الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد نبيل يستنطق نساءه السجينات في «صمت الزنازين»

محمد نبيل يستنطق نساءه السجينات في «صمت الزنازين»
1 سبتمبر 2018 01:50

محمد نجيم (الرباط)

يواصل المخرج المغربي، المقيم في ألمانيا محمد نبيل، المشاركة بفيلمه الجديد «صمت الزنازين» (65 دقيقة)، في عدد من المهرجانات الدولية، وهو شريط يُقرب المُشاهد مما تعيشه وما تشعر به المرأة السجينة في السجون المغربية، كيف تُعبِّر وكيف تحكي واقعها وراء القضبان.
الفيلم يحاول أن يرصد الصمت الذي يخفي الجراح الغائرة في قلب كل امرأة تعيش تجربة السجن بسبب جريمة اقترفتها أو بسبب آخر كالدفاع عن الشرف أو النفس أو ما شابه ذلك، وقد ساهمت في إنجاحه نساء شاركن بمحنتهن وهن سجينات أو ما زلن وراء أسوار السجن منهن: عائشة وليلى وخلود وأحلام وفتيحة وأمينة، وكلها أسماء شخصية وليست عائلية لحماية السجينات داخل السجن.
يقول مخرج الفيلم عن عمله هذا: «يتحدث الفيلم عن تجارب متباينة لسجينات عرفن تجربة الاعتقال وتجارب أخريات ما زلن خلف القضبان. تباين يعني تكامل في بناء القصة السجنية في المغرب.ذلك أن الحكي عن السجن رهان صعب فنياً وجمالياً وحتى موضوعاتياً. حكاية مظلمة وحزينة يحاول الفن السابع يحاول أن يقدمها في «صمت الزنازين»على طبق جميل.
ويضيف: لا أؤمن باختزال السينما التسجيلية في قصص الواقع، بل هناك رهان الجمال والفن ووجهة نظر المخرج. قد أقدم أكلة غير شهية ومريرة.. لكن أحاول أن أقدمها للجمهور بأسلوب ومعالجة جميلة. الجماليات روح العمل السينمائي لأنها تساهم في تربية الذوق المجتمعي، وتسمح إلى جانب محددات وعناصر أخرى في طرح السؤال. والسينمائي يحاول طرح التساؤل المفتوح والمستفز للعقل بدل طرح إجابات قطعية.. فالفن السابع رحلة تحضر فيها عدة لغات». ويتابع نبيل:«صمت الزنازين» فيه لغة الصمت الدالة والتي فرضتها طبيعة الموضوع. في الشريط كذلك عناصر تخيلية جميلة. وفيه الموسيقى والغناء وتصميم صوتي وتوضيب الخ.. ما يشكل قوة الفيلم في جمعه بين عنصري المتخيل والواقعي.
ويقول: «فعلاً ما زلت لا أؤمن بتلك القطيعة أو الفصل بين الواقعي والمتخيل. التداخل بينهما حاضر في الشريط. مصور الشريط يعمل لأول مرة في عمل تسجيلي، لأنه يشتغل دوما في مشاريع سينمائية روائية. السينما تثير الأسئلة وتربي الذوق وتساهم في تغيير العقليات والمجتمعات».
ويقدم الفيلم أبطاله ليس فقط انطلاقاً من الجرائم التي ارتكبوها بل من خلال قصصهم وكيف ينظرون إلى حقيقة السجون. ومن أجل التقليل من حدة المسكوت عنه في الشريط، أنجز المخرج مقابلات مع سجينات عشن تجربة السجن في الماضي، مقدماً تجربة السجن عن طريق الحكي والاستحضار.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©