أبوظبي (الاتحاد) - أعلن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، الجامعة البحثية المستقلة للدراسات العليا التي تركز على الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة، اليوم عن إيفاد 18 طالباً إماراتياً من طلابه إلى كلية فيتيربي للهندسة في جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في برنامج التعليم المستمر الصيفي الذي يستغرق أسبوعين.
ويساعد البرنامج، الذي انطلق في 17 يونيو الجاري، وفد طلبة “معهد مصدر” الإماراتيين بالتعرف أكثر على الهندسة التجريبية في مجالات الطاقة المتجددة وأنظمة البنية التحتية المستدامة، وكذلك كل ما يتعلق بالابتكار وريادة الأعمال. ويقوم منهاج هذا البرنامج التعليمي الصيفي على برامج الماجستير والمراكز الفريدة المتخصصة في هذه المجالات.
ويتضمن برنامج التعليم المستمر محاضرات وجولات ميدانية تهدف إلى إطلاع الطلاب على المرافق الخدمية المتخصصة في إدارة المياه والنفايات في جنوب ولاية كاليفورنيا، بالإضافة إلى جلسات مختبرية بحضور مشرفين من أجل التعرف على كيفية استخدام أدوات ديناميات النظم لحساب البصمة الكربونية لمدينة مثل أبوظبي أو المنطقة. كما سيتضمن مجموعة من المحاضرات وجلسات النقاش حول تطوير البنية التحتية المستدامة والاعتبارات المجتمعية ذات الصلة.
ومن بين الميزات الأخرى التي يوفرها البرنامج، إطلاع الطلاب على الأبحاث الجارية المتعلقة بالطاقة والمياه في جامعة جنوب كاليفورنيا، وورش عمل حول تطوير الابتكار والفرص المتاحة أمام المشاريع الصغيرة في قطاع التقنيات الخضراء، ومحاضرات حول الابتكار وريادة الأعمال، وجولات ميدانية في المشاريع الجديدة ضمن حاضنة “فيتيربي ستارت-أب جراج” (Viterbi Start p Garage) في مجمع مارينا ديل ري بولاية كاليفورنيا.
وقال الدكتور يانيس يورتسوس، عميد كلية فيتيربي للهندسة بجامعة جنوب كاليفورنيا: “باعتبارها إحدى أبرز الجامعات البحثية الخاصة في العالم، يسر كلية فيتيربي للهندسة بجامعة جنوب كاليفورنيا التعاون مع ’معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا‘ الذي يعد أيضاً جامعة بحثية مستقلة للدراسات العليا. ونحن على ثقة بأن برنامج التعليم المستمر الصيفي سيوفر للمشاركين معلومات كافية حول التقنيات الخضراء والابتكار وتعزيز ريادة الأعمال. ونأمل أن يستفيد الطلاب قدر الإمكان من خبرات أعضاء هيئتنا التدريسية، والزيارات الميدانية إلى شركات التكنولوجيا الجديدة، والمرافق الأخرى التي تعتمد تقنيات الطاقة المتجددة”.
من جانبها، قالت الدكتورة بهجت اليوسف، عميدة شؤون الطلبة في معهد مصدر: “يعكس تعاوننا مع جامعة جنوب كاليفورنيا في برنامج التعليم المستمر، التزامنا الدائم بتوفير فرص تدريب متنوعة لطلابنا الإماراتيين. كما تؤكد هذه المبادرة حرص القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة على بناء رأس المال المعرفي وتوسيع قاعدة رواد الأعمال الموهوبين، بما يساعد في التصدي للتحديات التي تقف في طريق تطوير حلول الطاقة النظيفة. ونأمل أن يكتسب الطلاب الإماراتيون من خلال هذه التجربة خبرة جديدة ويستفيدوا من المهارات التي سيتعلمونها في مجالات ريادة الأعمال والأبحاث ليساهموا في ازدهار ورفاه مجتمعهم”.
وفي إطار التدريب التجريبي الذي يتضمنه البرنامج، سيقضي الطلاب يوماً كاملاً برفقة 20 رائد أعمال ضمن شركاتهم الجديدة في حاضنة دعم شركات التكنولوجيا حديثة العهد “فيتيربي ستارت-أب جراج” التي تقع في مجمع مارينا ديل ري بولاية كاليفورنيا وتعد جزءاً مما يطلق عليه اسم “شاطئ السيليكون”. وستتاح أمام الطلاب فرصة التعرف مباشرة على الفرص والتحديات التي يواجهها رواد الأعمال المتخصصين في المجال الهندسي.
وقبل مغادرتهم إلى الولايات المتحدة، حضر الطلاب المختارون جلسات توجيهية وفرت لهم لمحة عامة عن البرنامج الأكاديمي ومعلومات إضافية حول المزايا المتنوعة التي يوفرها.
وبعد إكمال البرنامج في كلية فيتيربي للهندسة بجامعة جنوب كاليفورنيا، سيسافر الطلاب الإماراتيون إلى مدينة جولدن بولاية كولورادو لزيارة “المختبر الوطني للطاقة المتجددة”.
تجدر الإشارة إلى أن جامعة جنوب كاليفورنيا بدأت بتدريس برامج الدراسات الهندسية في عام 1905. وبعد قرن من الزمان تقريباً، حصلت كلية فيتيربي للهندسة في عام 2004 على منحة مالية لتغيير اسمها من خريجها السابق أندرو فيتيربي، مخترع خوارزمية فيتيربي التي تعد عنصراً رئيسياً اليوم في تكنولوجيا الهواتف المتحركة والعديد من تطبيقات البيانات. ودائماً ما يتم تصنيف الكلية في المراتب الأولى في برامج الدراسات العليا بالعالم، وتستقبل سنوياً ما يزيد على 5000 طالب جامعي وطالب دراسات عليا، يشرف على تدريسهم 177 أستاذا يشغلون مناصب دائمة أو على وشك تثبيتهم في مناصب دائمة، و60 كرسياً ودرجة أستاذية ممولة عبر صناديق ثابتة.
وباعتباره إحدى الركائز الأساسية للابتكار وإعداد الكوادر البشرية، يواصل معهد مصدر القيام بدوره الجوهري في دعم رؤية “مصدر” وتحقيق أهدافها بشأن مساعدة أبوظبي على التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، وكذلك التوصل إلى حلول فعالة لأصعب التحديات التي تواجه البشرية، ولا سيما منها تغير المناخ.
ويوفر المعهد، الذي تم تأسيسه بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، لطلابه فرصاً مميزة في شتى ميادين البحوث العلمية، بدءاً بالبحوث النظرية ثم التطبيقية وانتهاءً بمرحلة التسويق التجاري. ويهدف المعهد، عبر ما يوفره من مرافق حديثة للبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا النظيفة، إلى الإسهام في دعم التنوع الاقتصادي في الدولة من خلال تطوير الابتكارات التقنية وإعداد الموارد البشرية اللازمة. كما يلتزم المعهد عبر كادره التدريسي المتخصص وطلابه المتميزين، بإيجاد حلول لتحديات الطاقة النظيفة والتغير المناخي.
عدد اليوم
