محمد فرج: المزرعة بيتي الثاني

يبدو أن طموح بعض كبار السن ليس له حدود، وهمتهم لا تتوقف بفعل السن. فالوالد محمد فرج تجاوز عمره 65 عاماً، ولكن يجد في نفسه القدرة على العمل والعطاء فهو يشعر بأنه لا يزال شباباً. وعلى الرغم من الشيب الذي غزا رأسه وتجاعيد الزمن التي تبدو على محياه الباسم؛ يواصل العمل في مزرعته ويصر على الاهتمام والعناية بالمزرعة التي يملكها في الذيد بإمارة الشارقة بنفسه، فهي تدر عليه الرزق والربح الوفير. الجنى الطيب فضل فرج العمل بدل الاتكاء على أريكة في البيت. ينهض في الصباح الباكر بكل نشاط ويذهب إلى مزرعته يتابع كل صغيرة وكبيرة في تلك المساحة الخضراء التي يملكها وتنتج له أنواع من الفاكهة كالليمون و»اليح» والرطب، ويجنى من خلالها قوته وقوت عياله. يقول: «أعمل في مزرعتي منذ زمن بعيد حيث اعتبرها بيتي الثاني فمن خلالها أشم رائحة ماتنتجه تلك الأرض الطيبة من خيرات فأعمل فيها منذ الصباح الباكر وحتى غروب الشمس مستمتعاً بكل دقيقة. فمع موسم الصيف تنتج مزرعتي الكثير من البطيخ الأحمر «اليح» وهو الموسم الذى يزداد الطلب على هذه الفاكهة ذات الطعم اللذيذ، حيث كل من يمر بجانب سيارة البيك أب التي أقودها بنفسي يصف سيارته ليختار ما يشاء من خيرات المزرعة. وكم أشعر بالسعادة وراحة البال حين يقبل الكثير من الزبائن على إقتناء عدة بطيخات». يبتسم مضيفاً: «على الرغم من حرارة الجو ورطوبته إلا أن ذلك لا يمنعني من مواصلة البيع ورسم الإبتسامة على وجه الزبون التي هي أولى إهتماماتي في عملية البيع والشراء». حب وتقدير من يقترب من فرج يشعر أنه حين يمارس الزراعة والحصاد والبيع يعمل بنشاط مكلل بالرضى. يقول أبو عيسى- أحد زبائنه: «اعتدت دائماً على الشراء من الوالد محمد فهو إنسان متفائل بالحياة ورغم سنوات عمره إلا إنه يتعامل مع زبائنه بكل طيب وتقدير، وعندما أرغب بشراء اليح أقصد سيارته لأشتري منه. فهو يولي زراعته الرعاية والاهتمام». يضيف: «رغم بدائية طريقة البيع إلا إن أسلوب نداءه خلال البيع جميلة وملفتة للمارة والزبائن، وفي يومي الخميس والجمعة نرى سيارة البيك آب تكاد تخلو من الفاكهة حيث تقبل الناس في هذين اليومين على الشراء أكثر من باقي الأيام».