اتجاهات وأساليب تبرز ثراء الحرف العربي

نظمت ''دبي القابضة'' والمتحف البريطاني صباح أمس جولة إعلامية في معرض ''فن الكلمة: فنانو الشرق الأوسط'' الذي تقيمانه في مركز دبي المالي العالمي، وتحدثت في بداية الجولة فينيشيا بورتر أمينة قسم الفن الإسلامي والفن الشرق أوسطي المعاصر في المتحف البريطاني قائلة: إن الفن ظل محوراً مركزياً في ثقافة الشرق الأوسط، على الرغم من أن العالم قد أغفل هذا الفن زمناً، لذا فالمعرض مناسبة لاكتشاف فنون المنطقة وتقديمها للمهتمين بالفنون· المتجول في المعرض يكتشف فعلاً غنى الفن العربي والشرق أوسطي المتعلق بالحرف والخط العربيين، إضافة إلى الحرف الفارسي الذي يحضر على نحو واضح· لكن الغالب هو الحضور القوي لكبار الفنانين العرب الذين تعاملوا مع هذا الفن، حيث يصعب أن يجتمع هذا العدد الكبير من الفنانين والأعمال الفنية في معرض واحد، إذ يجتمع حوالي سبعة وثمانين فنانا وفنانة من المنطقة، وبالتالي يشعر المشاهد وكأنه أمام متحف لفن الخط العربي والإسلامي· ويضاف إلى ذلك كتاب فخم يرافق المعرض ويضم ''ببليوغرافيا'' عن الفنانين المشاركين، تتصدر غلافه الأول لوحة للفنان حسان مسعودي، وغلافه الأخير لوحة للفنان الإماراتي عبد القادر الريس· تجتمع في المعرض مدارس وتيارات متعددة ممن تعاملوا مع الحرف وتشكيلاته الفنية، وتلتقي فيه تجارب وأساليب مختلفة، ما بين تجسيد الحروف وتجريدها، وما بين استخدامها في لوحة تجريدية للزينة، أو استخدام الطباعة الحجرية لرسم الحرف كما هو الحال في تجربة اللبناني حسين ماضي، أو تجريد حرف معين بجمالياته مثل حرف الواو في عمل عبد القادر الريس· ومن التجارب اللافتة تجربة العراقية سعاد العطار التي اشتغلت على شعر شاعرة جاهلية تدعى ليلى بنت لكير ضمن عمل تجريدي، وكذلك تجربة رافع الناصري الذي يرسم الصحراء ويزرع الحروف فيها على شكل كتل، وتجربة كمال بلاطة التي تقوم على هندسة الحرف في رسم آيات القرآن· وهناك تجربة المغربي التي تقوم على مزج الحروف بالقماش بطريقة الكولاج، وتجربة الأرابيسك لدى البحريني عباس يوسف· هي إذن تجارب تبرز غنى وجماليات الحرف العربي، والإمكانات التي ينطوي عليها، سواء كان استخدامه لأغراض دينية، أو لأغراض فنية بحتة، فهو ينطوي على إمكانات تشكيل لا نهائية، إذ تجد الحرف الواحد في عشرات الصور والأشكال، وهي سمة تكاد تكون خاصة باللغة العربية·