الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليبرمان ونهاية تحالف «الليكود»

12 يوليو 2014 00:52
كاليف بن ديفيد مراسل «واشنطن بوست» قام وزير الخارجية الإسرائيلي «أفيجدور ليبرمان» بإنهاء التحالف السياسي بين حزبه وحزب الليكود الحاكم في إطار الضغوط التي يمارسها على رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» لكي يوجه ضربات أكثر قسوة ضد قطاع غزة. وبينما تعهد بالبقاء في حكومة نتنياهو، إلا أن «ليبرمان» ذكر أنه يعارض الطريقة التي استجاب بها نتنياهو لتصاعد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة الذي تسيطر عليه «حماس». وقد قامت إسرائيل حتى الآن بشن غارات جوية على القطاع، وتوجيه هجمات أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص وإصابة المئات. وقال ليبرمان يوم الإثنين في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون من البرلمان الإسرائيلي: «ليس سراً أنه توجد مؤخراً خلافات في الرأي مع رئيس الحكومة، وقد أصبحت جوهرية ولا تتيح تشكيل إطار مشترك». وأضاف أن حزبه «إسرائيل بيتنا» سيظل في الائتلاف الحكومي لأنه «لا يوجد بديل أفضل لهذا التحالف في الوقت الحالي». ويذكر أن حزب «إسرائيل بيتنا» الذي يتزعمه ليبرمان وحزب «الليكود» الذي يتزعمه نتنياهو قد خاضا الانتخابات البرلمانية عام 2013 كقائمة برلمانية مشتركة، بينما واصلا العمل كحزبين منفصلين. وبدأ ظهور التصدعات في التحالف الشهر الماضي بعد أن أمطرت قوى فلسطينية في غزة جنوبَ إسرائيل بوابل من الصواريخ في أعقاب حملة الاعتقالات التي نفذتها إسرائيل في الضفة الغربية إثر خطف ثلاثة مراهقين إسرائيليين، حيث ألقى نتنياهو باللوم على «حماس» متهماً إياها بخطف المراهقين. ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي لاستجابة أكثر قسوة ضد «حماس»، وذكر أنه يتعين على إسرائيل التفكير في إعادة احتلال غزة، التي قامت بالجلاء عنها عام 2005 بعد 38 عاماً من الاحتلال. وطالب ليبرمان كذلك بالتعامل بشدة مع احتجاجات العرب في إسرائيلية (عرب الداخل) والتي اندلعت خلال الأيام القليلة الماضية بسبب قيام مستوطنين في القدس بقتل شاب فلسطيني حرقاً. وفي تعليقه على انسحاب ليبرمان من التحالف، قال «جيرالد شتاينبيرج»، أستاذ العلوم السياسية بجامعة «بار إيلان» التي تقع بالقرب من تل أبيب: «بهذه الخطوة، وضع ليبرمان نفسه كزعيم لليمين الإسرائيلي، الأمر الذي يشكل ضغوطاً على نتنياهو للقيام بعمل عسكري أقوى». وأضاف «شتاينبيرج» خلال مقابلة معه عبر الهاتف أنه «من ناحية أخرى، فإن نتنياهو لديه الآن فرصة لتصوير نفسه بأنه زعيم هادئ وعاقل، في مواجهة ليبرمان الأكثر انفعالا». ومن جانبه، ذكر نتنياهو أمام مجلس الوزراء يوم السبت أن إسرائيل «ستفعل ما هو ضروري لاستعادة الهدوء والأمن في الجنوب». وذكرت صحيفة «هآرتس» على موقعها الإلكتروني أن المجلس الوزاري الصهيوني المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) عقد يوم الاثنين، اجتماعاً برئاسة نتنياهو في القدس الغربية، لبحث الرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ المكثف من غزة. وقال الجيش إن ثمانية فلسطينيين على الأقل قد قتلوا خلال الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة أثناء الليل، بينما تم إطلاق 20 صاروخاً على الأقل على الأراضي الإسرائيلية يوم الإثنين، من بينها صاروخ أطلق على مدينة «بئر السبع»، أكبر مدن الجنوب. كما أطلق صاروخ على دورية للجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع غزة يوم الإثنين، مما أسفر عن إصابة جندي واحد، وفقاً لما ذكره الجيش. ويذكر أن حوالي 170 صاروخاً وقذيفة هاون قد ضربت إسرائيل منذ اختطاف المراهقين الإسرائيليين الثلاث، وفقاً لبيانات الجيش. وبينما لم تسفر الصواريخ الموجهة من قطاع غزة عن أي وفيات في جنوب إسرائيل، فإن المنازل قد تضررت جراء القصف. ومن جانبها، ألقت الشرطة الإسرائيلية يوم الأحد القبض على أحد المستوطنين اليهود المشتبه في قيامهم بقتل الشاب الفلسطيني، ما عزز الشكوك في أنه قد أحرق حياً في عمل انتقامي. وقالت المتحدثة باسم الشرطة «لوبا سامري» إن قتل محمد أبو خضير (16 عاماً)، بدا وكأنه تم بدوافع سياسية. وأضافت أن تفاصيل الاعتقالات محظور نشرها بموجب أمر قضائي. وذكرت القناة الثانية الإسرائيلية أن ستة أشخاص من القدس والمجتمعات المجاورة قد تم اعتقالهم، وبينهم ثلاثة يشتبه في أنهم شاركوا في عملية القتل. غير أن القناة لم تذكر مصدر المعلومات التي حصلت عليها، لكنها قالت إن المعتقلين كانوا أعضاء في جماعة يهودية سرية. وقد تصاعدت حدة العنف عقب انهيار محادثات السلام، التي كانت تتم برعاية الولايات المتحدة، في شهر أبريل، وتشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية الشهر الماضي والتي تضم حركة «حماس» المصنفة كجماعة إرهابية من قبل إسرائيل والغرب. وقالت إسرائيل إنها لن تتفاوض مع حكومة فلسطينية تضم «حماس»، التي تلقي عليها باللوم في مقتل الشبان الإسرائيليين الثلاثة والذين تم اختطافهم الشهر الماضي في الضفة الغربية. ومن جانبها لم تعلن حماس مسؤوليتها عن الحادث. وقال النائب العام الفلسطيني محمد عبد الغني في نهاية الأسبوع، نقلا عن التقرير الأولي لتشريح الجثة في معهد أبو كبير للطب الشرعي في إسرائيل، إنه تم العثور على جثة أبو خضير حيث كان السخام يملأ رئتيه وتغطي حروق تتفاوت درجتها من الأولى إلى الرابعة 90 بالمائة من جسده. وقال نتنياهو معزياً والد الشهيد أبو خضير: «نحن نرفض وندين أي سلوك وعمل قاسٍ». وأضاف: «عملنا على الفور للعثور على القتلة، وسيقدمون للمحكمة ويتلقون الجزاء». ومن جانبه، ذكر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه طلب من الأمم المتحدة تشكيل لجنة دولية للتحقيق في «جرائم الإرهاب والعدوان» ضد الشعب الفلسطيني، ومن بينها مقتل أبوخضير. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©