السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مكتوم الشريفي: جرائم النشل محدودة ولا تشكل ظاهرة في أبوظبي

مكتوم الشريفي: جرائم النشل محدودة ولا تشكل ظاهرة في أبوظبي
26 سبتمبر 2010 21:22
تتنوع أساليب حوادث النشل- السرقة، وتتعدّد، فلكل سارق مواصفاته في النشل، فهذا الذي يبرع بسحب المحفظة من جيب السروال دون أن يشعر صاحبه، وهذا يحسن تمزيق شنطة بآلة حادة (شفرة أو سكين) بخفّة فيسحب منها المحفظة ويرحل دون أن تشعر المرأة بأنها فقدت أي شيء. وثمة من تحوي محفظته أوراقاً ثبوتية وأموالاً وصوراً شخصية. توضح تجارب الناس الذين وقعوا ضحايا لأعمال السرقة أن «النشل يتم بخفة ورشاقة» وله أربابه المحترفون الذين يبتكرون بين مرة وأخرى طرقاً للنشل. لكن معظمهم -الحمد لله- لم يعانوا من السرقة والنشل خلال وجودهم في الدولة، بل خارج الإمارات، حيث لا تشكل هذه الجريمة ظاهرة في أبوظبي وباقي إمارات الدولة، رغم وجودها. تجربة مزعجة عادت إلى أبوظبي بعد أسبوع من سفرها لتكتشف أن هوائي السيارة الغالي الثمن قد انتزع من قاعدته ولم يكن ثمة بصمات على غبار تراكم خلال سبعة أيام، فيما نسيت في إحدى المرات نوافذ السيارة مفتوحة وكانت مشرّعة طوال الليل أمام الرائح والغادي لينتشل منها ما يشاء، من المسجّلة إلى نظام الملاحة إلى الأقراص المدمجة. لكن لم تحدث أي سرقة. هذا ما تؤكده سلوى العلي التي تعرضت للنشل إنما في تايلاند وليس في أبوظبي تقول: «ربما سرقوني لأنني كنت أسير في شوارع بانكوك متخيّلة أنني أسير في شوارع أبوظبي. ولم أتنبّه إلى أن حقيبتي القماشية التي كنت أحملها إلى جهة الخلف تمّ شرطها ونزع المحفظة منها بخفّة أذهلتني حيث اكتشفت فيما بعد ما جرى». تضيف: «إنه فن بالفعل أمر عجيب غريب فعدم إحساسنا بما جرى يشعرنا أن يد النشّال خبيرة في خفة الحركة». اليوم تقوم العلي بذات الخطوات الاحترازية التي تعلمتها من شقيقتها وأهمها أن تحمل حقيبة جلدية وتقفل السحاب جيداً وتضعها أمامها كي لا تصل إليها أيادي النشالين الخفيفة. التعرض للسرقة أما رانيا صوايا جرداق، فهي تقيم منذ زمن بعيد في أبوظبي، لكنها مؤخراً قرأت عن تنبيهات الشرطة بشأن حوادث النشل في الحافلات العامة وأماكن الازدحام، تقول في ذلك: «إن نسبة هذه الحوادث قليلة جداً، ولم أكن أسمع بها كثيراً في السابق. لكنني ورغم التحذيرات المتكررة حين وصلت فرنسا، مشيت في الشارع ممسكة بأيدي أولادي الصغار فرحة بزيارة باريس والتسوق في محلاتها، لكنني بعد أن اشتريت ما أريد ووصلت إلى الصندوق، لم أجد محفظة النقود داخل حقيبة يدي. فقد طارت مع «النشّال» الخبير». تضيف: «من يعيش لفترة في أبوظبي والعين، لا يتنبّه لهذه الأمور ولا يوليها أي اعتبار، فالأمن موجود في الهواء مع الأكسيجين الذي نتنفسه، اليوم وبعد بحثي عن الموضوع اكتشفت أن الدول الأوروبية مثلاً وهي من الدول المتقدمة، يتعرّض فيها المرء للنشل أكثر من أي دول أخرى». تغيّر تصرف رانيا بعد عدة سرقات وقعت لها هنا وهناك في دول عربية، كانت تحمل خلالها أوراقا ثبوتية وبطاقات بنكية، فباتت تتنبه للشنطة التي تحملها وتقفل السحاب وتضعها في الجهة الأمامية وليس خلف الزراع. تمثيلية في الشارع كان أبو راشد يسير دافعاً عربة طفله أمامه في أحد شوارع اسطنبول حين تفاجأ برجلين يتقاتلان ويتضاربان قاطعين الطريق عليه وعلى زوجته التي تسير إلى جانبه. لا يعرف السبب الذي دفعه إلى الاعتقاد بأن ثمة شيئا مريبا لا علاقة له بالتمثيلية التي يشاهد فصلها الأول، خصوصاً أن أحدهما اتجه إليه كأنه يتحاشى ضرب الثاني له. فمدّ أبو راشد يده إلى محفظته في جيب بنطاله الخلفي فلم يجدها وصرخ «محفظتي!» فلم يكن من زوجته إلا أن قامت بردّ فعل سريع جداً ممسكة بأحد الرجال وهي تنادي للمساعدة. أحكم أبو راشد وزوجته الإمساك بالرجل وقدم شرطي وانتزع المحفظة من النشال». اليوم لا يضع أبو راشد محفظته في الجيوب الخلفية للبنطال، وباتت زوجته توزع كمية المال في عدة أماكن فلا تكون كلّها في محفظة واحدة إذا ضاعت ضاع كل شيء معها. كما باتت أم راشد تفضّل استخدام البطاقات الائتمانية لدى السفر ووضعها في الجيوب الأمامية. يحلل أبو راشد بعض سلوكيات النشالين «إنهم يراقبون المارة ولا يختارون إلا من يعتقدون أنه صيد سهل لأنهم يخافون من مغبّة الإمساك بهم، وقد رأوني منشغلاً بعربة طفلي الصغير ومعي زوجتي، فاعتقدوا أن الوضع مثالي للقيام بالنشل والفرار من دون أن نلاحظ ما جرى معنا». 19 سرقة بثمانية أشهر يقول العقيد مكتوم علي بن عزيز الشريفي- مدير مديرية شرطة العاصمة في شرطة أبوظبي: «إن جريمة النشل في الأماكن العامة في العاصمة محدودة، ولا تشكّل ظاهرة مقلقة». كاشفاً عن أن إجمالي عددها، وفق الإحصاءات الرسمية المسجّلة لدى مراكز الشرطة التابعة للمديرية، 19 جريمة نشل، وذلك خلال الفترة الواقعة بين مطلع يناير من العام الجاري وحتى نهاية شهر أغسطس الماضي- في غضون 8 أشهر. وأضاف الشريفي قائلاً: «تمّ حصر ومتابعة جميع تلك البلاغات، وفق الإجراءات القانونية المتبعة، حيث نجحت الأجهزة الشرطية من إلقاء القبض على عدد من اللصوص في حالات تلبس»، مشيراً إلى أن ما يتعرّض له البعض من حوادث تتعلق بالنشل تكاد تكون محدودة، ولا تتكرر بشكل يومي داخل منطقة اختصاص «المديرية» ومراكز الشرطة التابعة لها، منوهاً إلى أن مسمى «النشل» بشكل عام قد تغيّر إلى «السرقة في طريق عام أو في وسائل النقل أو في الحافلات». ويضرب مثالاً على ما يعمد إليه بعض الجُناة في هذا النوع من الحوادث، حيث يتّبع أسلوباً يقوم من خلاله بمزاحمة الركّاب أثناء الصعود إلى الحافلة والنزول منها أو في مواقف انتظار الحافلات لإلهائهم، ومن ثم سرقة ما بحوزتهم. العين الساهرة لشرطة أبوظبي يؤكد العقيد الشريفي أن العين الساهرة لشرطة أبوظبي تراقب وتواصل بسط الأمن والأمان في البلاد، وأن المجرمين لن يفلتوا من العقاب. وعن دور الأجهزة الشرطية في التصدّي لهذه الجرائم، يقول: «يوجد تنسيق كامل مع إدارة التحريات والبحث الجنائية في شرطة أبوظبي من خلال العمل مع قسم الجريمة المنظمة، حيث تمّ تشكيل فريق عمل، وتجنيد المصادر لمراقبة الطرق العامة والحافلات ومواقف الانتظار، وكذلك وضع الخطط المناسبة للحد من فرص ارتكاب هذا النوع من الجرائم، والقبض على مرتكبيها وتسليمهم إلى العدالة»، مؤكداً أن هذه الجهود حققت نتائج إيجابية، وتم إلقاء القبض على أشخاص في حالات تلبّس. لذا يناشد العقيد الشريفي، مستخدمي الطرق والحافلات، ضرورة التحلّي بقدر من الحرص والانتباه الجيد إلى أمتعتهم الخاصة، وحقائبهم الشخصية على أنواعها والتأكّد من إحكام إغلاقها والابتعاد قدر الإمكان عن الازدحام، حفاظاً على سلامتهم وممتلكاتهم، داعياً النساء إلى عدم إظهار مصوغاتهن الثمينة التي يرتدينها بصورة ملفتة، حتى لا تصبح حافزاً لضعاف النفوس في محاولة سرقتها. كما يدعو جميع أفراد الجمهور، بعدم الوقوع ضحايا لتلك العمليات الإجرامية، وأن سرعة الإبلاغ عن مدبريها يسهم بشكل كبير في إلقاء القبض عليهم، إما بالاتصال على غرفة العمليات على رقم غرفة العمليات التالي (999)، أو التوجّه إلى أحد مراكز الشرطة، والإبلاغ عن الواقعة. «خدمة أمان» استحدثت شرطة أبوظبي خدمة «أمان» الإلكترونية، في إطار تواصلها المستمر والفاعل مع المجتمع، وهي عبارة عن قناة أمنية آمنه بين «الجمهور والشرطة» حيث يوفر الجمهور المعلومات الأمنية التي تسهم في استقرار وأمن المجتمع بسرية تامة وبدون الكشف عن هوياتهم. ويشير العقيد الشريفي إلى أن تلقي الخدمة للمعلومات يتم على مدار 24 ساعة بلغات ثلاث: العربية والإنجليزية والأوردو، وذلك عبر الاتصال على هاتف رقم (8002626) والرسائل النصية «sms» على الرقم (2828)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©