السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«أندوفر كوللر»: لماذا يتجاهل الكونجرس تمويل قطر الإرهاب؟

«أندوفر كوللر»: لماذا يتجاهل الكونجرس تمويل قطر الإرهاب؟
2 سبتمبر 2018 23:33

دينا محمود (لندن)

يبدو أن فضح صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية تفاصيل الحملة القطرية المشبوهة الرامية لكسب تأييد المقربين من الرئيس دونالد ترامب، دفع مختلف وسائل الإعلام في الولايات المتحدة إلى تسليط الضوء على الساسة الذين يرتبطون بعلاقاتٍ مباشرةٍ أو غير مباشرةٍ مع هذه الحملة، مُتسائلــةً عما إذا كانت الدوحة قد نجحت في شراء صمتهم عن جرائمها الحقوقية وتمويلها للتنظيمات الإرهابية.
أحد هؤلاء السياسيين هو عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية تكساس تيد كروز، الذي تبين أن نيكولاس ميوزٍن -النائب السابق لرئيس حملته الانتخابية الفاشلة لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي قبل سنوات- هو أحد أبرز القائمين على حملة كسب النفوذ القطرية، التي كشفت «وول ستريت جورنال» النقاب عنها أواخر الأسبوع الماضي.
وفي تقريرٍ إخباريٍ حمل عنوان «هل كروز مرتاحٌ للغاية مع قطر؟»، أكد موقع «أندوفر كوللر» الأميركي الإلكتروني أنه من الضروري على كروز الإفصاح عن مزيدٍ من التفاصيل بشأن الصلات التي تربطه بـ«نظام الحمدين»، في ضوء العلاقة الوطيدة القائمة بينه وبين ميوزِن.
وبرر الموقع دعوته هذه بالقول، إن «قطر تنفق أموالاً طائلةً للوصول إلى الأعضاء الرئيسين في مجلس الشيوخ الأميركي.. وذلك عبر شراء خدمات المعاونين السابقين أو حتى الحاليين لهم»، مُشيراً إلى أن ذلك يطرح سؤالاً مفاده: «ما الذي تحصل عليه قطر في المقابل؟ وهل ينصت السناتور كروز إلى (ناخبيه في) تكساس أم إلى قطر؟».
واستعرض الموقع في تقريره تفاصيل العلاقة التي ربطت بين نظام تميم بن حمد والمساعد السابق للسناتور الأميركي، الذي أقر بأنه تقاضى بوصفه «عميلاً أجنبياً مُمثلاً لقطر في الولايات المتحدة» 300 ألف دولار شهرياً مقابل تقديم خدماتٍ دعائيةٍ لها عبر شركته «ستونينجتون ستراتيجيز».
وشدد التقرير على أن ذلك يوجب طرح أسئلةٍ على هذا الرجل «بشأن طبيعة ما تعهد بتقديمه لهذه الدولة الغنية بالغاز الطبيعي.. (قطر) مقابل الحصول على كل هذه الأموال»، وكذلك مطالبة السناتور كروز بأن يُفصح بدوره عن «طبيعة اجتماعاته مع ميوزِن، وما الذي تعهد بفعله لنائب كبير مساعديه».
وقال الموقع الإخباري الأميركي، إن المؤشرات تفيد باستمرار الصلة بين تيد كروز ومساعده السابق «إذ إنهما ظهرا مؤخراً في صورةٍ جمعتهما معاً». كما شكك في صحة ما أعلنه خبير العلاقات العامة والدعاية الأميركي قبل شهور من أنه قطع صلاته بالنظام القطري بعدما قدم خدماته له منذ أغسطس من العام الماضي، قائلاً إن ميوزِن لم يقدم قط بياناً مكتوباً لوزارة العدل يؤكد فيه رسمياً أنه لم يعد يعمل لحساب الدوحة.
وانتقد «أندوفر كوللر» عدم إدلاء المُشرِّع الأميركي بأي تصريحاتٍ يستنكر فيها مواصلة تقديم نظام تميم الدعم المالي والإعلامي للتنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، أو الانتهاكات الصارخة التي تشهدها قطر في مجال حقوق الإنسان، مُتسائلاً: هل يعني ذلك أن كروز لا يريد أن «يتبرأ من (أفعال) العضو السابق في فريق عمله، والجهة الهدامة التي تصرف له راتبه؟» في إشارة لا تخفى إلى «نظام الحمدين».
كما تساءل التقرير عن السبب الذي يحدو بـ«كروز» إلى الإبقاء على صلاته بشخص مثل ميوزِن يدير حملةً لكسب التأييد لنظام حكمٍ «لا يشاطرنا قيمنا» مثل النظام الحاكم في الدوحة.
وحرص الموقع في هذا السياق على الإشارة إلى السياسات التخريبية التي ينتهجها النظام القطري الذي يزعم أنه «حليفٌ» للولايات المتحدة بحكم استضافته قاعدة «العديد»، التي يستخدمها الجيش الأميركي في تنفيذ عملياته ضد تنظيماتٍ إرهابيةٍ في العراق وسوريا وأفغانستان وباكستان.
فقد أبرز التقرير الإخباري دعم هذا النظام لجماعاتٍ متشددةٍ «تُصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رسمياً على أنها إرهابية». وقال إن قطر تموّل كذلك -وفقاً لتقارير الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية- فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا الذي كان يحمل اسم جبهة النصرة. وأشار إلى أن الدوحة تعهدت كذلك «علناً بتقديم مليار دولار إلى جماعة الإخوان.. التي يطالب ميثاقها بالإطاحة عبر العمل المسلح بالأنظمة الحاكمة في الدول العربية الحليفة لأميركا».
واستطرد التقرير قائلاً: «دعونا لا ننسى شبكة الجزيرة القطرية التي تديرها الدولة وتبث برامجها باللغتين العربية والإنجليزية، والتي تستضيف الإرهابيين على الهواء، مما يساعد على جعل رؤاهم المتطرفة (تبدو) طبيعية في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط» وما يتجاوز حدود هذه المنطقة كذلك.
وبنبرةٍ تهكمية أشار «أندوفر كوللر» في تقريره إلى أن هذه الشبكة الموصومة بالترويج للإرهاب والأكاذيب «تحصل دائماً بصورةٍ سحريةٍ -على ما يبدو- على أشرطة الفيديو الخاصة بالقاعدة قبل أي شبكة تليفزيونية أخرى.. كما أن أحد مراسليها في إسبانيا (تيسير علوني) اعْتُقِلَ لتعاونه مع أحد فروع تنظيم القاعدة هناك».
وتطرق الموقع الإخباري الأميركي في الوقت ذاته إلى أن لـ«قطر سجلاً بائساً على صعيد احترام حقوق الإنسان»، قائلاً إن هذا السجل «غير ودي -على الأقل- حيال المسيحيين والنساء والأجانب». كما أبرز التقرير الانتقادات التي توجهها المنظمات الدولية المعنية بحقوق العمالة لما تشهده قطر من انتهاكاتٍ لحقوق العمال الوافدين الذين يُعاملون كما لو كانوا «عبيداً»، وهو ما أدى إلى حدوث عددٍ كبيرٍ من الوفيات بينهم، خلال مشاركتهم في المشروعات المتعلقة باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©