محمود الحضري (دبي)
شهدت الخيم الرمضانية في دبي إقبالا غير مسبوق هذا العام، ليصل الاشغال إلى ذروته في أيام نهاية الأسبوع، حيث رفعت إدارات الخيم لافتة «كامل العدد»، وهو ما دفع بعضها إلى وضع حد أدنى للإنفاق للطاولة الواحدة وصل ألف درهم في ليالي الذروة للسحور.
واعتذرت العديد من الخيم عن قبول طلبات حجوزات، خصوصا فترة السحور، والذي شهد أعلى كثافة في الحجوزات، فيما شهدت العديد من المطاعم حركة عالية، وإن كانت أقل من الخيم.
وجاء الإقبال الأكبر على الخيم في ليالي الأحداث الرياضية الهامة خلال مباريات مونديال البرازيل، حيث تجاوزت الحجوزات الطاقة الاستيعابية المتاحة، أكثر من 20%، مما دفع بعضها إلى توسيع المساحات في بعض الأيام.
وشهد هذا العام، ولأول مرة تنظيم خيمة في الخليج التجاري، من جانب «باي أفينيو مول»، متضمنة أنشطة رمضانية يومية من الإفطار حتى السحور في الطابقين الأرضي والميزانين ضمن ردهة المطاعم في المول، حيث تم إعداد وتحويل ردهة الطعام إلى مجلس عربي لإضفاء المزيد من الأجواء الرمضانية.
وحسب بيانات الخيمة فقد بلغ الإشغال على مدار أيام رمضان السابقة أكثر من 90%، وصل نهاية الأسبوع إلى 100%، وتم تخصيص المنطقة بأكملها للفعاليات الترفيهية العائلية والاحتفالات الرمضانية، بما في ذلك عروض موسيقية عربية للعزف على آلتي الكمان والعود.
وجاءت الحجوزات التجارية والجماعية في المركز الأول من الحجوزات، وبلغ متوسط الانفاق اليومي للطاولة ما بين 500 إلى 1500 درهم.
إلى ذلك بررت خيمة «جاكوار» في مرسى دبي «مارينا دبي» تحديد ألف درهم في أيام الذروة نظرا للطلب العالي على الخيمة، خصوصا من المجموعات، وحجوزات الشركات والعائلات، والحجوزات التجارية.
وبين أحد مسؤولي الخيمة أن النمو متوسط الإشغال خلال الأيام الماضية من شهر رمضان تجاوز 95%، ووصل في بعض الأيام إلى 100%، لافتا إلى رفض أي طلب غير محجوز مسبق.
وأوضح «ديفيد رون» مدير البحوث في «اتس أي أم» لاستشارات الضيافة أن الخيم الرمضانية نمط جديد يدخل عالم الضيافة في الامارات، ويتسع مع أجواء المناخية السائدة، لافتا إلى أن الخيم أصبحت منافسا رئيسيا للمطاعم، وتنال أكثر 60% من رواد الحفلات الرمضانية.
وأشار إلى أن موقع الخيمة ونوعيات الخدمات فيها، وطبيعة المأكولات، والشركة التي تدير الخيمة يحدد مدى التنافسية من خيمة إلى أخرى، لافتا إلى أن المؤشرات تبين أن 8 خيم رئيسية في دبي في منطقة جميرا تستحوذ على أكثر من 50% من هواة زيارة الخيم، والباقي موزع على حوالي 25 خيمة أخرى.
وتشير «باي أفينيو مول» إلى أن مشاركة الأطفال عامل جذب مهم بين رواد الخيم، بخلاف الأجواء الرمضانية في مناخ عائلي آمن.
ولفت رون إلى أن منطقة الخليج التجاري والمناطق المحيطة، خطفت جزءا من الأضواء هذا العام في سهرات الخيم، خصوصا مع توفير مجانية متعددة لسيارات الزوار والعديد من الخدمات الأخرى لراحة الزوار، بخلاف أن وجود بعض الخيم بجوار مراكز التسوق أعطى ميزات تنافسية جديدة.
ومن جهتها بينت ميساء تركاوي المتحدثة الرسمية لمجموعة جميرا أن خيم جميرا حافظت على تفوقها في استقطاب روادها، محققة إشغالا كاملا على مدى أيام الأسبوع، لافتة إلى أن التصميم لخيمة مجلس السفينة التي تقام في قاعة السفينة في جميرا بيتش هوتيل، شهدت إقبالا كبيرا في ظل الأجواء الرمضانية الراقية والجلسات الفخمة المريحة والأطباق العربية الأصيلة مع أشهى وأطيب الحلويات والمشروبات الرمضانية اللذيذة.
ولفتت إلى أن الأفطار للشخص الواحد 195 درهما متضمنة المشروبات الرمضانية والقهوة والشاي. بينما تتوفر قائمة طعام للسحور والكلفة بحسب الطلب.
ونوهت إلى أن خيمة فندق برج العرب في «قاعة الفلك» دخلت المنافسة هذا العام لتصيح وجهة رمضانية مفتوحة طيلة الشهر الكريم لاستضافة ضيوفها من العائلات والشركات، حيث تم تحويل تصميمها الداخلي ليعكس التراث والعمارة العربية.
بدوره أضاف منتجع أتلاتنس هذا العام خيمة جديدة إضافة إلى خيمة أساطير، وحقق الإشغال أعلى معدل في الأسبوع المنتهي، وبلغت نسبة الاعتذارات في نهاية الأسبوع 15% من حجم الطلب.
الهيئة ترسل مفتشين بشكل يومي ولا مخالفات «مؤثرة»
حركة نشطة لمفتشي «أبوظبي للسياحة» للتأكد من سلامة الخيم الرمضانية
رشا طبيلة (أبوظبي)
تواصل الخيم الرمضانية في فنادق بأبوظبي، نشاطها المكثف منذ بداية الشهر الفضيل، مع تحقيق معدلات إشغال مرتفعة، ما يجعلها عاملاً أساسياً في إيرادات الفنادق خلال هذه الفترة التي تشهد حالة من الهدوء في الطلب على الغرف وبعض الخدمات الأخرى.
وفي الوقت الذي تتنافس فيه مجموعة من الفنادق على استقطاب أكبر أعداد من مرتادي هذه الخيم في ساعات المساء وحتى ساعات الفجر الأولى، تنشط حركة مفتشي هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة على هذه الخيم للتأكد من التزامها بالمعايير والشروط المحددة لها، سواء فيما يتعلق بإجراءات السلامة، أو الخدمات المقدمة للنزلاء والحصول على تصاريح الخدمات المختلفة.
ووفقا لناصر الريامي، مدير إدارة المعايير والتنظيم والتراخيص في الهيئة، فهناك قدر كبير من الالتزام من جانب الفنادق بهذه الشروط، حيث لم تسفر الحملات التفتيشية اليومية التي يقوم بها فريق من الهيئة، عن أي مخالفات كبيرة ورئيسية لغاية الآن، حيث اقتصرت المخالفات على أمور بسيطة مثل عدم التقدم بطلب تصاريح لتقديم بعض الخدمات والفقرات الترفيهية داخل الخيم.
وقال إن عقوبة المخالفات تتراوح بين إنذارات وتصل إلى دفع مبالغ تختلف باختلاف نوعية المخالفة المرتكبة، مشيرا إلى أن مخالفة عدم وجود تصاريح للعازفين على سبيل المثال تتراوح بين 5 إلى 10 آلاف درهم.
وبين الريامي أن من الأمور التي يقوم مفتشي الهيئة بمراقبتها في الخيم النظافة، وتصاريح العازفين ومقدمي الفعاليات داخل الخيمة، اضافة إلى التأكد من عدم وجود ممارسات لا تليق بالأطفال على سبيل المثال، اضافة إلى مراقبة أوقات فتح أبواب الخيمة وإغلاقها والالتزام بالوقت المسموح الذي فرضته الهيئة.
ونصبت فنادق بأبوظبي 19 خيمة رمضانية بعد أن حصلت على الموافقات النهائية من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة نتيجة لمطابقتها للمعايير والاشتراطات المحددة المتعلقة بالأمن والسلامة وغيرها من الاشتراطات، وفقاً للريامي.
وبعض تلك الخيم افتتحت أبوابها بدءا من مباريات كأس العالم، وأخرى في بداية الشهر الفضيل.
ولفت الريامي إلى أن كل جهة من الجهات المسؤولة عن سلامة الخيم المتمثلة بالرقابة الغذائية والدفاع المدني تقوم بجولات تفتيشية دورية خاصة فيها للتأكد من مطابقة الفنادق للمعايير الموضوعة، لا سيما تلك من اختصاص تلك الجهات مثل سلامة الغذاء المقدم وإجراءات الأمن والسلامة داخل الخيمة.
وكان عاملون في فنادق أكدوا أن الطلب على الخيم الرمضانية فاق التوقعات منذ اليوم الأول من شهر رمضان حيث تراوحت نسب إشغالها بين 60 إلى 100?، متوقعين ارتفاع الإشغال في الأسبوع الثاني.
وترتفع العوائد المتأتية من قطاع الطعام والشراب بشكل ملحوظ في رمضان الأمر الذي يعوض ضعف الطلب على الغرف، فبحسب بيانات الهيئة الأخيرة، ارتفعت العوائد المالية للفنادق خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الحالي بنسبة 14% إلى 2,675 مليار درهم، منها ما يزيد على مليار درهم إيرادات أنشطة الأطعمة والمشروبات بنسبة نمو 12% مقارنة بالأشهر الخمسة الأولى من العام الماضي.
عدد اليوم
