الحماض·· ابن المطر

في كل عام وبعد سقوط الأمطار يكون معظم أهل الإمارات على موعد مع ابن المطر وهو نبات الحماض، ويقال له في دول الخليج الحميض، وذلك لتميزه بمذاق حامض وأوراق الحماض مليئة بالسائل الحامض، ولذلك من يضغط على ورق الحماض يجد تلك العصاره تقطر خارجه من الأوراق· على جوانب التلال الرملية وبين أحضانها وليس على قممها تنبت تلك النبتة الثمينة، التي تعتبر شعبية لتوارثها جيل بعد جيل، وهي تستخدم بعدة طرق عند تناولها على وجبة الغداء بالأخص، ولذلك في موسم البحث عنها قد يستغرب الكثيرون من عابري الطرق أو مرتادي الصحاري لرؤية إنتشار الأسر في كل مكان، حتى الأطفال يعرفون شكل الحماض ويجهتدون للبحث عنه، من مبدأ الشاطر يجمع أكثر· قال خميس محمد وهو يحمل كمية من الحماض بحجم كبير من شدة إرتواء النباتات هذا العام من مياه الأمطار، إن لنبات الحماض مابين 4- 5 عروق ويكون ضمن النبتة أزهار لا تؤكل، وتعتبر أوراق الحماض لحمية· تتميز أوراق الحماض بشكلها المثلثي المستطيل، وهي مايميزها عن نبات يخطئ به الكثيرون وهو لسان الكلب، حيث يجمعه بالخطأ من لا يعرفون الحماض، كما ينبت في الإمارات الحماض الجبلي·· والفرق بين الإثنين أن الجبلي يمكن زراعته لدرجة أنه يزرع في الحدائق المنزلية في مدن الدولة· يعتبر الحماض فاتحاً للشهية ويعرف المواطنون أنه مدر للبول ويستعمل كل جزء منه لغرض من الأغراض، فهو يمنع الغثيان، ومهدئ لألم الأسنان، كما وصفت البذور قديماً بعد أن تحمص كعلاج للإسهال الذي يكون بسبب الدوسنتاريا، ويقول الأجداد إن الحماض كان يؤتى به ليأكله المسن والمريض لعلاج الإمساك وهو منقي للدم، وله أثر في علاج الصفار وتنشيط الكبد· بعد أن يتم جمع الحماض تقوم النساء بقطف الأوراق وجزء من السيقان ثم يغسل لتنظيفه من الأتربة، ثم يفرم ليكون جاهزاً للأكل إما مع الملح والسمك المجفف المسحوق''سحناه''، أو يقدم إلى جانبه الأرز الأبيض، أو إلى جانب طبق من المرق، وربما يتم تناوله مع قليل من الملح وزيت الزيتون·