الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بيكنباور: مباراة افتتاح المونديال مناسبة عصيبة

بيكنباور: مباراة افتتاح المونديال مناسبة عصيبة
5 يونيو 2006
خدمة خاصة من الوكالة الألمانية للاتحاد الرياضي
يعني الظهور الدولي الاول لكل لاعب كرة قدم شيئا خاصا ومميزا لانه يعني أنه دخل إلى دائرة المشاهير الافضل في بلاده· وليس بالضرورة أن تكون هذه المناسبة في نهائيات كأس العالم· أنت تدرك أن ملايين البشر يشاهدون التلفزيون وأنه عندما يعزف النشيد الوطني لبلادك ستتركز آلة التصوير التلفزيونية على كل الملامح الدقيقة في وجهك· ويمكن لهؤلاء المشاهدين أن يقرأوا على شفتيك إذا ما كنت تؤدي النشيد بطريقة صحيحة أم لا· أنت تدرك أنه بعد مرور تسعين دقيقة يمكنك أن تصبح بطلا قوميا أو شخصا لن يتمكن من أن يصبح هذا البطل إلى الابد·
وعلى الرغم من ذلك فإن المباراة الدولية الاولى لا يمكن مقارنتها بالمباراة الاولى في نهائيات كأس العالم· فأنت تدخل إلى الملعب ويداك تتصببان عرقا وركبتاك ترتعدان لانك تدرك أنه لا يوجد هناك مليون واحد من البشر يشاهدونك وإنما مليارات في مختلف أرجاء العالم·
ولعل الامر الاسوأ يتمثل في أن اللاعبين الـ22 يخوضون المباراة الافتتاحية لاحدى نهائيات كأس العالم كما سيكون الحال في التاسع من يونيو الجاري بين ألمانيا البلد المضيف وكوستاريكا· من جانب ما أحسد هؤلاء اللاعبين لنيلهم هذه الفرصة الفريدة لانني لم أشارك أبدا في أي مباراة افتتاحية في أي نهائيات لكأس العالم·
لكن على الجانب الاخر وكرئيس للجنة المنظمة للنهائيات المقبلة أشعر بالاسى لهؤلاء اللاعبين الشباب بشكل خاص·
فهذه المباراة ستكون عصبية للغاية بالنسبة لهم· كما أن عليهم أن يقدموا أداء جيدا لكي يسعدوا بلادهم·· إنها مهمة صعبة بحق· أشعر أيضا ببعض التعاطف مع لاعبي كوستاريكا حتى ولو اعتبرنا أن فرصهم ضئيلة في عدم الخسارة· يمكنهم أن يقولوا للعالم بأكمله 'انظروا هنا·· يمكننا أن نلعب كرة القدم بشكل جيد أيضا'·
ويدرك لاعبو الطرفين أن الجماهير في كل أنحاء العالم تنتظر منذ أربع سنوات هذه البطولة وأن تلهفها على مشاهدة المباراة الافتتاحية بشكل أكبر هو أمر منطقي ومبرر· كل هذه الامور ستمر بعقول اللاعبين·
على أي حال انه أمر نادر الحدوث أن يخوض أحد اللاعبين مباراته الدولية الاولي في افتتاح نهائيات كأس العالم· فغالبية اللاعبين تكون لديهم خبرة خوض 20 مباراة دولية أو أكثر· وهنا يكون الامر مختلفا· فالكثير منهم لا ينتبه حتى إلى أن النشيد الوطني يعزف قبل بدء المباراة لانهم يصبون كل تركيزهم على المباراة نفسها· فهم صاروا يمررون الكرات الاولى في المباراة بالفعل في مخيلتهم·
بالتأكيد لقد كان الامر مختلفا تماما عندما خضت أول نهائيات لكأس العالم· لقد مر على ذلك الحدث أربعين عاما· الحضور الاعلامي آنذاك لم يكن يزيد عن 3 في المئة على الاكثر عما هو عليه الان· في أيامنا هذه لم تعد المباراة وحدها محل الاهتمام بل كل صغيرة رافقتها أيضا·
المحررون يبدأون عملهم قبل أسابيع وربما أشهر من بدء المنافسات· ويقوم التلفزيون بتعيينهم واستضافتهم للحديث عن البطولة· في عام 1966 في إنجلترا كنت عصبيا بكل تأكيد في أول مباراة لي في كأس العالم أمام سويسرا· لكن كلمات زملائي في الفريق مثل أوف زيلر وفيللي شولز وكارل هاينز شنللينجر ساعدت على تهدئتي· لقد كانت كلمات مهمة قيلت بأعصاب قوية 'يا صبي لا تصب نفسك بالجنون·· إنها مجرد مباراة'· ومع هذا الفريق لم يكن في مقدوري القيام بأي عمل خطأ لان كل ما كان علي هو أن أستند على خبرة هؤلاء اللاعبين· كان الامر سهلا أيضا لاننا تمكنا من الفوز على سويسرا 5/صفر وسجلت يومها الهدفين الثالث والرابع· وفجأة صرت معروفا في مختلف أرجاء العالم خصوصا بفضل المجهود الفردي الذي قمت به في هذه المباراة·
وفوق كل ذلك كان الامر سهلا لانني كنت أدرك أن اللاعبين الاكبر سنا والاكثر خبرة هم من يتحملون المسؤولية في المقام الاول· وبعد أربع سنوات في نهائيات كأس العالم التي أقيمت في المكسيك في عام 1970 كنت أكثر هدوءا في مباراتنا الاولى أمام المغرب· كنت أعلم ماذا ينتظرنا على الرغم من أننا ناضلنا من أجل تحقيق الفوز 2/1 فقط بفضل هدف جيرد موللر الذي سجله في الدقيقة الثمانين·
وفي مشاركتي العالمية الثالثة في عام 1974 لم أشعر بالعصبية تجاه ما هو قادم لكنني شعرت بتوتر شديد لاننا كنا إلى جانب هولندا مرشحين للفوز باللقب ولان البطولة كانت تقام على أرضنا أيضا· وواقع أنني كنت قائدا للمنتخب واحمل على عاتقي مسؤولية ضخمة أثر أيضا في توليد هذا الشعور· وفي هذا الوقت أيضا تابعت الوسائل الاعلامية الحدث بأعداد كبيرة· كل خطوة قمنا بها خارج المعسكر التدريبي تم التعليق عليها وفي تلك الليلة الاسطورية التي كنا نتفاوض فيها بشأن المكافآت التي سنحصل عليها في كأس العالم وواقعة أنه كان علي أن أحول دون أن يترك المدرب هيلموت شوين الاجتماع كانت أمرا شائعا· لقد كان الهدف الالماني الاول لنا في هذا المونديال والذي سجله بول برايتنر في مرمى شيلي من تسديدة بعيدة خير عزاء لنا عن الخلاف الذي دار بينه وبين شوين أثناء مناقشة قيمة المكافآت· أستطيع أن أتذكر كم أزاح هذا الهدف من الضغط النفسي الشديد الذي كنت أتعرض له· البداية الجيدة في مثل هذه البطولات لا تقدر بثمن حتى لو كانت النهاية مقلقة بعد الفوز على هولندا 2/1 في المباراة النهائية·
في هذه الايام لا أعتقد بأنني سأكون عصبيا قبل المباراة النهائية· سأسترخي في مقعدي أملا بالاستمتاع بلقاء الافتتاح في التاسع من يونيو وأنا أشعر بأننا قمنا بكل شيء للتأكد من أن تكون هذه البطولة عظيمة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©