السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الشرفية» امتحان مفخخ لـ «السيليساو» في برازيليا

«الشرفية» امتحان مفخخ لـ «السيليساو» في برازيليا
11 يوليو 2014 00:58
وكأن «الكارثة» التي تعرض لها البرازيليون الثلاثاء الماضي بخسارتهم التاريخية أمام الألمان (1-7) في الدور نصف النهائي من مونديال بلادهم لا تكفي، فهم مضطرون الآن إلى تجاوز هذه الصدمة المعنوية «المحطمة» من أجل خوض مباراة المركز الثالث. من المؤكد أن المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري ولاعبوه كانوا يفضلون «النحيب» على ما حصل معهم في تلك الليلة المشؤومة في بيلو هوريزونتي في منازلهم وبين عائلاتهم، لكن عوضاً عن ذلك هم مضطرون إلى ملاقاة جمهورهم الغاضب غداً في برازيليا من أجل هذه المباراة «الشرفية» التي سترفع من حدة النقمة الجماهيرية عليهم في حال عجزوا عن تحقيق الفوز. وكيف بإمكان لاعبي البرازيل التفكير بهذه المباراة وهم محطمون معنوياً وكيف سيكون بإمكان سكولاري الوقوف في أرضية الملعب بمواجهة جمهور كان يتطلع لتعويض ما فاته عام 1950 حين خسرت بلاده على أرضها المباراة الحاسمة أمام الأوروجواي، لكنهم وجدوا أنفسهم بعد المباراة ضد ألمانيا أمام «كارثة» وطنية حقيقية لما تعنيه كرة القدم لهذا الشعب الشغوف. اعترف سكولاري بعد الخسارة أن الأجواء في غرفة الملابس كانت «رهيبة»، فيما أشار المدافع دافيد لويز: «لقد تحدثنا جميعنا مع بعضنا البعض لكي نكون معا في هذه اللحظة (الصعبة)، ورأينا التعاضد». توقع الكثيرون أن يقدم سكولاري استقالته من منصبه بعد تعرض بلاده لأقسى خسارة في تاريخها، لكن مهندس التتويج العالمي الأخير لبلاده عام 2002 اكتفى بالقول: «من هو المسؤول عن هذه النتيجة؟ أنا، أنا، اللوم على هذه الخسارة يمكن مشاركته بيننا جميعا، لكن الشخص الذي اختار التشكيلة كان أنا، لقد كان ذلك خياري وحاولنا أن نقدم ما نعرف، قمنا بكل ما في وسعنا، لكن واجهنا فريقا ألمانيا رائعا». وتابع: «لم نتمكن من القيام برد فعل بعد تأخرنا بالنتيجة، حتى الألمان لن يقدروا على رواية ما حصل، لكن هذا بسبب براعتهم ويجب أن نحترم ذلك، رسالتي إلى الشعب البرازيلي هي التالية: رجاء اعذرونا على هذا الأداء، أنا آسف لعدم تمكننا من بلوغ النهائي، وسنسعى للفوز في مباراة تحديد المركز الثالث. لا يزال أمامنا ما نلعب من أجله». لكن عواقب خوض مباراة المركز الثالث بوجود سكولاري قد تكون وخيمة في حال الخسارة، خصوصاً في ظل الأجواء المضطربة التي سادت بعد المباراة وفي ظل التخوف من عودة المظاهرات المطلبية التي قد تغذي غضب الجمهور حيال اللاعبين والبطولة بأكملها بعدما أنفقت الحكومة 11 مليار دولار على استضافة هذا الحدث عوضاً عن الاهتمام بقطاعي الصحة والتعليم. وقد شتم الجمهور رئيسة البلاد ديلما روسيف بعد مباراة «مينيرازو» كما أصبح يطلق عليها بعد أن طغت على خيبة «ماراكانزو» وخسارة بلادهم لنهائي 1950 على أرضهم. وترك البرازيليون مقاعدهم في ملعب «استاديو مينيراو» بعد أقل من نصف ساعة على صافرة بداية المباراة، وذلك لأن شباكهم كانت قد اهتزت خمس مرات بعدما عجز مدافعو «سيليساو» عن التعامل مع فورة الألمان الذين سجلوا أربعة أهداف في غضون ست دقائق بين الدقيقة 23 و29. أما القسم الذي فضل البقاء في المدرجات فقام بشتم اللاعبين ورئيسة البلاد وقامت الشرطة بتعزيز قواتها داخل وخارج الملعب تجنبا لأي أعمال شغب، فيما كانت الشتائم تنهال على اللاعبين والرئيسة من خلف شاشات التلفزة أيضاً وفي الساحات التي خصصت من أجل متابعة المباراة على شاشات عملاقة. والإهانات التي وجهت إلى الرئيسة روسيف تظهر ذيول التظاهرات والإضرابات والاعتصامات التي حصلت قبيل انطلاق النهائيات وحتى خلالها احتجاجا على الوضع الاجتماعي الصعب. أما على الصعيد الرياضي، فحتى إن اللاعبين لم يعد يهمهم ما يحصل في مباراة الغد على غرار الظهير الأيسر دانيال الفيس الذي خسر مكانه ودون أي مبرر لمصلحة ما يكون، إحدى «الكوارث» ضد الألمان، إذ قال لاعب برشلونة الإسباني: «بالنسبة لي، الأهم كان المركز الأول، وبعدما فشلنا في إحرازه، فكل شيء آخر لا أهمية له...». ماذا سيفعل سكولاري في مباراة المركز الثالث؟، جوابه كان: «أحد لم يتوقع هذه النتيجة لكن يجب أن نعمل لكي نستعيد معنوياتنا». سيخلد اللاعبون إلى الراحة مع عائلاتهم ليوم واحد، بحسب البرنامج المبدئي قبل كارثة «مينيرازو»، قبل العودة إلى مقرهم في تيريسوبوليس من أجل معاودة التمارين. في السابق، اعتاد المدربون على إشراك الاحتياطيين المتحفزين في مباراة تحديد المركز كشكر لهم على مساهمتهم في حملة بلادهم في النهائيات، لكن هذا الأمر مستبعد جداً مع البرازيل لأنها مطالبة بالفوز وبطريقة مقنعة وممتعة لكي تنسي جمهورها خيبة الثلاثاء ولو لتسعين دقيقة ستكون بمثابة الدهر على اللاعبين الذين سيخوضون هذه المباراة على ملعب «ماني جارينشا» في برازيليا. ويبقى معرفة إذا كان سكولاري سيشرك برنارد مجدداً بعدما زج به ضد ألمانيا كبديل لنيمار المصاب وسط تعجب الصحفيين المحليين والعالميين والجمهور، خصوصا أن هذا اللاعب مغمور نسبيا كونه يلعب مع شاختار دانييتسك الأوكراني، الفريق الذي تركه ويليان للتألق بألوان تشيلسي الإنجليزي دون أن ينفعه ذلك لإقناع مدربه في المنتخب بإشراكه أساسياً حتى في ظل غياب نيمار. ومن المتوقع أن يجلس برنارد مجدداً على مقاعد الاحتياط كما حال «الكارثة» الأخرى دانتي الذي بدا وكأنه هاو في قلب دفاع «سيليساو» بمواجهة رفاق الدرب في بايرن ميونيخ، خصوصا مع عودة القائد تياجو سيلفا الذي غاب عن مباراة الثلاثاء بسبب الإيقاف. أما بالنسبة للعناصر الأخرى مثل دافيد لويز أو لويز جوستافو أو «الظاهرة» فريد الذي كان حاضراً غائباً في جميع المباريات دون أن يمنع ذلك سكولاري من إشراكه أساسياً، فلا يوجد هناك أصلاً البدلاء الذين بإمكانهم تجنيب بلادهم «مهزلة» أخرى في برازيليا. (بيلو هوريزونتي - أ ف ب) نيمار لم يكمل مشاهدة مباراة الخسارة المذلة أفادت بعض الصحف البرازيلية الصادرة أمس أن نيمار نجم المنتخب البرازيلي لم يستطع تحمل استكمال مشاهدة المباراة التي تجرع فيها فريقه هزيمة تاريخية 1 - 7 على يد المنتخب الألماني الثلاثاء الماضي في الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم 2014. وأشار الصحفي جوكا كفوري الذي يعمل لحساب جريدة «يو أو إل» إلى أن مهاجم برشلونة الإسباني كان يشاهد المباراة بصحبة بعض أصدقائه وأفراد عائلته في منزله بمدينة جواروجا الذي يقضي فيه فترة تعافي بعد إصابته بكسر في إحدى فقرات العمود الفقري أثناء مباراة كولومبيا في دور الثمانية من المونديال. وأضاف كفوري: «نادين والدة نيمار لم تتحمل الهزيمة وانخرطت في البكاء ولكن نيمار ووالده لم يبكيا.. علت الدهشة وعدم التصديق وجوه كل من وجد بالمنزل.. نيمار شتم كثيراً، وقال عديد من الألفاظ الخارجة وبدا عليه أنه لا يصدق ما كان يراه». وقال كفوري إن نيمار أعرب عن أسفه في أكثر من مناسبة للموقف العصيب الذي يواجه زملاءه في تلك المباراة خاصة المدافع ديفيد لويز، الذي حمل شارة القيادة بدلاً من تياجو سيلفا الغائب للإيقاف، حيث قال: «مسكين ديفيد.. كم سيعاني هذا الفتى». وطبقا لتقرير كفوري، فإن نيمار لم يشاهد الهدف الشرفي الوحيد الذي أحرزه المنتخب البرازيلي في الدقيقة الأخيرة من تلك المباراة عن طريق لاعبه أوسكار، حيث أنه ترك مشاهدة المباراة بعد الهدف السابع للمنتخب الألماني وانطلق للعب «البوكر» مع أصدقائه. واختتم كفوري قائلاً : «لقد أطفأ التلفاز وقال لا أريد أن أشاهد هذا الشيء المقزز.. لنلعب البوكر». (ريو دي جانيرو - د ب أ)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©