السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

موقع أميركي يحذر: صبر واشنطن تجاه قطر بدأ ينفد

موقع أميركي يحذر: صبر واشنطن تجاه قطر بدأ ينفد
28 أغسطس 2018 00:29

شادي صلاح الدين (لندن)

أكد موقع أميركي متخصص في تحليل الشؤون الأمنية الدولية أن العلاقات القطرية الأميركية تمر بمنعطف خطير مؤخراً، خاصة بعد قرار نظام الحمدين استثمار 15 مليار دولار في تركيا، متحدية بذلك المصالح الأميركية في المنطقة.
وأوضح تحليل لموقع «جلوبال سكيوريتي ريفيو» الأميركي أن العلاقات القطرية الأميركية كانت جيدة خلال السنوات الماضية، خاصة اعتماد الدوحة على واشنطن في حمايتها واستضافتها آلاف من القوات الأميركية في قاعدة العيديد، إلا أن هذه العلاقات تعرضت لاختبارات مؤخراً من خلال تحدي قطر للمصالح الأميركية في أكثر من مناسبة، كان آخرها إعلان قطر استثمار 15 مليار دولار في تركيا التي تواجه غضباً أميركياً غير مسبوق، وهو ما يضيف لسوابق الدوحة في عرقلة السياسات الأميركية الخارجية.
ووضعت الولايات المتحدة مؤخراً عقوبات شديدة على اقتصاد تركيا لرفضها الإفراج عن قس أميركي تم احتجازه لمدة عامين تقريباً، ما أثار أزمة في العملة. وكانت قطر أول دولة بل الوحيدة التي تقدم مساعدة ملموسة لتركيا في شكل استثمار بقيمة 15 مليار دولار وأنواع أخرى من المساعدات المالية.
وأوضح الموقع الأميركي أنه على الرغم من أن الإمارة الصغيرة اتبعت منذ فترة طويلة سياسات لا تتفق مع الولايات المتحدة، مثل الحفاظ على علاقات جيدة مع إيران، ومساعدة مختلف الجماعات التي تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية، فإن دعمها الواضح لتركيا في النزاع الأخير يشكل تحدياً مباشراً للإدارة الأميركية، مضيفاً أنه بينما كانت الولايات المتحدة تصبر على السياسات القطرية المعيبة في بعض الأحيان، إلا أن ذلك لا يعني أن الرئيس ترامب سيواصل ذلك في المستقبل، وقد سبق وأن انتقد قطر على «تويتر».
وأكد الموقع أن التدخل القطري الأخير في الأزمة الأميركية - التركية يثير سؤالين مهمين: لماذا ترغب قطر في المخاطرة بعلاقتها الوثيقة مع الولايات المتحدة؟ ولماذا تركت الولايات المتحدة هذا السلوك لفترة طويلة؟
وأشار الموقع إلى أن قطر التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف شخص، بالإضافة إلى 2.32 مليون مقيم أجنبي، تلجأ عادة لاستخدام احتياطيها الهائل من النفط والغاز الطبيعي للتدخل في شؤون دول المنطقة ومحاولة ممارسة التأثير في الشرق الأوسط وما وراءه، مؤكداً أن مثل هذه السياسة الخارجية المفرطة هي أمر غير معتاد بالنسبة لدولة صغيرة مثل قطر.
وأضاف الموقع في معرض تحليله لتراجع العلاقات الأميركية القطرية أن قطر قدمت عرضها إلى تركيا خلال زيارة قام بها مؤخراً تميم إلى أنقرة، وأعقب ذلك ما يسمى باتفاق تبادل العملات الذي سيسمح لتركيا بتجاوز الدولار الأميركي في التجارة الثنائية والمعاملات المالية مع قطر، مشيراً إلى أنه رغم معارضة بعض الدول للعقوبات الأميركية على تركيا، إلا أن أحداً لم يقدم مساعدة لأنقرة مثلما فعلت الدوحة.
وقال إن واشنطن تحاول فرض ضغوط اقتصادية على تركيا على أمل إطلاق سراح القس الأميركي، إلا أنه من الواضح أن مساعدات قطر تتصدى لهذا الضغط، مشيراً إلى أنه حتى الآن لم ترد واشنطن علانية على تصرفات قطر.
وقال إن بادرة دعم القطريين لتركيا ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها قطر موقفاً يتعارض مع أهداف السياسة الخارجية الأميركية، حيث أعربت واشنطن في مناسبات عدة في العقدين الماضيين، عن قلقها من دعم قطر للجماعات المتطرفة والإرهابية، مثل جماعة الإخوان، وكذلك علاقاتها مع إيران. وفي شهر مايو الماضي، أصدر المسؤولون الأميركيون تحذيراً بعد أن أبلغت صحيفة عن أدلة على وجود اتصالات سرية بين قطر والحرس الثوري الإيراني والمجموعات الأخرى التي تدعمها. قد يبدو هذا السلوك محيراً – طبقاً للتحليل – خاصة أنه منذ إنشائها كدولة مستقلة عام 1971، اعتمدت قطر على الولايات المتحدة في أمنها الخارجي، إضافة إلى استضافة قاعدة العيديد لقوات أميركية وقوة العلاقات الاقتصادية الأميركية، ما دفع الموقع للتساؤل عن السبب الذي يدفع قطر للمخاطرة بعلاقتها مع الولايات المتحدة من خلال مساعدة تركيا وبشكل علني؟
إن التبرير الوحيد لهذا الأمر يكمن في أن تركيا أصبحت حليفاً استراتيجياً لا غني عنه بالنسبة لنظام الحمدين الراعي للإرهاب، بجانب شراكته الاقتصادية.
وذكر الموقع أن من بين التحليلات للموقف القطري هي اعتقاده بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى قطر أكثر من حاجة قطر إلى الأميركيين، بسبب وجود القاعدة العسكرية الأميركية، إضافة إلى احتياطيات قطر من النفط والغاز تجعل منها شريكاً اقتصادياً مهماً للولايات المتحدة، نتيجة لذلك، قد تعتقد قطر أن الولايات المتحدة ستستمر في إظهار مستوى عالٍ من الصبر، حتى في مواجهة الدعم لتركيا، وهو ما يؤكد الموقع أنه تقدير خاطئ من جانب نظام الحمدين.
وأكد «جلوبال سكيوريتي ريفيو» أن الولايات المتحدة تميل إلى التحلي بالصبر تجاه السياسة الخارجية القطرية، بما في ذلك علاقتها بإيران، إلا أن على الحكومة القطرية أن تتحلى بالفطنة لتكون قادرة على فهم طبيعة السياسة الأميركية الخارجية المتقلبة وغير المتوقعة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، تماماً كما صُدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفرض ترامب المفاجئ لعقوبات قاسية هذا الشهر، محذراً من أن قطر قد تواجه أيضاً ردة فعل أميركية مماثلة لذهابها بعيداً في دعمها لتركيا أو الاقتراب أكثر من إيران. بالإضافة إلى ذلك، يجب على قطر أن تضع في اعتبارها أن تركيا لا يمكنها أبداً أن تحل محل الولايات المتحدة كشريك في كل من الحماية العسكرية أو تكنولوجيا النفط والغاز الأميركية المتقدمة التي تتلقاها.
واختتم الموقع تحليله بالتأكيد أنه إذا كان ترامب على استعداد للمخاطرة بعلاقة الولايات المتحدة مع تركيا بهذه السهولة، فإن قطر يجب ألا تفترض أنها محصنة من غضبه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©