ها هي الإجازة الصيفية للمدارس قد بدأت، وبدأ معها القلق على الأبناء من وقت الفراغ، ومن التسكع في مراكز التسوق، ومن السهر الطويل، ومن أصدقاء السوء، فتجد بعض أولياء الأمور يبحثون عن طريقة من أجل ضمان استفادة أبنائهم من الإجازة في شيء مفيد، يبعدهم عن الفراغ والملل، وما قد يفرزه ذلك من سلبيات ومشكلات، خصوصاً في هذا العام، مع ضياع فرص السفر، إما بسبب اقتراب شهر رمضان الفضيل أو بسبب المشكلات والاضطرابات السياسية التي تشهدها بعض الوجهات السياحية التقليدية.
لا شك في أن خلال السنوات الأخيرة، كان هناك تعاون إيجابي من جهات عدة، من أجل استقطاب بعض أولئك الطلاب في برامج تدريبية، قد يكون كثير منها غير فعال وغير جدي، يأتي الطالب بهدف التدريب في مكاتب المؤسسة، ويقضي نهاره هائماً بين أروقة المكاتب “يتحرقص”، وربما يحصل في نهاية البرنامج على مكافأة مالية وشهادة مشاركة، لكنه فعلياً لا يحصل على الخبرة، ولا على أي مهارات تعده لدخول معترك الحياة العملية أو على الأقل تجعله قادراً على اتخاذ قرار بتحديد نوع التخصص الذي سيدرسه في الكلية أو الجامعة، فضلاً عن أننا إن تحلينا بشيء من الواقعية سنجد أن ذلك التدريب صوري وليس فعلياً، «مجرد التزام من المؤسسة بمسؤوليتها المجتمعية»، ترى هل فكر أحد في إعادة تقييم تلك البرامج أو في تطويرها لتواكب ما وصلت إليه الدولة من تطور وتقدم، بل وما وصل إليه قطاع التعليم من تقدم..!
على أي حال، ومن أجل الإنصاف لابد من القول، إن هناك جهات تجتهد من أجل إفادة هؤلاء الطلاب من التدريب الصيفي، وبلا شك في أن القوات المسلحة على رأس تلك الجهات التي يعتبر تدريبها نموذجاً يحتذى به، لأنها على كل حال مصنع للرجال.
في دول أخرى متقدمة لاحظت وجود برامج تدريبية للطلاب خلال الإجازة الصيفية، غير أنها ميدانية، فبعض الطلاب ينخرطون في معسكرات صيفية، بهدف تعلم مهارات جديدة في الحياة، تعزز ثقة الطالب بنفسه، وتعلمه الاعتماد على النفس، وهناك برامج تعدهم لدخول معترك الحياة وسوق العمل، فتجد طلاباً يتوزعون في الأسواق، ومحطات القطار، حيث الزحام، يتطوعون للقيام بما يساهم في تحسين مستوى الخدمات التي تقدمها المدينة أو البلدية أو تجدهم يتعلمون مهارات الإسعاف والإنقاذ، وتعزيز ثقافة التطوع، وخدمة المجتمع لديهم.
وبمناسبة ثقافة التطوع، أخشى أن ينحصر مفهوم التطوع لدينا، في جزئية الاستقبال والضيافة، وتلك قصة أخرى قد نتحدث عنها لاحقاً..!
أمل المهيري | bewaice@gmail.com
عدد اليوم
