مقديشو- وكالات الأنباء:تعهدت مليشيا 'المحاكم الإسلامية بعد إعلانها سيطرتها على مقديشو بتحويل الصومال إلى دولة دينية، فيما اتجهت قواتها شمالاً في محاولة لكسب المزيد من المناطق الاستراتيجية بعد دحرها لمليشيات زعماء الحرب المدعومة من الولايات المتحدة· فيما هنأ رئيس الوزراء الصومالي المؤقت محمد علي جيدي المقاتلين الاسلاميين على انتصارهم على زعماء الحرب·
وأعلن الشيخ شريف أحمد رئيس المحاكم الشرعية في مقديشو أمام مؤتمر ضم المئات أنه إلى أن تقوم الدولة الإسلامية سنواصل الكفاح الإسلامي في الصومال· وقال فؤاد أحمد وهو عضو ميليشيا موالية للمحاكم الشرعية إن هذا كفاح إسلامي طويل وسيستمر إلى أن تخضع البلاد كلها لحكم الشريعة، وأضاف ان المليشيا مستعدة لبذل الدماء كي يكلل هذا الكفاح بالنجاح·
وذكر شهود عيان أن مئات من عناصر ميليشيا المحاكم بدأوا الاقتراب من جوهر (90 كيلومترا شمال مقديشو) ، وأن نحو 500 من عناصر المليشيا توقفوا على بعد 10 كيلومترات جنوب جوهر على متن نحو 100 آلية مجهزة بالأسلحة الرشاشة، فيما ذكرت مصادر أن عدداً مماثلاً من عناصر مليشيات تابعة لزعيم الحرب محمد دهير الذي يسيطر على 'جوهر' يتمركزون على بعد 3 كيلومترات من المليشيا الاسلامية ، فيما ينذر بمواجهة بين الطرفين خلال الساعات المقبلة·فيما صرح زعيم المليشيا سياد محمد المتحالف مع 'المحاكم الشرعية' لوكالة 'رويترز' للأنباء بأن قواته موجودة في قرية قاليموي على بعد 20 كيلو مترا جنوبي جوهر ، وانه بانتظار الأوامر من القيادات للاستيلاء على المدينة·
فيما صرح علي نور أحد رجال مليشيا تحالف زعماء الحرب بأن المحاكم تريد السيطرة على جوهر وان القتال قد يندلع في اي وقت هناك· وأضاف ان شيوخ العشائر ذوي النفوذ طلبوا من المحاكم الاسلامية عدم مهاجمة المدينة، كما أن مقاتلي زعماء الحرب يعيدون تجميع صفوفهم لمواجهتهم في جوهر ولاستعادة معاقلهم التي فقدوها في مقديشو·
في الوقت نفسه، وعلى الرغم من اعلان المليشيا الاسلامية سيطرتها على العاصمة، بدت مقديشو ـ وفقا لمراسل وكالة الأنباء الفرنسية ـ منقسمة إلى شطرين، حيث تظاهرت مجموعات ضد المليشيا الإسلامية· ونظمت تظاهرتان معاديتان لمليشيا 'المحاكم' إحداهما في ملعب بنادير المدمر شمال مقديشو ضمت نحو 1000 شخص، والاخرى جنوب غربي المدينة وضمت 500 شخص· وقال أمير الحرب بشير راجي الذي فقد السيطرة على مهبط طائرات وميناء في مارس آذار الماضي لرويترز :'علينا أن نواصل محاربة الإرهابيين في مقديشو، سنظل في مقديشو' وأضاف 'المحاكم الشرعية لا يمكنها أن تطردنا من هنا'· وأعلن أحد زعماء قبيلة 'ابغال' المتفرعة من قبيلة الهوية الرئيسية التي ينحدر منها زعماء الحرب أن القبيلة ترسم خط دفاع لابقاء منطقة شمال مقديشو تحت سيطرتها ومنع وقوعها في يد المليشيا الإسلامية·
وفي واشنطن، عادت قضية الصومال لاروقة العاصمة الأميركية بعد 12 عاما من الحرب الفاشلة التي خاضتها الولايات المتحدة هناك، وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أن واشنطن ترغب في ان يتمكن الصوماليون من بناء مؤسسات تحترم حقوق الجميع ، لكنها لا تريد أن تتحول الصومال إلى ملجأ للارهابيين الاجانب، وأن لديها قلقا حقيقيا في هذا الشأن·
وأقر البيت الأبيض الشهر الماضي بدعم ما سماه 'الشركاء' المحليين للحيلولة دون تمكن تنظيم 'القاعدة' من اقامة 'رأس جسر' في الصومال بدون الذكر صراحة على دعم أمراء الحرب·
عدد اليوم
