الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«العلماء الضيوف»: أوقاف الشيخ زايد وارفة الظلال

«العلماء الضيوف»: أوقاف الشيخ زايد وارفة الظلال
10 يوليو 2014 01:52
إبراهيم سليم (أبوظبي) أشاد العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بالأوقاف التي وقفها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي تعددت وتنوعت حتى شملت البشر والطير والحيوان والبيئة، وهي وارفة الظلال على الجميع، كما ثمنوا اجتهادات الهيئة العامة للشئون الإسلامية، فيما يتعلق بحسن إدارة الأوقاف، والسعي لتنمية موارده. وقد نظمت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف مساء أول أمس ندوة رمضانية في فندق سانت ريجس بأبوظبي، تحت عنوان “استثمار الوقف في الواقع المعاصر” ضمن برنامج العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة ، حفظه الله، الذي تشرف عليه وزارة شؤون الرئاسة، حضرها الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس الهيئة، والدكتور محمد مطر الكعبي، مدير عام الهيئة، وخالد محمد سيف النيادي، المدير التنفيذي لشؤون الوقف في الهيئة، والعلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله ، وجمهور كبير. شارك في الندوة من العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله سماحة الشيخ محمد المختار أمبالة، رئيس هيئة الإفتاء والمظالم في موريتانيا، والدكتور محمد قراط، أستاذ بكلية الشريعة في جامعة القرويين بفاس، والدكتور محمد سعيد الكملي، الأستاذ الجامعي بالمغرب. افتتح سماحة الشيخ أمبالة قائلاً: إن الوقف باب من أبواب الخيرات، وأن الأوقاف إذا ما تقادم عهدها قد يتجاوز مصرفها ويتعذر صرفه في الباب الذي حدده الواقف ففي هذه الحالة يصرف في مثله أو في أي باب من أبواب الخير وليس بالضروري أن تكون المصارف ثابتة، وكذلك الوقف إذا ما عدمت منفعته يجوز بيعه ويستبدل بمثله بما ينفع إلا العقار فإنه لا يباع، وأضاف: إن الإنفاق على الوقف مقدم على المستحقين إذ لابد من الإنفاق على الوقف من ريعه حتى لا تتوقف المنفعة، داعيا الواقفين إلى مراعاة هذه الأحكام لأجل المحافظة على الأوقاف وحتى لا تكون خرابا. ثم قدم الدكتور سعيد الكملي نماذج للأوقاف في الماضي، مبينا أن أعظم صور الوقف إشراقا وأكثرها تجليا ما كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، مشيراً إلى تنوع الأوقاف عبر التاريخ خدمة للمسلمين، منها وقف فاطمة بنت محمد المهري، حيث أنشأت وقف جامعة القرويين في مدينة فاس بالمغرب وهي أقدم جامعة في الإسلام ولا زالت تدرس حتى اليوم، ووقف زبيدة زوجة هارون الرشيد التي حفرت آباراً في طريق الحجاج من العراق وحتى مكة، ووقف مستشفى مراكش الذي أكد أنه لم يماثله وقف حتى اليوم لما يتميز به من الزخرفة والعمران، والمزارع، والمياه الجارية، وتخصيص الثياب الصيفية والشتوية للمرضى. وقال: إن الوقف على المدارس والمساجد كان له النصيب الأعظم من الأوقاف على مر التاريخ، غير أن هناك أوقافاً أخرى كانت بائنة وظاهرة منها أوقاف الحج التي يصرف منها على الحجاج، ووقف تجهيز البنات للأعراس، ووقف ترصيف الطرق، وأوقاف أبناء السبيل. ثم أعقبه الدكتور محمد قراط الذي تحدث عن اقتصادات الوقف بين الضوابط والمحظورات، مبيناً أن ديننا الإسلامي من خلال كل مكوناته هو مظهر من مظاهر الإبداع، ويدعو دائما إلى المواكبة والتطوير في كل المجالات، وهذا ما يدعونا إلى الارتقاء بالوقف وتطويره وفق متغيرات الحياة التي تشهد تقدما مذهلا، ومجاراة بقية المؤسسات المتقدمة وفق الضوابط والشروط التي تتفق مع منهجنا الشرعي بحيث ألا يحدث التطوير إبطالا في مجال الوقف، وألا يخرج الوقف عن غرضه الذي أوقف من أجله، وهذا يحتم على المطورين في الوقف توفر المعرفة الكافية بأن يكونوا على قدر من الفهم والعلم في الفقه والاقتصاد، وضرورة وجود الشفافية الكاملة وتوفر المعلومات الكافية قبل البدء في إنشاء أي مشروع وقفي، وهذا ما يستلزم التعاون مع بقية مؤسسات التخطيط صاحبة الخبرة كل في مجاله، مؤكدا على ضرورة التوثيق الكامل لمراحل التطور لضمان سير الخطط في الوقف وفق ما هو متوقع. وفي ختام المحاضرة قدم الدكتور حمدان مسلم المزروعي شرحا للتجربة المتميزة للهيئة في استثمار الوقف وتشجيع المحسنين على الوقف من خلال الحملات التي تطلقها سنويا واستحداث أسهل الطرق الوقفية التي تمكن كل أبناء المجتمع من المساهمة فيه، حيث أنزلت الهيئة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “من بنى لله مسجدا ولو كل مفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة” إلى أرض الواقع وحددت وبالدراسة الدقيقة أن مفحص القطاة يعادل 200 درهم ليتسنى لكل شخص المساهمة بذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©