الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

هل الصحافة الرياضية في الإمارات منحازة؟!

هل الصحافة الرياضية في الإمارات منحازة؟!
25 يونيو 2015 02:59
محمد حامد في الرياضة، تسود بين الجماهير لغة الألوان ومعها الانحياز التام، لـ «العنابي» أو «الزعيم» أو «الفرسان الحمر»، وغيرهم من فرقنا المحلية، لكن هل يتعين على الصحافة الرياضية أن تسير وراء الجمهور، فتتبنى هذا الفريق أو ذاك؟! السؤال صعب ومحرج، على الرغم من أن الصحافة الرياضية الإسبانية مثلا، تعلن دوما أنها منحازة وبصراحة، وتعتبر ذلك جزءا من هويتها وتوجهها، باعتبارها تستهدف جمهورا محددا. وهنا في الإمارات ، يتردد أحيانا كلام كثير في هذا الشأن، مما يستدعي وقفة ومصارحة، خاصة وأن لدى قطاع من الجماهير قناعة بأن الحياد التام غير موجود، وأن هذه الصحيفة او تلك تساند هذا الفريق أو ذاك. لكن الانحياز التام أيضا لا وجود له باعتراف ثلاثة صحفيين رئيسيين في صحافتنا الرياضية. وهم يعترفون بأنهم يواجهون معضلة كبرى، تتمثل في أن الجمهور لا يعترف بأنهم كغيرهم، قد تكون لهم «مشاعر تجاه أندية بعينها». لكن يبقى السؤال المهم.. هل يؤثر الانحياز الشخصي على التغطية الخبرية.؟! محمد البادع رئيس القسم الرياضي في صحيفة «الاتحاد» لا يشعر بأن هناك مشكلة في الأساس، فالأمر بالنسبة له يرتبط برياضة واسم الوطن أولاً، وهو ما يتجلى في الاهتمام المطلق بالمنتخبات الوطنية والألعاب الفردية ونجومها الذين يمثلون رياضة الوطن خارجياً. وتأتي في المقام الثاني، حسبما يقول، الأندية التي «تخوض مواجهات قارية وخليجية، لأنها في هذه الحالة تمثل الوطن»، لكن عندما يتعلق الأمر بالتنافس المحلي، فهنا لا مفر من الموضوعية والدقة والحياد إلى «أقصى درجة ممكنة». ويضيف البادع: «الكرة الإماراتية لا تختلف عن غيرها، فهي تشهد منافسة حامية على البطولات بين فريقين في كل مرحلة زمنية معنية، وهناك أندية تسجل حضوراً دائماً فوق منصات التتويج بالبطولات، ومن ثم يصبح الاهتمام الصحفي والجماهيري بهذه الأندية الكبيرة صاحبة البطولات له ما يبرره، الأمر الذي يعطي إيحاءً ليس صحيحاً بالانحياز لتلك الأندية، لكنني أؤكد أننا لا ننحاز إلا لرياضة واسم الوطن». من ناحيته، يقول ضياء الدين علي رئيس القسم الرياضي بصحيفة «الخليج» إن الحياد المطلق وبنسبة 100% لا وجود له، وهو يرى أن الصحيفة حينما تهتم بأندية بعينها في منطقتها أولاً فهذا ليس عيباً، لأنه «أمر منطقي، وليس انحيازاً بل استجابة للأنشطة الرياضية التي تحدث في المحيط الجغرافي الذي تقع فيه الصحيفة». ويضيف ضياء الدين: «بالنسبة لنا (في الخليج) فنحن مثل بقية الصحف، من حيث الاهتمام أولاً بالمنتخبات والأندية التي تمثل الإمارات خارجياً، وحينما يتعلق الأمر بالمنافسة بين الأندية، فالاهتمام يصبح أكثر بأندية الإمارة، وهذا ما نفعله مع أندية الشارقة مثلاً، وهو ليس انحيازا، فجميع الأندية إماراتية في نهاية المطاف، كما أن الحياد قد يكون حاضراً في تغطيات خبرية، ولكن لا يجب أن يكون موجوداً في المقالات مثلاً، لأن المقال يجب أن يحمل رأي ووجهة نظر واضحة، ومن هنا لا مجال للحياد». من جانبه، يؤكد أحمد أبو الشايب رئيس القسم الرياضي في صحيفة «الإمارات اليوم» أن الحياد ليس مجرد مطلب جماهيري أو توجه صحفي، بل هو أمر يخضع للهوية، ويوضح ذلك قائلاً: «الصحف الإسبانية تمثل الأندية، ولكننا في الإمارات ليس لدينا صحافة أندية، كما أن المؤسسات الصحفية في الإمارات لها هوية واضحة، وهي تقديم مادة إعلامية فيها اهتمام بالجميع دون انحياز لأي طرف، كما أن الجمهور لا يقبل الانحياز مطلقاً، ولا يعترف بأن الصحفي لديه مشاعر وانتماءات لأندية بعينها». ويضيف أبو الشايب: «ما يهمني ألا نخدع القارئ، لا يجب أن نرفع شعار الحياد ولا نطبقه عملياً، وفي حال كان هناك من يملك جرأة الإفصاح عن هويته فهذا أمر جيد، لكي تكون الأمور واضحة، ولكنني من أنصار المدرسة الحيادية والموضوعية في الطرح، أما الآراء الشخصية والميول فليس لها مكان سوى في المنزل أو على المقاهي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©