هندسة ذكية لتطوير 412 مسجداً في أبوظبي وبني ياس

التطور العمراني والهندسة الذكية لم تعد حكراً على العمارات والأبراج وحسب. إنما بدأت تدخل مساجد العاصمة من الباب العريض. ومع أن الحصة الأكبر كانت لجامع الشيخ زايد الكبير الذي يحتل بمكوناته أكثر من 3 أرقام دخلت دفعة واحدة إلى موسوعة «جينيس» العالمية غير أن الأعوام الثلاثة المقبلة تبشر بالمزيد من التألق في هذا المجال. 412 مسجداً في أبوظبي ومنطقة بني ياس، سوف تشهد قريبا إعادة صيانة وتأهيلاً نوعياً يشملها من الداخل والخارج بما فيه الباحات المحيطة بها. المشروع، وهو الأول من نوعه يشمل مجالات متنوعة تغطي أعمال الترميم والتكييف والسباكة والصيانة الكهربائية والميكانيكية. وتقوم «أبوظبي للخدمات العامة»، وهي شركة خدمات المباني وإدارة المنشآت والخدمات المساندة للأعمال التابعة لحكومة أبوظبي بأعمال الصيانة بالتعاون مع مؤسسة «ماف دالكيا». ينشر القائمون على المشروع فريق عمل مؤلفاً من 20 اختصاصيا في مجال الصيانة وأعمال البناء للكشف على هذه المساجد وتجهيز جرد كامل لمتطلباتها. وتشهد المساجد المدرجة في القائمة نهضة متكاملة وفق أفضل مستويات الخدمات وأعلى المعايير. وأكثر من ذلك سوف يعمل مكتب خدمة العملاء على توفير الدعم لكافة الإنشاءات المطلوبة وأنظمة إدارة الأصول على مدار الساعة. وفي معرض حديثه عن هذه الخطوة اللافتة شكلاً ومضموناً، يذكر ألكساندر مسلّم، الرئيس التنفيذي في الشرق الأوسط للفريق القائم على المشروع: “تعتبر أبوظبي واحدة من أهم أسواق النمو في المنطقة، والقيام بأعمال مشابهة يمكننا من توفير الدعم للمجتمع ولحكومة عاصمة الإمارات”. ويؤكد أن التصاميم قيد الإنجاز سوف تضيف فور انتهائها الكثير من التألق على المساجد المنتشرة في إمارة أبوظبي ومنطقة بني ياس. مما يرفع من أهمية الحدث المنتظر إنجازه، وأن المؤسسة الداعمة لأعمال التنفيذ، حاصلة على شهادة «الأيزو» عام 2008 لضمان المواصفات القياسية لإدارة الجودة، ويعكس هذا العقد المستويات العالية من الخدمة والخبرة التي توفرها للعملاء ضمن مجموعة الأعمال والخدمات المتنوعة. فكرة صيانة مساجد العاصمة بما يتلاءم مع الأجواء الروحانية التي تخدمها، لم تأت من فراغ، وإنما استكمالاً لرحلة المحافظة على الوجه الحضاري للإمارة. ويقع على شركة «أبوظبي للخدمات العامة» حسن اختيار المؤسسة الداعمة لإنجاح هذا المشروع الضخم. وهي متخصصة في مجال خدمات إدارة المنشآت وحلول إدارة الطاقة في عدة قطاعات تشمل الإسكان، المباني المكتبية، التعليم والثقافة، التجزئة والفنادق والضيافة، بالإضافة إلى قطاع الرعاية الصحية. الجامع الكبير يتصدر جامع الشيخ زايد الكبير قائمة المعالم المفضلة لدى زوار الإمارة، ويتميز بتصميم فريد من نوعه يجمع بين خطوط العمارة الإسلامية التقليدية والحديثة. وقد شارك في تشييده فنانون وحرفيون ومعماريون من مختلف أنحاء العالم، ويعتبر صرحاً دينياً وإنجازاً معمارياً بحد ذاته. ومن المعالم البارزة للجامع والتي يدخل بها إلى موسوعة «جينيس»، القبة الرئيسية وهي الأكبر في العالم، حيث يبلغ ارتفاعها 83 متراً. وكذلك مآذنه الأربع المكسوة بالرخام الأبيض والموجودة عند أركان الصحن. فيما يتميز من الداخل بثرياته السبع التي تشتمل على نحو مليون قطعة كريستال، وبأنه يضم أكبر سجادة مصنوعة يدوياً في العالم، ساهم في حياكتها 1200 نساج من مدينة مشهد الإيرانية.