©