وصفت نشرة 'أخبار الساعة' مقتل أبو مصعب الزرقاوي بأنه أمر مهم وحيوي للعراق والعراقيين، غير أنها أكدت أنه من دون مواصلة الحصار الأمني لبقية العناصر المسلحة سيتلاشى أثر التخلص من الزرقاوي تدريجيا بمرور الوقت سواء بفعل تراجع الأثر النفسي الناجم عن الحدث أو بظهور رأس آخر لتنظيم الفتنة والقتل مع ما قد ينطوي عليه ذلك من سعي محتمل لإثبات الذات ورد الضربة القاصمة التي طالت التنظيم·
وقالت النشرة التي يصدرها مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجبة في افتتاحيتها امس انه رغم الخلاف والجدل السائدين حول التداعيات والانعكاسات المحتملة لمقتل الزرقاوي فإن المؤكد أن العراق من دونه أفضل حالا ليس فقط لدوره في عمليات القتل والاغتيال وسفك الدماء ولكن على صعيد تحوله في الآونة الأخيرة إلى داعية فتنة ورقم مؤثر في تخريب معادلة الإخاء والتوافق بين السنة والشيعة وبالتالي فإن التخلص منه هو في جميع الأحوال مؤشر إيجابي باتجاه التحول نحو الأمن والاستقرار· وشددت على ضرورة أن تبدأ الحكومة العراقية والولايات المتحدة معا إرسال إشارات إيجابية بشأن الإعمار من أجل تغذية مشاعر التفاؤل والارتياح التي سادت عقب الإعلان عن مقتل الزرقاوي، مشيرة الى ان الحدث رمزي ونتائجه النفسية لا تقل عن تأثيراته العملياتية وبالتالي فإن تغذية المشاعر النفسية بأخبار إيجابية جديدة وذات صدقية عالية من شأنها أن تفتح الباب أمام فرص جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق·
وأضافت انه إذا كان مقتل الزرقاوي مناسبة للحديث عن المستقبل في العراق فإنه من الضروري ألا يتم القفز على شروط ومتطلبات أخرى أبرزها السعي الحثيث لتحقيق الوفاق الوطني بين مختلف التيارات السياسية والدينية ودعم الحكومة الجديدة بعد أن اكتملت صفوفها من أجل تنفيذ استراتيجية أمنية تدعم فرص إنعاش جهود الإعمار ومنح الخطط الاقتصادية جرعة أوكسجين تبدو بحاجة ملحة إليها· ورأت أن طبيعة الخلايا الإرهابية العنقودية متشعبة وتحتاج في استئصالها إلى جهود دؤوبة للوصول إلى مكامنها ومخابئها واصطياد عناصرها وقياداتها الصغيرة ولذا فإن مقتل الزرقاوي منعطف حيوي فارق ونقطة مفصلية بالنسبة للمستقبل لكن إذا لم يتحين العراقيون الفرصة للإمساك بزمام المبادرة والسيطرة أمنيا يصبح من الوارد أن تتلاشى الآثار الإيجابية للحدث بمرور الوقت وهذا ما لا يتمناه أحد من محبي بلاد الرافدين·(وام)
عدد اليوم
