الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«واشنطن إكزامينر»: قطر حليفٌ بائس وعلى ترامب غلق «العديد»

«واشنطن إكزامينر»: قطر حليفٌ بائس وعلى ترامب غلق «العديد»
31 أغسطس 2018 21:58

دينا محمود (لندن)

أطلقت مجلة «واشنطن إكزامينر» الأميركية دعوة جديدة لإغلاق قاعدة العديد الجوية التي يرابط فيها الجيش الأميركي في قطر، أو على الأقل تجاهل التوسعات التي أعلن «نظام الحمدين» مؤخراً اعتزامه إدخالها على القاعدة في محاولةٍ مفضوحة لاستجداء دعم إدارة الرئيس دونالد ترامب لهذا النظام في أزمته الحالية الآخذة في التفاقم.
وفي مقالٍ لاذعٍ للكاتب توم روجان، شددت المجلة ذات التوجهات المُحافظة على الأضرار التي تُسببها العلاقات التي تقيمها واشنطن مع الدوحة، مؤكدةً أنه «يتعين على الرئيس ترامب أن يجري اتصالاً هاتفياً - أو يلجأ إلى حسابه على موقع تويتر - لإبلاغ أمير قطر تميم بن حمد أن أميركا لن تستخدم المنشآت المُوسعة الواقعة في قاعدتها في قطر، وأنها ستبحث مسألة نقل الجيش الأميركي من هذا البلد بشكلٍ كامل».
وفي المقال الذي حمل عنوان، «قطر حليف بائس لأميركا، وعلى ترامب ترك قاعدتها الجوية الموسعة خاوية على عروشها»، شدد روجان على أنه يتعين على البيت الأبيض الإقدام على هذه الخطوة، «إلا إذا غيرت قطر سياستها الخارجية باتجاه.. دعم الاستقرار الإقليمي ومحاربة الإرهاب».
وفضح المحلل السياسي الأميركي في مقاله الأهداف الحقيقية التي تقف وراء إعلان المسؤولين القطريين اعتزام نظام تميم توسيع «العديد» - التي تشن منها الولايات المتحدة عملياتها ضد العديد من التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وباكستان وأفغانستان - إذ أشار إلى أن الدويلة المعزولة تسعى إلى «توريط الولايات المتحدة في وجودٍ عسكري رسمي طويل الأمد» في أراضيها.
وقال روجان، إن ذلك كله يشكل جزءاً من السياسة القطرية الرامية لشراء معدات عسكرية غربية، «ومن ثم شراء الرضوخ الغربي للسياسة الخارجية الأوسع نطاقاً لقطر»، مُشدداً على أنه «آن لرقصة الفالس (المشبوهة) هذه أن تنتهي»، في مطالبةٍ ضمنيةٍ للدول الغربية باتخاذ مواقف حازمة حيال «نظام الحمدين» دون الاكتراث بصفقاته وأمواله.
وأكد الكاتب في مقاله أن المشكلة «تتمثل في أن النظام القطري يواصل التحرك بطرقٍ تتناقض بشكل جوهري مع المصالح الأميركية». وضرب مثالاً في هذا الصدد بـ«الصداقة الوطيدة التي تجمع قطر بإيران» قائلاً، إن الدوحة «تشعر بالسعادة لدعم مصالح السياسة الخارجية الإيرانية»، على حساب الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن «نظام الحمدين» سمح للسياسيين الإيرانيين المتشددين بحماية مصالحهم التجارية من التعرض للضغوط التي تمثلها العقوبات الأميركية التي يُعاد تفعيلها في الوقت الحاضر، وذلك عبر إبقائه على روابط تجارية متنامية مع نظام الملالي.
وأبرز كذلك في هذا السياق ما يتردد عن دعمٍ محتمل ربما يقدمه النظام القطري لنظيره الإيراني من أجل التدخل في المحادثات الجارية حالياً في العراق لتشكيل الحكومة الجديدة هناك، وهو التدخل الذي شدد روجان على أنه سيلحق ضرراً كبيراً بالولايات المتحدة.
ولكن المقال أكد أن السبب الرئيس الذي يؤكد ضرورة إقدام ترامب على «تحدي قطر، هو دعمها المستمر والشائن للإرهابيين»، وكذلك ما وصفه الكاتب بـ«الطلاق» الذي اعتبره واضحاً ويَسْهُل تمييزه بين تصريحات المسؤولين القطريين وأفعالهم.
وساقت «واشنطن إكزامينر» أمثلة صارخة في هذا السياق، من قبيل نشر السفير القطري لدى الولايات المتحدة مقالاً في صحيفة «واشنطن بوست» يهاجم فيه الدول المشاركة في التحالف العربي الذي يسعى إلى إعادة الشرعية إلى اليمن، وذلك بالتزامن مع «مغازلة» رئيس وزراء الدويلة المعزولة عبد الله بن ناصر بن خليفة لممولي الإرهاب المقيمين في الدوحة، في إشارة واضحة إلى حضور بن خليفة في منتصف أبريل الماضي عرس نجل الإرهابي عبد الرحمن النعيمي، أحد أبرز ممولي التنظيمات الإرهابية في العالم.
واتهم الكاتب الأميركي حكام قطر بالسماح بحدوث مثل التصرفات بسبب «دعمهم الإيديولوجي المُفعم بالحماسة للتيارات (والحركات) الأكثر مُحافظةً على صعيد الإسلام السياسي»، مُشدداً على أنهم يفعلون ذلك وهم واعون تماماً بأن المنظمات المرتبطة بالحركات المتشددة هذه، غالباً ما تُعرف بـ«التعصب العنيف، والسعي لإقامة مجتمعات يحكمها منهج الإقصاء الذي يشكل إجحافاً بحق اتباع الديانات.. والمجموعات الاجتماعية الأخرى».
وأكد روجان أن الأنشطة القطرية هذه تتعارض بشكلٍ أساسيٍ مع مصالح الأمن القومي الأميركي. وقارن في هذا الشأن بين سياسات «نظام الحمدين» التخريبية، والتوجهات التي تتبناها السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهما الدولتان اللتان قال إنهما «يعملان بنشاطٍ على إجراء إصلاحاتٍ سياسيةٍ»، مُردفاً بالقول إن «قطر لا تفعل ذلك بالقطع»، وهو ما يجعل من الضروري على الرئيس الأميركي أن يميز وهو يبلور سياساته بين التعامل مع هذا الطرف أو ذاك.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©