الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

علماء: حقوق العامل واجبة على صاحب العمل

علماء: حقوق العامل واجبة على صاحب العمل
19 أكتوبر 2017 23:18
أحمد مراد (القاهرة) شدد علماء الدين على أن الإسلام الحنيف اهتم بالعمال ورعاهم وكرمهم، وكفل لهم حقوقاً تجعلهم يعيشون حياة كريمة، حيث أمر باحترام العامل ومعاملته معاملة إنسانية. وأكد العلماء، أن حقوق العامل وفق شريعة الإسلام بمثابة تكليف على ولي الأمر، وعلى صاحب العمل أن يوفرها له، ويتضامن معه المجتمع المسلم في إطار التعاون على البر والتقوى، وفي مقابل ذلك يؤدي العامل ما عليه من واجبات وتكاليف ومسؤوليات لصاحب العمل. الحقوق والواجبات أوضح د. حسين شحاتة، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الإسلام الحنيف جعل العمل فريضة وعبادة، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلب الحلال فريضة بعد الفريضة»، وعندما يفهم ويقتنع ويؤمن كل من العامل وصاحب العمل بأن العمل في الإسلام عبادة وشرف وعزة وجهاد في سبيل الله يكون ذلك حافزاً لهم على العمل الصادق والخالص والنافع للنفس وللوطن والأمة الإسلامية، ولكن تظهر المشكلة عندما لا يقوم العامل بواجباته ولا يقوم صاحب العمل بإعطاء العامل حقوقه، وبذلك يكون بينهما تصادم وخلافات أحياناً تقود إلى انخفاض الأداء والجودة. وقال د. شحاتة: وحتى يندفع العامل بإيمانه للعمل لابد أن يوفر له صاحب العمل مقومات العمل، ويضمن له حقوقه، ولقد تضمنت الشريعة الإسلامية الضوابط التي تحدد حقوق العامل، وهي كثيرة نذكر منها أن تساعد الحكومة في كل مجتمع إسلامي العامل على إيجاد فرصة العمل المناسبة، وهذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الرجل الأنصاري الذي طلب منه المسألة، ورفض الرسول أن يعطيه من الصدقة، وهيأ له فرصة العمل، وسار على هذا المنهج الخلفاء الراشدون، حيث كان لكل عامل عمل طيب وكريم. وأن يكون أجر العامل في ضوء ما يقدمه من جهد، فلا كسب بلا جهد ولا جهد بلا كسب، ولا يجب أن يكون العامل عالة، كما لا يجب بخس العامل الصادق حقه، ولقد أكد الله سبحانه وتعالى على ذلك فقال: (... وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُم...)، «سورة هود: الآية 85»، والتعجيل في إعطاء أجر العامل، ومن الوصايا العظيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه»، لأن التأخير في إعطاء الأجر للعامل يثبط الهمم ويقلل من الدوافع ويضعف الحافز على العمل. وأكد د. شحاتة أن حقوق العامل وفق شريعة الإسلام تكليف على ولي الأمر وعلى صاحب العمل أن يوفرها له، ويتضامن معه المجتمع المسلم في إطار التعاون على البر والتقوى، وفي مقابل ذلك يؤدي العامل ما عليه من واجبات وتكاليف ومسؤوليات. وعن واجبات العمال وفقاً للمنهج الإسلامي، قال د. شحاتة: يربط الإسلام بين الحقوق والواجبات وبين المكاسب والتضحيات، بل أمره بالانطلاق والسعي والضرب في الأرض مصداقاً لقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)، «سورة الملك: الآية 15»، كما يأمر الله الناس بعد الصلاة أن ينتشروا في الأرض فيقول: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْض وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّه وَاذْكُرُوا اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، «سورة الجمعة: الآية 10». الحق الكامل ويقول الشيخ وائل عبدالمطلب من علماء وزارة الأوقاف المصرية: أمر الإسلام بإعطاء العامل حقه كاملاً غير منقوص، بل حث الإسلام صاحب العمل على الإسراع في إعطاء العامل أجره في الوقت المحدد وعدم تأخيره مهما تكن الأسباب، فلا تجوز مماطلة العامل في إعطائه حقه أو انتقاص شيء مما تم الاتفاق عليه عند التعاقد على العمل، فلقد حذر رسول الله من ذلك، وقال: من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار قالوا: فإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟ قال: وإن كان قضيباً من أراك، قال ذلك ثلاث مرات». حقوق مضمونة وأشار د. منصور مندور، كبير الأئمة بوزارة الأوقاف المصرية، إلى أن الإسلام الحنيف وضع مجموعة من الحقوق للعامل تكفل له الحياة الكريمة، وترفع عنه المذلة، حيث حرم استغلال حاجة العامل للعمل وإعطائه أجراً أقل مما يستحق، فالله تعالى يقول: (... وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُم...)، «سورة هود: الآية 85»، فيجب أن يكون الأجر عادلاً يمكنه من أن يحيا به حياة كريمة مع عدم تكليفه بالأعمال الشاقة التي لا يقدر عليها أو التي تضر بصحته. وأضاف د. منصور: ومن الحقوق التي حفظها الإسلام للعامل حقه في حياة كريمة عند عجزه عن العمل أو عند كبره فلقد مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يهودي يتكفف الناس، فزجره واستفسر عما حمله على السؤال فلما تحقق من عجزه قال له: ما أنصفناك يا هذا أخذنا منك الجزية قوياً وأهملناك ضعيفاً، وقال: افرضوا له من بيت المال ما يكفيه. العمل عبادة وطاعة لله قال د. حسين شحاتة، الأستاذ بجامعة الأزهر: تناول فقهاء وعلماء المسلمين مسؤوليات العامل وواجباته حتى يكون منتجاً مخلصاً مساهماً في تعمير الوطن بأن يتحلى بالقيم الإيمانية، بأن العمل عبادة وطاعة لله مصداقا لقوله تبارك وتعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون)، «سورة التوبة: الآية 105». وأكد التزام العامل بالأخلاق الفاضلة، وهي الأمانة والصدق والإخلاص، فقد أشار القرآن إلى ذلك على لسان بنت شعيب عليه السلام عندما زكت سيدنا موسى عليه السلام فقالت: (... يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ القَوِيُّ الأَمِينُ)، «سورة القصص: الآية 26». وكذلك إتقان العمل وإحسان أدائه، والله يأمرنا بأن نحسن العمل فقال: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً)، «سورة الكهف: الآية 30»، ومن وصايا الرسول، صلى الله عليه وسلم لنا: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©