غادر «فريق أبوظبي للمحيطات» المشارك في «سباق فولفو للمحيطات 2014 - 2015»، مدينة نيو نيوبورت في ولاية رود آيلاند الأميركية، وشرع طاقم الفريق في رحلة الإبحار لعبور المحيط الأطلسي للمرة الثانية في أقل من ثلاثة أسابيع.
وأتم اليخت «عزّام»، وهو من طراز «فولفو أوشن 65»، الرحلة الأولى لعبور المحيط الأطلسي بعد أن قطع 3116 ميلاً بحرياً من البرتغال إلى الولايات المتحدة، على الرغم من الظروف المناخية القاسية على مدى أيام الرحلة.
وبهذا السياق، قال ربان الفريق آيان ووكر، البطل الأولمبي البريطاني الحائز على ميداليتين فضيتين: «سارت الرحلة الأولى لعبور المحيط على ما يرام، ورغم الظروف المعاكسة التي واجهناها إلا أنها كانت مفيدة للغاية بالنسبة لنا، لأنها زودتنا بمعلومات وبيانات قيَمة عن كيفية أداء «عزَام» في المحيطات المفتوحة. لقد قمنا ببعض الإصلاحات، ولم تكن قائمة الأعمال اللازم إنجازها طويلةً عند وصولنا إلى نيوبورت».
وشهدت رحلة عبور المحيط الأطلسي لحظات فريدة من نوعها، بما في ذلك إطلاق ثلاثة طلقات مدفعية في الهواء كتحية شرفية من باخرة «آر إم إس كوين ماري 2» العابرة للمحيطات، والتي تُعد فخر شركة «كونارد لاين»؛ أثناء إبحارهما في المنطقة الجنوبية للمسار المخصص لتجنب الجبال الجليدية.
وأضاف ووكر: «كنا قد أبحرنا لخمسة أيام كاملة دون أن نرى أي قارب آخر، وفجأة ظهرت باخرة «آر إم إس كوين ماري 2» ضمن مسافة 250 ياردة، وتحدثت مع كابتن الباخرة على الراديو؛ ومن ثم أمر بإطلاق ثلاثة طلقات في الهواء كتحية شرفية. واستمتعنا برؤية الجميع على سطح السفينة وهم يلوحون لنا ويلتقطون الصور، وتوجهنا لهم بالتحية والتقطنا الكثير من الصور كذلك. لقد كانت لحظات رائعة بكل المقاييس».
وتناولت وسائل التواصل الاجتماعي هذا الحدث باهتمام كبير، ووصل عدد مشاهدي الفيديو الذي تم تحميله على صفحة «فريق أبوظبي للمحيطات» الرسمية على الفيسبوك إلى أكثر من 26 ألف مشاهد في أقل من أسبوعين، وتفاعل معه نحو 400 ألف شخص.
وكانت فترة الإقامة القصيرة لطاقم فريق «عزَام» في مدينة نيوبورت كافية ليعود اليخت إلى مساره الصحيح ويصبح على أتم الاستعداد لإكمال رحلة العودة التي تهدف إلى استعادة الذكريات الجميلة لأعضاء «فريق أبوظبي للمحيطات»، والذي ضم كلاً من: عادل خالد وسيمون فيشر وإيان ووكر وجاستن سلاتري، والذين شاركوا في «سباق فولفو للمحيطات 2011 - 2012»، وفازوا بالمركز الأول بعد نهاية المرحلة السابعة، واستغرقت مدة إبحارهم 12 يوماً قطعوا خلالها مسافة بلغت أكثر من 3500 ميل بحري من ميامي إلى لشبونة.
ويستعيد سلاتيري، موجه مقدمة اليخت، ذكرياته عن تلك الفترة قائلاً: «في اليوم الذي سبق انطلاقتنا في الجولة السابقة، فزنا بسباق Miami In-Port Race، وكنا نتطلع قدماً لعبور المحيط بالرغم من تعقيدات التوقعات الجوية التي أكدت لنا أن الحفاظ على تركيزنا والتفكير بصورة سليمة هو بمثل أهمية اعتمادنا على مهاراتنا في الإبحار».
وأضاف: «لم نحظ بدقيقة للاسترخاء، بدءاً من مواجهتنا للتيار في الخليج ومروراً بمجابهتنا لعاصفة استوائية عند المغادرة، قبل أن نعبر خط النهاية ونحقق الفوز في وسط التيارات القوية لنهر تاغوس في لشبونة. لقد شاركت في سباقات عبر المحيط الأطلسي لمرات كثيرة أصبح من الصعب بالنسبة لي أن أحصي عددها، ولذلك أصبحت مدركاً بأن كل عبور لا بد وأن يحمل في طياته بعض التحديات الكبيرة. ولا أتوقع أن يكون الحال مختلفاً هذه المرة، لكنني أيضاً واثق كل الثقة بإمكانات ومهارات فريقنا العالمي، وقاربنا القوي، مما يجعلنا مؤهلين لمواجهة كل ما قد يعترضنا في هذه الرحلة».
وستمتد رحلة «عزَام» الثانية عبر المحيط الأطلسي لأكثر من 3 آلاف ميل إلى جوسبورت على ساحل إنجلترا الجنوبي. وقال ملاح «فريق أبوظبي للمحيطات» سايمون فيشر بأن رحلة العودة ستكون بعيدة تماماً عن ممرات الريح الشرقية نحو نيوبورت مما سيزيد من إمكانية الإبحار مع اتجاه الريح. وأضاف: «أتوقع إبحاراً سريعاً خلال الساعات الـ 48 الأولى، مع رياح تصل سرعتها إلى 20 عقدة، مما يعني وصول سرعة اليخت إلى ما يتراوح بين 25 إلى 30 عقدة».
وتأتي رحلة «عزام» الثانية لعبور الأطلسي بعد أسابيع قليلة من مغادرته لشبونة، وستكون اختباراً حقيقياً لثمار التدربيات التي خضع لها «فريق أبوظبي للمحيطات» واستعدادات أعضائه على المستويين الجسدي والذهني، وفقاً لإيان ووكر: «نتوقع أن يكون إبحاراً أكثر توافقاً مع اتجاه الريح مقارنة بالأحوال المتوقعة في حال التوجه نحو الولايات المتحدة الأميركية. وسيكون من الممتع أن نبحر مع الريح لعدة أيام، لكننا سنحرص على دفع أنفسنا، واليخت أيضاً، لتقديم أفضل أداء على امتداد الرحلة».
وعند وصول اليخت «عزَام» إلى المملكة المتحدة سيتم إعداده لإطلالة استثنائية في أسبوع كاويز في أبردين يتنافس فيها اليخت وللمرة الأولى في «تحدي سباق أرتيميس» في جزيرة وايت يوم 6 أغسطس؛ و«سباق حول بريطانيا وإيرلندا»، يوم الأحد 12 أغسطس.
وفي هذا السياق قال فيل هارمر، مدير الدفة ومشرف التوازن: «لطالما كنت أنتظر فعاليات أسبوع كاويز في أبردين، الذي يقدم لنا هذه المرة فرصة استعراض يختنا الرائع. ونحرص على تنظيم وقتنا لتحقيق التوازن بين التزاماتنا المؤسسية والخضوع للمزيد من التدربيات، لكننا وفي الوقت ذاته متحمسون للمشاركة في «تحدي سباق أرتيميس» والمنافسة مع فرق أخرى مشاركة في «سباق فولفو للمحيطات». ولا شك بأن الفائز بالمسابقة التي تم إطلاقها عبر «فيسبوك» سيحظى بفرصة رائعة للمشاركة في هذه التجربة المميزة، ونتطلع قدماً لاستقباله على متن «عزَام».
(أبوظبي - الاتحاد)
عدد اليوم
