الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أدوات السلوى».. مؤشر على بدء مرحلة استقلال الطفل

«أدوات السلوى».. مؤشر على بدء مرحلة استقلال الطفل
26 أكتوبر 2017 10:34
خورشيد حرفوش (القاهرة) ما إن يبلغ الطفل الشهر السادس من عمره تقريباً، يبدأ شعوره بالانفصال بعض الشيء عن أمه، ويأخذ بالاستسلام لعادات المص والضرب بالأنامل، وهزها عندما يكون متعباً أو حزيناً، سعياً منه إلى استعادة الشعور بالأمان الكامل الذي كانت توفره له أمه، ويبدأ يشعر بأنه شخص مستقل. وفي هذا العمر تبدأ غرائز الطفل بتوجيهه نحو الانفصال المادي عن أمه، وإلى ممارسة حقه في القيام ببعض الأشياء بنفسه، كأن يحاول إمساك زجاجة الرضاعة بنفسه، لكنه يظل يتشوق إلى العودة إلى طفولته الأولى، وفي الوقت نفسه، هو لا يرغب في التنازل عن المقدار القليل والثمين من الاستقلال الذي حققه، ما يدفعه إلى استعمال وسائل تسلية مختلفة. وتوضح الدكتورة زينب الجباس، اختصاصية طب الأطفال، أن الطفل يعيد تمثيل بعض أنواع التسلية التي كانت توفرها له أمه، فيلجأ إلى مص إبهامه أو مصاصته بما يذكره بمتعة الرضاعة وهو في حضن أمه. أو يهز نفسه بالضرب بظهره على مسند مقعد محشو، أو يحول رأسه من جهة إلى أخرى في فراشه، ليستعيد الشعور بالهدوء والغبطة التي كان يشعر بها عندما كانت أمه تهزه، أو تتمشى به في أرجاء المنزل أثناء اضطرابه. وتقول إن مص الإبهام خلال الأشهر الستة الأولى من الطفولة تعبير عن حاجة الطفل إلى المص، لاسيما إذا كان جائعاً، إلا أن المص بعد الأشهر الستة الأولى يصبح أداة للسلوى حتى أن بعض الأطفال لا يتخلون عن مصه إلى أن يبلغوا السنة الخامسة من عمرهم. وتضيف: «ينقلب معنى المصاصة بعد الأشهر الستة الأولى من أداة لسد الحاجة للمص إلى أداة سلوى، إلا أن الطفل لا يقيم وزناً للمصاصة، كالوزن الذي يعطيه للإبهام. فالأطفال في معظمهم يتخلون عن المصاصة، عندما يبلغون السنة الأولى أو السنة الثانية من عمرهم، إذا انقطعت أمهاتهم عن تشجيعهم على استعماله»، موضحة أن الطفل يمص إبهامه، أو المصاصة، لكنه ليس كليهما. وتذكر أنه «عندما يكون الطفل متعلقاً بدمية محببة إليه، أو قطعة قماش تعلقاً شديداً فإنه قد يثير مشكلات للأم، فقد يحمل الطفل الشيء المحبب معه إلى كل مكان، فيتسخ ويبلى، إلا أن الطفل يعترض على غسله، ويرفض أي بديل له. وإذا فقد الطفل هذا الشيء، فإنه يقع في حالة يأس شديدة، ولا يتمكن على الأرجح من النوم بسهولة». ويستحسن أن تتسلل الأم خلال الليل، إلى غرفة الطفل وتسحب منه الغطاء أو الخرقة، لغسلها وتجفيفها قبل أن يستيقظ الطفل، والأفضل أن تحصل على دمية أو قطعة قماش شبيهة وتستبدل الواحدة بالأخرى من وقت لآخر، من دون أن يشعر الطفل. وتشير إلى أنه ليس من ضرر في تعلق الطفل بأداة للسلوى يحتضنها ويحملها معه إلى فراشه، باستثناء اتساخها وتراكم الأوساخ عليها، موضحة أنه على الأرجح أن الطفل يتخلى عن التعلق بأداة السلوى بين سن الثانية والخامسة، ويستحسن أن تذكر الأم طفلها بلهجة التشجيع بأنه سيصبح يوماً ما فتى، ولن يعود بحاجة إلى أداة السلوى. فكلام كهذا بالإضافة إلى ما يثيره من شعور بالثقة يساعد الطفل في الإسراع من التخلص من هذه العلاقة. وتلفت الجباس نظر الأم إلى ألا تحاول إبعاد الطفل عن أداة سلواه فجأة. رغم أن هناك أمهات نجحن في تطويق المشكلة ضمن حدود معقولة، بإصرارهن منذ البداية على أن تبقى أداة السلوى داخل غرفة الطفل، أو على الأقل داخل المنزل. مصاصات التلهية توضح الدكتورة زينب الجباس، اختصاصية طب الأطفال، أن مصاصات التلهية تنفع في تهدئة الطفل المضطرب، وفي منعه من مص إبهامه. والنوع الجيد منها، مصنوع من المطاط الذي لا يؤذي الطفل عندما يغلب عليه النعاس، والذي يتميز بعدم انقلاع حلمته والتسبب في اختناقه، مؤكدة أن استعمالها يمنع بشكل فعال مص الإبهام، فمعظم الأطفال الذين يكثرون من استعمال المصاصة في الأشهر القليلة الأولى من عمرهم، لا يمارسون أبداً عادة مص الإبهام، حتى ولو كفوا عن استعمال المصاصة. وتقول إن معظم الأطفال يتخلون عن المصاصة عند بلوغهم الشهر الثالث أو الرابع. أما بقية الأطفال، فمعظمهم يتخلى عنها عند بلوغه السنة الأولى أو السنة الثانية من عمره. وتشير إلى أنه من الأفضل رفع المصاصة من فم الطفل فور أن ينعس، شرط ألا تكون رده فعله قوية، وإلا فلتنزعها بعد أن ينام. ويمكن لطفل ألف وضع المصاصة في فمه أثناء النوم أن يستيقظ صارخاً إذا سقطت منه إلى أن تعاد إلى فمه. وعلى الأم ألا تحاول الكف عن تقديم المصاصة دفعة واحدة، بل يكن ذلك تدريجياً خلال أسبوع أو أسبوعين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©