السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

موناكو كسب 300 مليون يورو وفقد ظله!

18 أكتوبر 2017 21:18
أنور إبراهيم (القاهرة) بزغ نجم موناكو في الموسم الماضي، وحقق لقب الدوري الفرنسي وصعد إلى قبل نهائي دوري الأبطال، فبات مصدر قلق لمسؤولي نادي باريس جيرمان، بعدما هدد الفريق عرش النادي الباريسي وحرمه من لقب الدوري بعد سنوات من الهيمنة، لذا جاء مخطط تفريغ النادي المنافس محكماً لكي لا يكون مصدر قلق لسان جيرمان، الذي أنفق الملايين لشراء لاعبين علي رأسهم نيمار مقابل 222 مليون يورو. إدارة موناكو باعت 10 لاعبين دفعة واحد، لعل أبرزهم واكثرهم تأثيراً على تراجع مستوى الفريق النجم الفرنسي الظاهرة كيليان مبابي، حيث أضر «التحايل» في صفقة اللاعب كثيراً بفريق موناكو، فتراجع ترتيبه في الدوري الفرنسي، ولم يجمع حتى الآن سوى نقطة واحدة في دور المجموعات بدوري الأبطال الأوروبي، إذ خسر من بورتو البرتغالي صفر/‏‏‏1 وتعادل مع لايبزج الألماني، ثم أخيرا جاءت خسارته مساء أمس الأول على ملعبه لويس الثاني ووسط جماهيره من فريق بيشيكتاش التركي 1/‏‏‏2 لتضعه في ذيل المجموعة السابعة. ولم تسلم إدارة النادي ولا جهازه الفني بقيادة البرتغالي ليوناردو جارديم المدير الفني من انتقادات جماهير الفريق، الذين صبوا عليهم اللعنات لاستغنائهم عن هذا العدد من النجوم المتميزين، مؤكدين أن بيعهم كان وراء هذا التدهور في المستوى والابتعاد عن المنافسة على صدارة الدوري الفرنسي، وأيضاً الانهيار أمام بيشيكتاش التركي في «الشامبيونزليج» بداية سقوط موناكو كانت بإغراء الفرنسي كيليان مبابي بعرض يسيل له اللعاب، إذ استخدم ناصر الخليفي الرئيس التنفيذي لنادي باريس سان جيرمان كل الطرق المشروعة وغير المشروعة لضم هذا اللاعب إلى ناديه، وأغرى موناكو واللاعب نفسه بمبالغ خرافية رغم أنه لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، حيث عرض على النادي مبلغ 180 مليون يورو لضم اللاعب على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد، ثم إلزام موناكو ببيعه في الموسم التالي نظير هذا المبلغ الكبير. وأمام رغبة مبابي في الرحيل ومحاولة زملائه السير على دربه، تخلص موناكو من أبرز نجومه «دفعة واحدة» قبل بداية الموسم، ليتراجع أداؤه إلى حد الاقتراب من الانهيار، في ظل عدم توافر البديل الكفء الذي يعوض هؤلاء النجوم، الذين رحلوا تحت إغراء العقود التي تلقاها ناديهم والرواتب العالية التي حصلوا عليها.. هذا بالضبط ما يحدث لفريق موناكو المنتمي لإمارة مستقلة تحمل نفس الاسم «إمارة موناكو» ولكن فريقها يلعب باسم الدوري الفرنسي، كما يشارك كفريق فرنسي الهوية في بطولة دوري الأبطال الأوروبي باعتباره حامل لقب «الليج آن» الموسم الماضي. والحقيقة أن إدارة موناكو التي يرأس مجلس إدارتها الملياردير الروسي «ديمتري ريبولوفليف» بحكم حصته في ملكية الأسهم ( 6. 66%) دأبت منذ توليها شؤون النادي بالدرجة الثانية عام 2011، وصعدت به في 2013، على انتهاج سياسة ضم لاعبين شباب صاعدين بعناية وبأقل الأسعار، ثم بيعهم مرة أخرى لمن يدفع أكثر، لتجني مبالغ طائلة، مثلما حدث منذ موسمين، عندما قامت هذه الإدارة ببيع اللاعب الفرنسي أنتوني مارسيال إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي مقابل 50 مليون يورو بخلاف 30 مليوناً أخرى يحصل عليها اللاعب بشروط معينة. ووقتها لم يكن مارسيال قد لعب كثيراً مع هذا النادي، فلم يحدث التأثير الذي أحدثه بيع عدد كبير من اللاعبين في موسم واحد، ومع التأهل لقبل نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، كانت إدارة النادي تدرس تغيير سياستها بالحفاظ علي الفريق لسنوات حتى تحقق البطولات علي الصعيد القاري، لكن تلك الإدارة اضطرت مجبرة أمام الإغراءات إلى العودة لسياستها الأصلية. ولم يكن مبابي هو اللاعب الوحيد المؤثر على أداء ونتائج الفريق، بل كان هناك نجوم آخرون مثل الفرنسي تيموي باكايوكو والبرتغالي بيرنارد سيلفا والفرنسي بينامين ميندي الذين قامت إدارة النادي ببيعهم أيضاً جرياً وراء المال الكثير، على اعتبار أن هؤلاء الثلاثة تحديداً ومعم مبابي أدخلوا للنادي ما يزيد على 300 مليون يورو «152 للاعبين الثلاثة السابقين و180 مليون يورو مؤجلة للاعب مبابي وحده»، أي أن المكسب الصافي اقترب من 300 مليون يورو ولكنه مكسب مادي فقط وأفقد الفريق «شخصيته» وجعله مجرد ظل لهذه الشخصية التي أبهرت الجميع في الموسم الماضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©