الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تتعهد بـ60 مليار دولار لتنمية أفريقيا

الصين تتعهد بـ60 مليار دولار لتنمية أفريقيا
4 سبتمبر 2018 00:37

تعهد الرئيس الصيني شي جين بينج، أمس، بتخصيص 60 مليار دولار للمساعدات والاستثمارات والتمويل للدول الأفريقية، خلال استضافة الصين أمس لقادة 53 دولة من القارة السمراء، في قمة تحتفي بالتعاون الاقتصادي بين العملاق الآسيوي والقارة، وتثير مخاوف حيال ديون بعض تلك الدول لبكين. وأكد الرئيس الصيني، في افتتاح منتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين، على أن الصين وأفريقيا ستحققان فائدة من الاستثمارات في البنية التحتية المرتبطة بمبادرة «الحزام والطريق» التي يتبناها. وقال: «نرحب بالدول الأفريقية على متن القطار السريع للتنمية الصينية». وشدد في الوقت نفسه على أن الأموال الصينية لا ترتبط بطموحات سياسية، وأن بكين لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأفريقية.
وتشمل الدفعة الجديدة من التمويل 15 مليار دولار في صورة منح وقروض من دون فوائد؛ و20 مليار دولار في صورة خطوط ائتمان؛ وإنشاء صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لتمويل التنمية؛ وإنشاء صندوق بقيمة 5 مليارات دولار لتمويل الواردات من أفريقيا. كما سيتم تشجيع الشركات الصينية الخاصة على إقامة استثمارات بما لا يقل عن 10 مليارات دولار في القارة الأفريقية خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.
وتحدث عن مشروعات مستقبلية تشمل مجالات مثل التنمية الصناعية والزراعة والتجارة والبنية التحتية وحماية البيئة والرعاية الصحية والتعليم والأمن. وأعلن شي جين بينج أيضاً سلسلة مشروعات وشراكات في مجالات مثل التجارة والبنية التحتية والرعاية الصحية والأمن. وقال: «يجب أن يحقق التعاون الصيني الأفريقي مزايا ملموسة للشعوب في الصين وأفريقيا، تكون ظاهرة للعين وملموسة».
وذكر شي أن الصين ستنفذ 50 مشروعاً للتنمية الخضراء وحماية البيئة في أفريقيا، مع التركيز على مكافحة التغيرات المناخية والتصحر وحماية الحياة البرية. وتعهد من دون خوض في تفاصيل بأن تؤسس الصين صندوقاً للسلام والأمن، ومنتدى مرتبطاً بذلك، مع مواصلة المساعدات العسكرية المجانية للاتحاد الأفريقي. وقال: «من الواضح أن التعاون الصيني مع أفريقيا يستهدف العقبات الرئيسة أمام التنمية، ولا ينبغي إنفاق الموارد الخاصة بالتعاون بيننا على أي مشروعات عديمة الجدوى، ولكن في المواضع الأكثر أهمية».
وتعهد المسؤولون الصينيون بدرجة أكبر من الحذر لضمان أن تكون المشروعات مستدامة. ويقول مسؤولون صينيون: «إن قمة هذا العام ستعزز دور أفريقيا في مبادرة الحزام والطريق لربط الصين براً وبحراً بجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا، من خلال شبكة بنية تحتية، على غرار طريق الحرير القديم. وبموجب هذه الخطة، تعهدت بكين بمبلغ 126 مليار دولار لتنفيذها، ستساهم في إتاحة المزيد من الموارد والمنشآت لأفريقيا والتوسع في الأسواق المشتركة».
وفي خطابه، تطرق الرئيس الصيني إلى ما تردد من أن هناك مخاوف من أن يصبح تزايد نفوذ بكين في القارة فخاً للديون بالنسبة للدول الأفريقية المحلية، معلناً أنه سيتم شطب ديون حكومية من قروض صينية من دون فائدة تستحق في نهاية عام 2018 لدول أفريقية فقيرة، ودول نامية بلا حدود بحرية في القارة أو جزر صغيرة. والصين هي أكبر شريك تجاري لأفريقيا، حيث وصل حجم التجارة العام الماضي إلى 170 مليار دولار.
وفي الوقت الذي يعتقد العديد من الأفارقة أن تمويل الصين للمباني والبنية التحتية وخطوط الأنابيب ساعد على تنمية القارة، يعتقد الغرب أن بكين تثقل كاهل هذه الدول بالديون. إلا أن النقد الأكثر صخباً لمبادرة الصين لم يأت من أفريقيا، وإنما من أوروبا وأميركا وصندوق النقد الدولي.

دفاع أفريقي عن مصالح مشتركة

رفض الرئيس الرواندي بول كاجامي الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، الانتقادات الغربية حول وجود «فخ ديون» مفترض. وقال في حديث مع وكالة أنباء الصين الجديدة «إن الهدف هو وقف تقدم العلاقات التجارية الصينية-الأفريقية».
وأضاف «إن الجانب الآخر من المسألة هو أن الذين ينتقدون الصين حول مسألة الديون يقدمون القليل جداً من المال»، مؤكداً الضرورة المهمة لتمويل أفريقيا. وسيترافق منتدى بكين مع سلسلة عقود توقع بين الصين وشركائها. وتقدم الصين مساعدة للدول الأفريقية منذ حقبة حروب الاستقلال ضد المستعمرين الغربيين السابقين، لكن وجود بكين في القارة تعزز مع تطورها الكبير لتصبح ثاني اقتصاد عالمي.
على صعيد متصل، يتوقع مع تصاعد الخلاف التجاري بين الصين والولايات المتحدة، أن تعلن واشنطن حزمة رسوم جديدة على الواردات الصينية بقيمة 200 مليار دولار هذا الأسبوع، بينما ستسعى بكين لتعويض ذلك عن طريق زيادة التجارة مع المناطق الأخرى.

المصدر: وكالات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©