عدد اليوم
نسرين درزي (أبوظبي)
وسط الانشغال بمتطلبات العودة إلى المدارس، يغفل الكثير من الأهالي اصطحاب أبنائهم إلى عيادة الأسنان، التي تعد زيارتها ضرورية، لا سيما أن صحة الفم جزء لا يتجزأ من الأداء الأكاديمي، ومن الواجب عمل فحص عام للأسنان قبل الدخول في دوامة الدراسة، لاسيما أن المشاكل الصحية في الفم قد تحرم الطفل من النوم وتضطره للتغيب عن المدرسة، كما تشتت انتباهه وتؤدي إلى فقدان التركيز لديه.
مضاعفات
ذكرت الدكتورة نانسي بربر، طبيبة أسنان الأطفال في مركز سنو دينتال، أن الاستمتاع بالعطلة الصيفية يمكن أن يؤدي في كثير من الأحيان إلى تناول المزيد من السكريات والأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الحمضيات وعدم الالتزام بالروتين الطبيعي المعتاد وتنظيف الأسنان، مما يؤثر على صحة فم الأطفال.
وقالت، إن أفضل وقت لفحص الأسنان هو قبل العودة إلى المدرسة درءاً لمضاعفات تسبب الإرباك للطلبة وذويهم على حد سواء، مشيرة إلى أن الأبحاث العالمية تحذر الأهالي من النتائج السلبية لسوء العناية بصحة الفم، والتي قد تؤثر فيما بعد على الأداء المدرسي للطفل كحصوله على علامات متدنية، مما يحبط عزيمته ويحرمه الشعور بالسعادة.
وأكدت نانسي أنه في حال تم تجاهل مشاكل الفم دون علاج، فهذا يعني تحمل معاناة التسوس وتجاويف الأسنان، وكذلك عدم القدرة على التركيز في الصف وتطوير المهارات العلمية. ويمكن التخلص من كل هذه المخاوف عبر إجراء فحص شامل للأسنان وتنظيف الطفل لأسنانه بالفرشاة والخيط واحترام العلاقة المتينة التي تربط صحة الفم بالصحة العامة.
نصائح
وقدمت بربر مجموعة نصائح للوالدين لضمان حفاظ أطفالهم على صحة أسنانهم، من أهمها تنظيف الأسنان بالفرشاة بانتظام وبالشكل السليم باستخدام قطرة من معجون الأسنان بمجرد أن تبدأ أسنان الأطفال بالظهور، على أن يكون معجون الأسنان يحتوي على عنصر الفلورايد الذي يجعل الأسنان أكثر قدرة على مقاومة التسوس، ومراقبة وجبات الأطفال وحصرها بـ 3 وجبات رئيسة يومياً ووجبتين خفيفتين للحفاظ على مستوى حموضة معتدل في الفم، مع التقليل من السكريات لعدم انتشار التجاويف في الفم والتي تتسبب بالحموضة وظهور البكتيريا المسببة للتفسخ، إضافة إلى خفض كمية العصير الذي يؤدي الإكثار منه إلى تسوس الأسنان، ويجب تحديد ما لا يزيد على 120 ملليليتراً من عصير الفاكهة الطبيعي المحضر في المنزل وتقديمه للطفل، لاسيما أن التأثير السلبي لكثرة شرب العصير مشابه لتأثير الحلوى والشوكولاته والمياه الغازية المنهكة والمشروبات المحلاة وشرائح البطاطا المغلفة، والتأكد من عدم شرب الحليب في وقت متأخر لأنه يشبه أي مشروب محلى، فضلاً عن ضرورة الفحص الدوري للأسنان بعد إكمال الطفل عامه الأول، ثم الانتظام بزيارة الطبيب مرة كل 6 أشهر.
«سبت الحلوى»
وأوضح الدكتور بيير رينبيرج، المدير التنفيذي لدى مركز سنو للأسنان، أن الأهالي لا بد أن يكونوا قدوة لأبنائهم في مسألة الفحص الدوري للأسنان، وكذلك إجراء الفحوص الطبية الأخرى، وتقوية المناعة. ونصح الآباء باتباع برنامج متوازن يسمحون خلاله لأبنائهم بتناول الحلويات ليوم واحد في الأسبوع على غرار العادة المتبعة في السويد والتي يطلق عليها «سبت الحلوى» والتي تبدو أشبه بمكافأة على أعمالهم الجيدة خلال الأسبوع.
وأكد أن الرعاية الطبية السليمة للأسنان تعتمد على أحدث التقنيات المتطورة، بينها نظم الأشعة السينية ثلاثية الأبعاد وتقنية المسح والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتقنية التخدير المحوسب.
