الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مونديال البرازيل» يفشل في القضاء على العنصرية بملاعبه!

«مونديال البرازيل» يفشل في القضاء على العنصرية بملاعبه!
13 يوليو 2014 01:13
لا تزال محاربة العنصرية في ملاعب كرة القدم تشغل عقول قيادات منظومة اللعبة حول العالم، وقبل ساعات من ختام مونديال البرازيل، كان لابد من إلقاء الضوء على هذا الملف الشائك، الذي لا يلتفت إليه الكثيرون، ولكنه كان العنوان الرئيسي لكأس العالم 2014، ومن أجله تم إطلاق حملتين على هامش البطولة، لمحاربة التمييز والعنصرية، وهي مصطلحات تبدو غريبة على ذهن وأسماع القارئ العربي، ولكنها قضية مؤرقة وشائكة يعيشها اللاعبون الأفارقة بشكل خاص، وبقية اللاعبين أصحاب البشرة السمراء بشكل عام في الدوريات الأوروبية، بل وحتى في أروقة ملاعب المونديال، حيث لم تسلم البطولة من صيحات استهجان وجمل تنطوي على التمييز في اللون أو الجنس. وهو ما دفع «الفيفا» لإطلاق حملة « قول لا للعنصرية» وربطها بمونديال البرازيل ليصبح اسمه « كأس العالم لمحاربة العنصرية»، أما في الكواليس والخلفيات فهناك شيء آخر، حيث أخفقت الحملة في تحقيق نجاح حقيقي على الأرض، رغم الكم الهائل من صور الدعم والمساندة، سواء من النجوم أو الجماهير والتي تنتشر في أروقة جميع مباريات البطولة من اليوم الأول وحتى الأخير. ولكن استمرت شكاوى اللاعبين، وكانت الطامة الكبرى في ارتكاب الهتافات العنصرية في مدرجات المونديال نفسه المسمي بمونديال مكافحة العنصرية، حيث حقق «الفيفا» في أول واقعة رسمية بالبطولة خلال مباراة ألمانيا وغانا في الدور الأول والتي استخدم فيها جمهور ألمانيا عبارات وألفاظ عنصرية تجاه لاعبي غانا أصحاب البشرة السمراء، ولم يكن الجمهور الالماني وحدة متهماً، حيث يعرف أيضاً الجمهور الإنجليزي بعنصريته وتمييزه ضد اللاعبين، وهو ما حدث خلال مباراة انجلترا وأوروجواي. والواقعة الثالثة كانت في مباراة المكسيك والكاميرون، حيث أعلن «الفيفا» أيضاً أنه حقق في واقعة توجيه مشجعي المكسيك هتافات عنصرية ضد حارس الكاميرون شارل ايتانجي. وبالتوازي مع مباريات البطولة نفسها، خصوصاً خلال الأيام الأولى منها تحركت وفود الاتحادات الأفريقية المختلفة، بإيعاز من عيسي حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي عضو اللجنة المنظمة للمونديال، من أجل الضغط على «الفيفا» لاتخاذ خطوات أكثر فاعلية وتفعيل قوانين أكثر ردعا لمحاربة العنصرية ضد اللاعبين الأفارقة بشكل خاص واللاعبين أصحاب البشرة السمراء وغيرهم من باقي الجنسيات بشكل عام. أما على مستوى اللاعبين فقد شكا عدد ليس بالقليل منهم من تعرضهم لهتافات عنصرية، سواء خلال مباريات المونديال تحديداً، أو خلال مسيرتهم مع أنديتهم الأوروبية وهو ما أصبح أمراً زائداً عن الحد. من جهتها قامت اللجنة المنظمة لمونديال البرازيل بإطلاق خط ساخن لتلقي أي شكاوى أو حالات تتعلق بالتمييز أو العنصرية بأروقة المونديال، وكانت المفاجأة أنه تم ضبط 15 حالة إهانة عنصرية جميعها في مناطق «الفان زون» أو مناطق المشجعين أمام الشاشات العملاقة وفي 3 مدن مستضيفة من المدن الـ12، وانتهت تلك الحالات بالتصالح الفوري دون تحويلها للشرطة المحلية، بينما لم تتلق اللجنة المنظمة أي شكاوى تليفونية تتعلق بهذا النوع من الشكاوى بحسب المركز الإعلامي للجنة. رد سريع إلا أن الرد كان سريعاً من جيفري ويب، رئيس اتحاد كونكاكاف لكرة القدم وعضو اللجنة التأديبية في «الفيفا»، حيث قدم مقترحاً يقضي بتأسيس لجنة لمحاربة العنصرية بداخل ملاعب المونديال، وتم قبول الفكرة من حيث المبدأ مع تأجيل تنفيذها لضيق الوقت، حيث ستظهر اللجنة رسمياً خلال مونديال موسكو 2018. وكشف جيفري أنه تقدم بالمقترح وأن المشروع يتمثل في تكوين لجان من المتطوعين وحراس الأمن ينتشرون بمدرجات ملاعب نهائيات كأس العالم، ويهتمون بتوعية الجماهير للالتزام بمبادئ الروح الرياضية، ومنع اللافتات التي ترفع شعارات عنصرية. وقال جيفري: إن «الفيفا» أيد الفكرة لكن ضيق الوقت منع من تطبيقها في مونديال البرازيل، حيث تحتاج لتجهيز قوائم الفرق التي ستتولى المهمة بمدرجات الملاعب الى أشهر طويلة. وأضاف: «كانت اللجنة المنظمة مثقلة بالملفات المهمة قبل المونديال»، ويعتبر الاتحاد الأوروبي أول من بادر بتطبيق فكرة نشر حراس الأمن للتصدي للشعارات العنصرية خلال مباريات دوري أبطال أوروبا و«يوروبا ليج». ودعا رئيس اتحاد «كونكاكاف» إلى ضرورة مقاومة ظاهرة العنصرية في ملاعب كرة القدم بتكوين جيد للناشئين بالمدارس، وحتى داخل الأسرة، وقال: لابد من نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر في الوسط الكروي والرياضي عموماً، وتسليط أشد العقوبات على اللاعبين والمنتخبات لن ينهي العنصرية، فالحل يكمن في تكريس ثقافة سليمة لدى الأجيال المقبلة. مواقع التواصل وحصل «الفيفا» في إطار جهده الحثيث للقضاء على العنصرية والتمييز في كرة القدم، على دعم من مجموعة من مشاهير «الساحرة المستديرة» مثل كيفن برنس بواتنج، وروك جونيور وجوزيف أنتوني بيل ودراجان ستويكوفيتش وغيرهم ممن تحدثوا ضد العنصرية في غير مناسبة. والآن وفي ظل الحقبة الرقمية التي نعيشها، فإن حرب القضاء على العنصرية والتمييز لا تزال مستمرة. ولهذا شن «الفيفا» حملة تفاعلية على وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل إثارة الوعي بهذه القضية المهمة. وقد تم إنشاء فريق عمل «الفيفا» لمكافحة العنصرية والتمييز العام الماضي برئاسة جيفري ويب، واتخاذ الإجراءات لمواجهة هذه المشكلة، وبفضل جهود الفريق، أصدر كونجرس «الفيفا» قرارات مشددة متضمنة حزمة جديدة من العقوبات «بما في ذلك الخصم من رصيد النقاط، والطرد من المنافسة والمعاقبة بالهبوط»، كما تمت إتاحة قناة خاصة بموقع «الفيفا» عبر الإنترنت، للجماهير حول العالم تسهل لهم الانضمام للحرب ضد العنصرية، عبر تحميل صور ذاتية «سيلفي» عليها شعار «قول لا للعنصرية» والتي يتم اختيار مجموعة عشوائية منها لعرضها قبل انطلاق مباريات المونديال على الشاشات العملاقة للملاعب التي تحتضن البطولة في البرازيل. (ريو دي جانيرو- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©