الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قمة أم محمد الاستثنائية (2)

2 يونيو 2006
لم تخلو قمة أم محمد من بعض المناوشات الجانبية (البريئة) من باب الميانة طبعا! بسبب تقاطع الآراء والطموحات والاقتراحات والرؤى والافكار في ما بين الاخوة على مرأى ومسمع من رئيسة الجلسة، آخذة بعين الاعتبار حساسية وسخونة الموضوع المطروح أمامهم الذي فرض نفسه بصيغة الأزمة الحقيقية·
أم محمد تكاد تكون مستمعة اكثر من كونها محاورة، مكتفية بصمتها المعهود، مراقبة بحذر حوار الأعضاء الصاخب حتى حدوث طارئ لا سمح الله يستوجب تدخلا فوريا لفض ما قد يسمى بالاشتباك وإن كان مثل هذا الأمر ما بين الاخوة الاعضاء مألوفا وعاديا، فدرس الديمقراطية قد يكون صعب الهضم والفهم على البعض نوعا ما، خصوصا على المتزمتين وصعبي المراس أو المتشبثين بآرائهم وافكارهم الغالية، خاصة عندما يأتي غير متدرج وبدفعة واحدة، مما ينعكس سلبا على الحالة النفسية بكل تأكيد·
فهذا الانقلاب التقشفي والمطلوب تفعيله فورا في كل امور وأدق تفاصيل حياتنا اليومية، لابد ما ان يكون له تبعات تجلت بوادرها بوضوح على هيئة امتعاض وتذمر واضحين على محيا الاخوان، بصراحة معاهم حق·· الحدث عمل لهم 'شوك'!! خاصة وان مجمل قرارات القمة تحمل نزقا تعسفيا بعدم مراعاة خصوصية كل عضو، فتبينت أم محمد بأن مهمتها ليست بالسهلة·· لتباين التركيبة النفسية والمزاجية للاخوة، فلم يكن من السهل ترويض وتطويع رؤوس 'ناشفة' آصرت امدا طويلا على عدم الاستسلام للأمر الواقع أو التأقلم مع الوضع الجديد بشكل انسيابي سلس، لذا فثني اياً من الأعضاء عن رأيه المتصلب الذي قد يكون مغايرا لما هو مأمول منه لعلاج الأزمة يعتبر بحد ذاته انجازا عظيما·
طولة البال مطلوبة، ولكن على رأي الست 'للصبر حدود'، فشخصية مسالمة مثل أم محمد لربما كان حنانها مصدر قوتها الى جانب حنكتها في استيعاب مزاجية الجميع وصهرها في بوتقة سعة صدرها الحاني، فلم أتصور في لحظة ما بأنها ستُلبسهم 'الطاسة' بهذه السهولة دون ان يتحسسوا ثقلها·
يا سادة ياكرام·· بالرغم من بساطة وآلية سير هذه القمة إلا انها اخذت طابعا ونفسا شعبيا منقطع النظير، لما شكلته هذه الأزمة من اضافة سمة الروح التوافقية عليها، لأنها مست الجميع دون استثناء سواء في همومها وثقلها وآثارها او بالمشاركة الضمنية لطموحات القمة وغاياتها وآمالها الموجودة بإذن الله·
فهياج الاسعار شكّل قلقا واضطرابا في نفوس المحبطين والمعدمين ماديا والذي أثقله فقدان الأمل من ظهور بارقة أمل، أو طفو أية مبادرة غير (باردة)، فاعلة لعلاج الأزمة جذريا بوقف هذا الارتفاع المجنون غير المبرر للأسعار، فلا استنكر من تسمية احد الاعضاء ازمتنا بتسونامي او بكاترينا تيمنا بخرابهما الجلي للعيان، فمن كان فرحا 'بتحويشة' للشروع بتنفيذ مشروعه الحلم، بقي مراوحا مكانه يتجرع حسراته على حلم قدر له ان يُؤجل الى ما شاء الله·
يا حبيبي: 'الطيور طارت بأرزاقها من زمان'، ولكن يبقى الحلم حق مشروع للجميع، المهم وبعد مداولات ومشاورات مضنية تم اصدار البيان الختامي بالتصديق على كافة قراراته، ولكن وبدون سابق انذار أو أية مقدمات فاجأتنا الوالدة أم محمد بعدولها عن الالتزام بكافة قرارات القمة، لأنها لا تستطيع تجاهل رغبات الاخوة الأعضاء بتلبية جميع طلباتهم دون استثناء خصوصا: البامية والمكبوس والكبة والمحشي والمطبق والتشريب والقيمة و(العيش باجلا أبو قرص)·
ملاحظة: هذا الطبق حصريا عند أم محمد، والقائمة تطول بما هو أكثر من ذلك، أنا من البداية كنت اشك من جدوى هذه القمة بقدر معرفتي بـ(الطائية) الحاتمية العطاء والدلال، التي لا تتوانى ولو للحظة عن تلبية طلبات ابنائها وإن كان على حساب راحتها، لذلك آثرت بأن يبقى الوضع على ما هو عليه وبشطب جميع قرارات القمة دون استثناء، منوهة بضرورة المواظبة على قراءة دعاء كشف الكروب صباحا ومساء، داعية الله العلي القدير بأن يرفع الهم والغم عن عباده في كل مكان، ويعيننا واياهم على مصائب الدنيا انه قريب سميع مجيب الدعاء، اللهم آمين·
همسة:
الى أمي الصابرة الغالية··
'انتي مثل ما انتي على كثر ما مر··
أغلى البشر ما حد يسواك عندي'
محمد بن راشد آل مكتوم
فاطمة اللامي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©