الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دول أميركا اللاتينية تستعد لتعزيز استغلال طاقة الرياح

دول أميركا اللاتينية تستعد لتعزيز استغلال طاقة الرياح
24 سبتمبر 2010 21:48
عرفت أميركا اللاتينية ولسنوات عديدة بأنها من المناطق الرئيسية لتطوير صناعة طاقة الرياح، وبأنها مقر لنمو الاقتصادات ولارتفاع الطلب على الكهرباء وأيضا بالتزامها الكبير تجاه حماية البيئة، بالإضافة الى امتلاكها لأفضل مصادر طاقة الرياح في العالم. وبالرغم من ذلك، لا تزال المنطقة باستثناء البدايات الواعدة، متأخرة عن باقي القارات بسعة لا تتجاوز سوى 1.3 جيجا واط. لكن ولحسن الحظ هناك بوادر تشير الى أن اميركا اللاتينية على وشك تطوير صناعة واعدة لطاقة الرياح لتستكمل صورتها الغنية في مصادر الكتلة الحيوية والطاقة المائية، وبالإشارة الى مجموع الدول التي تتضمنها القارة في وسطها وجنوبها بالإضافة الى دول الكاريبي، تمثل المنطقة تنوعاً سياسياً وثقافياً بالغ الثراء فضلاً عن الاختلافات الكبيرة في تطور مراحلها الاقتصادية. وبالرغم من أن المكسيك هي الدولة الوحيدة التي انضمت الى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فهناك اقتصادات ناشئة في المنطقة يساوي دخل الفرد فيها أو يزيد عن الدول التي انضمت حديثاً للاتحاد الأوروبي، لكن ومع ذلك، فهناك دول في المنطقة تعاني من الفقر المدقع والافتقار الى التنمية. ولم يكن مفاجئاً أن تمثل البرازيل والمكسيك باقتصاداتهما الضخمة اكبر أسواق طاقة الرياح في المنطقة حيث تتميز كل منهما بإمكانات كبيرة في المجال مع نمو في الطلب على الكهرباء بالإضافة الى البنى التحتية القوية في قطاع الصناعة. وأصبحت البرازيل من الدول الرائدة في الطاقة المتجددة لعدد من العقود حيث استطاعت التغلب على صدمات النفط في سبعينيات القرن الماضي بصناعة الايثانول من قصب السكر حيث بلغت مرحلة الاكتفاء الذاتي من الوقود السائل لسد حاجة قطاع المواصلات فيها، كما كانت رائدة في الطاقة المائية حتى وقت قريب حيث تمثل 80% من إجمالي استهلاكها من الكهرباء. وسيشكل نظام توليد الكهرباء المتكامل بين الرياح والطاقة المائية قاعدة مثالية لإنتاج طاقة الرياح على أوسع نطاق ممكن. بالخطوات الكبيرة في العقد الماضي وبمساعدة برنامج بروإينفا لطاقة الرياح، بدأت الصناعات في البرازيل في الانطلاق نحو رحاب واسعة، حيث تم توليد طاقة بسعة 600 ميجا واط في السنة الماضية وحدها، كما تمت اضافة 186 ميجا واط لقدرة التوليد منذ ذلك الوقت و300 ميجا واط اخرى تحت الإنشاء لتصبح السعة الإجمالية بنهاية العام الجاري اكثر من 900 ميجا واط. وبالإضافة الى شركة ووبين لطاقة الرياح المتفرعة من إنيركون الالمانية العاملة في البرازيل منذ عدة سنوات، جذب هذا القطاع العديد من الاستثمارات في الصناعة المحلية مثل أمبسا الارجنتينية وسورولون الهندية وجنرال اليكتريك الاميركية وألستوم الفرنسية. كما أصبحت المكسيك في غضون العامين الماضيين من اكثر الدول نشاطا في القطاع بالرغم من البيئة التنظيمية الصعبة التي تتميز بها حيث تمكنت من اضافة اكثر من 200 ميجا واط بنهاية العام 2009. كما أضافت في هذا العام حتى الآن 300 ميجا واط اخرى. وبما أنها ستقوم باستضافة مؤتمر التغير المناخي الذي ترعاه الأمم المتحدة في الشتاء القادم، تسعى المكسيك لبذل المزيد من الجهود في سبيل تبني طاقة اكثر نظافة وصداقة للبيئة. وفي الوقت الحالي تستهلك مزارع الرياح في المكسيك معظم الطاقة التي تولدها على نطاق خاص بدلا من ربطها بالشبكة العامة. وتحاول الحكومة إدخال اطار تنظيمي يقود الى فتح مصادر دائمة في البلاد. أما الارجنتين فكان هناك أمل كبير في تسعينيات القرن الماضي لتطوير مصادر الرياح الضخمة التي تنعم بها البلاد والتي يقول البعض انها كافية لسبعة اضعاف حاجة اميركا اللاتينية، وفي حقيقة الأمر فإن مزارع الرياح الوحيدة العاملة في البلاد حاليا هي التي تم تطويرها خلال تلك الفترة، لكن يبرز أمل جديد الآن بتقديم مناقصة لإنشاء مرفق لطاقة الرباح بسعة قدرها 500 ميجا واط مع استهداف ان تمثل الطاقة المتجددة 8% من اجمالي استهلاك الارجنتين بالاضافة الى قيام مشاريع عديدة في طور الانشاء الان. وتعتبر شيلي من الأسواق الاخرى التي تسترعي الانتباه بما تملكه من سعة تقارب 170 ميجا واط بدات في مزاولة نشاطها نهاية العام الماضي فضلا عن عدد من مشاريع طاقة الرياح التي في طريقها للتنفيذ وهي في حاجة ملحة للمساعدة للتخفيف من حالة النقص المزمن التي يعاني منها الغاز. وتخطط كوستاريكا التي تملك سعة قدرها 120 ميجا واط بنهاية العام الماضي، لإضافة 50 ميجا واط اخرى هذا العام. وتملك بيرو سعة تصل الى 150 ميجا واط تحت الإنشاء في الوقت الذي تخطط فيه الارجواي لبلوغ سعة قدرها 300 ميجا واط بحلول العام 2015. اما فنزويلا التي تملك 100 ميجا واط قيد الانشاء، فتخطط لاستغلالها بحلول العام القادم. وختاماً وبالرغم من صغر حجمها تعتمد اقتصادات جزر الكاريبي على استيراد مصادر الوقود الاحفوري مما يجعل طاقة الرياح تلعب دوراً هاماً في المساعدة بالنهوض باقتصاداتها لتصبح اكثر استقراراً واستدامة. لكن كل هذه الأسواق تفتقر على المدى الطويل الى اطار سياسي واضح المعالم ليبرهن للقطاع الخاص ولمجتمعات التمويل التزامه بتطوير الطاقة المتجددة عموما وطاقة الرياح خصوصا. وكانت هذه الأطر أساسية في معظم اسواق طاقة الرياح القوية في العالم. ويمكن أن يؤدي الإطار التنظيمي او السياسي الى نمو طاقة الرياح في القطاع الخاص بوتيرة اسرع مما يساعد في انعاش الاقتصادات والاستثمارات وخلق الوظائف “الخضراء” التي تستهدفها الحكومات في دول اخرى كثيرة من العالم. ويعمل المجلس العالمي لطاقة الرياح على تأكيد أن طاقة الرياح تقوم بالدور المنوط بها في هذا الجزء من العالم بمساهمتها في جعل مستقبل الطاقة اكثر استدامة. وللمساعدة في فتح سوق اميركا اللاتينية لمساحات تطويرية اوسع، قام المجلس في العام 2007 بإنشاء لجنة اميركا اللاتينية لتجمع بين الشركات والمؤسسات في المنطقة بالاضافة الى المستثمرين المحليين والأجانب. وتساعد اللجنة في خلق البيئة السياسية لطاقة الرياح في المنطقة من خلال ايجاد آليات الدعم والتمويل التي تشجع على جلب التقنيات اليها، كما تهدف الى تثقيف صانعو القرار فيما يتعلق بالاقتصاد وتامين الطاقة والفوائد البيئية لطاقة الرياح. ويعمل المجلس في المكسيك على التعرف على العقبات التي تعترض نمو طاقة الرياح، وعلى خلق علاقة قوية مع المؤسسات الاستثمارية الوطنية منها والأجنبية، وفي شيلي تم إعداد تقرير لسوق الطاقة لتقييم إمكانية اطلاق طاقة الرياح والدوافع التنظيمية والسياسية التي يمكن تبنيها. ويسعى المجلس بالتعاون مع الاتحادات الوطنية في كل دول المنطقة الى زيادة سعة طاقة الرياح في اميركا اللاتينية. (عن ويند بور منثلي) ترجمة: حسونة الطيب
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©