الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

“عاقل ساكن في مجنون”

17 يناير 2011 23:07
كنا بالأمس نزبد ونرعد لما حل بمنتخب السعودية في آسيا، وما سبقها من مناسبات رياضية، وقادنا السقوط الآسيوي لفتح ملفات طويلة «لها أول بس مالها آخر» كل ذلك قبل التدخل الملكي بتعيين الأمير نواف بن فيصل بن فهد رئيساً عاماً لرعاية الشباب. والآن بذات الاندفاع يترقب الشارع الرياضي القرار الأول لهذه الشخصية حتى يضع الانطباع الأول، ترى لماذا يسعى الشارع الرياضي باندفاعته صوب الحصول على قرار يرسم الانطباع الأول لدى الناس ويحشد قواه لترسيخ مثل ذلك؟، سأجيبكم هنا، لأن الشارع الرياضي بألوانه وأطيافه يجد من خلال هذا التغيير فرصة لاكتساب مساحة أوسع لدى صانع القرار وبالتالي يصنع لنفسه سباقاً ويخوضه دون علم من الإعلام الرياضي فتجد بعض الإعلاميين الذين سهل اختراقهم ينساقون خلف هذه الرؤية فيسقطون في شبح التعصب الرياضي وجرم الميول. لكن الإعلام الرياضي الرزين والذي تهمه مصلحة الكرة السعودية بشكل حقيقي هو من يصنع الفرق ويعمل بتوازن صادق وبكفة راجحة نحو المصلحة العامة التي يمكنها أن تحقق لنا أمنياتنا بفرحة خضراء في القريب العاجل، وبالذات مع البدايات الحالية لقرارات مرجوة من الرئيس العام تعزز من موقف النظام وعلى الجميع دون استثناء، لأن العمل على صنع نظام كروي رياضي شبابي بكافة أطيافه هو الفيصل بين الذين يسعون فعلًا لتحقيق طموحات الجماهير وبين الذين يبحثون عن فراغات للمرور منها. الأمير نواف أهل للمسؤولية، ولا أعتقد أن شخصية كنائب هي ذاتها كرئيس، وبالتالي فمن الضروري الآن التوجه نحو صناعة فريق عمل ناجح داخل المنظومة الرياضية يبدأ بالإحلال وبنظام “الشيك الذهبي” كما تفعل الشركات العملاقة حينما تسعى لتسريح موظفين. لا أحد يعتقد أن العمل القادم للأمير الشاب نواف بن فيصل عمل سهل وبالذات إذا ما كان هذا العمل وفق تحقيق طموح الشباب السعودي الذي يعتز ويفتخر كثيراً بتفاعل القيادة مع متطلباته، كما أن الإعلام الرياضي عليه أن يتجنب اختراقات الكسالى والمتشائمين الذين يتفننون في “تكسير مجاديف” أصحاب الرغبات الصادقة في العمل. نعم إننا في هذه النقلة الرياضية المرتقبة نتمنى أن نستثمر أموالنا وقدرتنا في صناعة الرجال الذين يعتمد عليهم الوطن في كافة الميادين وصناعة الرجال تبدأ من رعاية الشباب وهي المؤسسة التربوية والإنسانية قبل أن تكون الرياضية وهنا يكمن الفرق ولنبدأ بأنفسنا. أنا من اليوم تغيرت سعياً لكي أكون إنساناً إيجابياً، بل (عاقل ساكن في مجنون) فهل هناك من سيعمل على ذلك؟ أتمنى وهذا هو القرار الأهم. fawfaz@hotmail.com
المصدر: السعودية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©