كابول- وكالات الانباء: اكدت مصادر في الشرطة الافغانية مقتل اربعة افغان بينهم ثلاث نساء يعملون مع منظمة 'اكشن ايد' الدولية غير الحكومية برصاص مجهولين امس في شمال افغانستان· وقال قائد الشرطة جوما خان همدار ان الموظفين كانوا في طريقهم الى مكتب المنظمة في حي مينجاجيك في ولاية جوزجان عندما فتح مسلحون النار على سيارتهم وقتلوهم·
من ناحيتها عززت قوات الامن الافغانية أمس مواقعها في شوارع كابول التي تواصل فيها حظر التجول لليوم الثاني على التوالي ، حيث اخذ الوضع يعود تدريجا الى المعتاد غداة تظاهرات عنيفة اسفرت عن مقتل مالايقل عن 12 شخصا و خسائر مادية جسيمة وسقوط العديد من الضحايا·
وانتشر جنود الجيش الافغاني مدعومين بناقلات الجند المدرعة وبعضهم يحمل قاذفات مضادة للدبابات، كما انتشر رجال الشرطة في اعداد كبيرة·واعلن الناطق باسم وزارة الداخلية يوسف ستانيزاي 'اليوم تنتشر الشرطة مجددا في كل مكان وتسيطر على الوضع بالكامل'· وقال انه تم توقيف 13 شخصا يشتبه في مشاركتهم في عمليات نهب·
وبشكل عام بدت كابول هادئة امس بعد ليلة فرض فيها حظر التجول، رغم انها لم تشهد نشاطها العادي حيث ان بعض التجار فضلوا عدم فتح متاجرهم في انتظار تطورات الوضع· وعدل طلاب كانوا يعتزمون التظاهر قرب الحرم الجامعي في كابول، عن ذلك والتحقوا بصفوفهم بعد ان ردعهم الانتشار العسكري الكبير·
واجتمع البرلمان أمس في جلسة مغلقة لمناقشة الوضع واحداث الاثنين· وفي حين بدا الافغان يستعيدون حياتهم العادية، الاجانب الذين كانوا الهدف الاسياسي للمتظاهرين وبالخصوص لعمليات النهب، المزيد من الحيطة·
واكد موظف في شركة اميركية لوكالة فرانس برس 'ذهبت الى المكتب صباح اليوم لاخذ شيء من المال في حال اضطررنا الى المغادرة بسرعة'·
وجرت شائعات في كل مكان بان تظاهرات جديدة قد تندلع مما دعا الاجانب الى اتخاذ المزيد من الاحتياطات· ودعت بعض السفارات رعاياها الى عدم الخروج من منازلهم في حين اوصت اخرى بالتصرف بحذر اذا اضطروا الى التنقل· كذلك اتخذت الامم المتحدة اجراءات خاصة لحماية موظفيها·
وما زالت الوحدة الفرنسية تأوي في كابول ياوي نحو خمسين مدنيا· وكانت السفارة الفرنسية طلبت من العسكريين الفرنسيين نقل هؤلاء المدنيين في قافلة مدرعة مساء امس الاول الى قاعدة عسكرية قرب المطار· والحقت اعمال العنف اضرارا بالعديد من المنظمات الدولية غير الحكومية·
واحرق المتظاهرون مكاتب منظمة كير الدولية في حين تعرضت مكاتب وكالة المساعدة في التعاون الفني والتنمية (اكتيد) الفرنسية واوكسفام البريطانية الى النهب·واصيب موظف اجنبي في منظمة 'اكتيد' بجروح طفيفة عندما هاجم متظاهرون سيارته·
واعتبر مدير 'اكتيد' في افغانستان فريدريك روسيل 'لقد هاجموا كل ما كان مكتوبا باللغة الانجليزية· اننا حقيقة محبطون'·
وقال هذا الناشط الذي قضى وقتا طويلا في افغانستان ان ثمة شبها بين احباط المتظاهرين وهم من شبان الاحياء الشعبية وغضب الشبان الذي شاركوا في الاضطرابات التي شهدتها ضواحي كبرى المدن الفرنسية السنة الماضية·
واندلعت التظاهرات امس الاول في كابول بعد ان اطلق جنود اميركيون النار على حشد غاضب بسبب حادث سير فقتلوا اربعة مدنيين ليتمكنوا من الفرار·
وقال الرئيس حامد قرضاى ان الحادث الذي تسببت فيه شاحنة عسكرية تابعة للائتلاف، تعطلت مكابحها، اسفر عن سقوط خمسة قتلى في حين تحدث الائتلاف عن سقوط قتيل واحد·ولم تعط السلطات الافغانية أمس اي حصيلة رسمية لعدد ضحايا الاضطرابات لكن العديد من الشهود اكدوا انهم شاهدوا ثلاثة قتلى على الاقل·
من ناحيته اعرب وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما عن 'قلقه الشديد' حيال التظاهرات العنيفة التي سارت في كابول، وقال داليما للصحافيين ان 'الوضع في افغانستان يثير قلقنا الشديد'· واضاف 'آمل في ان يعود الامن' طالبا 'توضيح' المسؤوليات عن الحادث·ولايطاليا حوالى الف جندي في اطار القوة الدولية للمساعدة على بسط الامن التابعة للحلف الاطلسي في افغانستان·
الى ذلك قال مسؤولون باكستانيون إن مسلحين ملثمين قتلوا زعيما قبليا مواليا للحكومة وأصابوا اثنين في اقليم وزيرستان الجنوبي المضطرب بباكستان على الحدود مع افغانستان·
ونصب خمسة مسلحين كمينا لمهر ديل خان فيما كان مستقلا سيارة متجهة إلى وانا البلدة الرئيسية باقليم وزيرستان الجنوبي فقتلوه وأصابوا راكبين آخرين امس الاول·
عدد اليوم
