السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فوضى وعراك بالأيدي داخل «الحوار اليمني»

فوضى وعراك بالأيدي داخل «الحوار اليمني»
23 يونيو 2013 00:18
عقيل الحـلالي (صنعاء) - شهدت الجلسة العامة لمؤتمر الحوار الوطني في اليمن، أمس السبت، فوضى عارمة تخللتها مشادات وملاسنات تطورت إلى عراك بالأيدي بين عضوين، أحدهما قيادي في حزب الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، والآخر من مكون المعارضة الجنوبية التي تطالب بالانفصال عن الشمال منذ سنوات. واضطرت هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني إلى رفع الجلسة لأكثر من نصف ساعة، فيما سارع التلفزيون الحكومي إلى قطع البث الحي لفعاليات الجلسة، التي خُصصت لمناقشة التقرير النهائي لفريق “بناء الدولة”، أحد الفرق التسعة المنبثقة عن المؤتمر، الذي انطلق في 18 مارس الفائت، كأهم خطوة في عملية انتقال السلطة في اليمن التي ينظمها اتفاق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي منذ أواخر نوفمبر 2011.ويعول اليمنيون كثيراً على مؤتمر الحوار، الذي يشارك فيه 565 شخصا من ثمانية مكونات رئيسية غير متجانسة، لإنهاء الأزمات الكبرى في البلاد، وعلى رأسها الاحتجاجات الانفصالية المتفاقمة في الجنوب منذ مارس 2007. وذكرت مصادر في الحوار الوطني، لـ”الاتحاد” إن ممثلي “الحراك الجنوبي” احتجوا بالهتاف وإثارة الفوضى داخل القاعة، للتنديد بملاحظات بعض الأعضاء على تقرير فريق “بناء الدولة”، خصوصا فيما يتعلق بشكل الدولة ونظام الحاكم. ويطالب ممثلو الحراك الجنوبي”، وعددهم 85 عضوا، بإقامة دولة اتحادية من إقليمين “شمالي” و”جنوبي”، شريطة منح الجنوبيين أولا حق تقرير المصير، فيما تؤيد مكونات أخرى صغيرة النظام الاتحادي من أقاليم عدة، إلا أن حزب “المؤتمر الشعبي العام”، الذي يرأسه صالح، ومنافسه السياسي حزب “الإصلاح” الإسلامي – اللذين يمتلكان مجتمعان 162 مقعدا في مؤتمر الحوار- يفضلان نظام الدولة البسيطة ذات الحكم المحلي كامل الصلاحيات. وهتف ممثلو المعارضة الجنوبية بصوت واحد “ثورة ثورة ياجنوب”، احتجاجا على مداخلة عضو مؤتمر الحوار عن حزب “المؤتمر”، حسين حازب، الذي شدد على ضرورة أن تكون الوحدة الوطنية هي سقف مؤتمر الحوار الوطني، معللا ذلك بأن المؤتمر هو أحد بنود اتفاق “المبادرة الخليجية” الذي نص صراحةً على إيجاد “حل وطني عادل” للقضية الجنوبية “يحفظ لليمن وحدته واستقراره وآمنه”. وقال حازب إن الانتفاضة التي اندلعت في عام 2011 كانت من أجل “إسقاط النظام” وليس “لإسقاط الوحدة”، داعيا في الوقت ذاته دعاة الانفصال إلى الرحيل. وقوبلت كلمة حازب بهتافات غاضبة “ارحل ..ارحل” من ممثلي “الحراك الجنوبي”، قاطعتها هتافات آخرى مؤيدة للوحدة من قبل أنصار الرئيس السابق. وذكر عضو مؤتمر الحوار الوطني، عن مكون الشباب المستقل، ياسر الحكيمي، أن زميله في المؤتمر، وهو عبدالرحمن الأكوع القيادي في حزب “المؤتمر” وأحد أصهار الرئيس السابق، هتف “وحدة وحدة بالقوة”، ما دفع أحد ممثلي المعارضة الجنوبية، وهو محمد حلبوب، إلى اتهامه وحزبه بـ”نهب” ثروات الجنوب، الأمر الذي أدى إلى اشتباك العضوين بالأيدي قبل أن يدخل آخرون لفض العراك، الذي يعد الأول أثناء جلسة عامة، والرابع بعد وقوع ثلاثة حوادث خلال جلسات العمل التخصصية في الفترة الماضية. ولاحقاً، قال حازب، لمحطة تلفزيونية محلية، إن ما حدث في قاعة مؤتمر الحوار الوطني “أساء” للمطالبين بالانفصال، معتبرا أن “الوحدة اليمنية (..) لم تكن سببا لأي مشكلة وإنما السبب هي الإدارة”، في إشارة إلى أخطاء ارتكبها النظام الحاكم. وذكر الأمين العام المساعد في حزب “المؤتمر”، سلطان البركاني، إن اليمنيين يحتاجون في الوقت الراهن إلى “تصويب الأخطاء التي ارتكبت”، معتبرا أن رؤية حزبه بشأن شكل نظام الدولة هي “الأصدق” من بين رؤى بقية المكونات، حسب قوله.ونقل المركز الإعلامي لمؤتمر الحوار الوطني عن أعضاء في المؤتمر مطالبتهم ب”تفعيل دور لجنة الانضباط والمعايير للحد من المخالفات المتكررة التي يرتكبها بعض أعضاء المؤتمر”. ومن المقرر، أن يناقش مؤتمر الحوار الوطني، اليوم الأحد، تقرير الفريق “القضية الجنوبية”، الذي سيتضمن جذور ومحتوى قضية الجنوب. وكان فريق “القضية الجنوبية” أقر في اجتماع طارئ، السبت، الصيغة النهائية للتقرير بعد أن استوعب بعض ملاحظات حزب صالح والحزب الاشتراكي، الذي كان يحكم في الجنوب حتى إعلان الوحدة الوطنية في مايو 1990. من جهة ثانية، أطلق الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، أمس السبت، العمل في مشروع توسعة شبكة الاتصالات الوطنية، وذلك في نشاط رئاسي هو الأول له منذ انتخابه أواخر فبراير 2012 خلفا لسلفه المخضرم، علي عبدالله صالح، الذي اضطر للتنحي تحت ضغط الشارع وبعد قرابة 34 عاما من السلطة.وتُقدر سعة توسعة المشروع، الذي يستمر حتى أواخر 2015، بمليون خط هاتفي، بينها 300 ألف خط إنترنت، وبكلفة مالية قدرها 12.5 مليار ريال يمني.وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، إن سعة التوسعة “تساوي تقريباً مجموع الخطوط العاملة في البلاد حتى الآن”، مشيرة إلى أن المشروع يهدف إلى “تنمية الموارد وتحقيق المزيد من الإيرادات الإضافية لخزينة الدولة” المهددة بالإفلاس نتيجة للاضطرابات السياسية والهجمات على المنشآت النفطية التي تحرم الحكومة من إيرادات مهمة.وأعرب هادي، خلال وضع حجر الأساس، عن سروره “الكبير” لتدشين هذا المشروع “الرائد”، الذي قال إنه “يمثل تطورا استثماريا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا”. من جانبه، ذكر وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، أحمد عبيد بن دغر، أن هذا المشروع “يعد أكبر مشروع تشهده الاتصالات في بلادنا حتى الآن”، وأنه “يعكس توجيهات” الرئيس عبدربه منصور هادي وإدراكه لأهمية قطاع الاتصالات في الوقت الراهن. ورأى مراقبون أن حُمى الصراع غير المعلن بين هادي وسلفه علي عبدالله صالح، انتقلت إلى الإنجازات على الأرض، خصوصا في ظل استمرار الأخير بالتباهي بإنجازاته المحققة، واستغلاله الاضطرابات الراهنة في توجيه التهم بالفشل والعجز للحكومة الانتقالية.وقال الرئيس السابق، الليلة قبل الماضية، في حديث مسجل لقناة “العربية” الإخبارية، إن النفط والغاز ظهر في شمال وجنوب اليمن “في عهد الرئيس صالح”، لافتا إلى أن سنوات حكمه تميزت بالاستقرار الأمني والنهوض الاقتصادي.واتهم صالح، منافسيه في حزب “الإصلاح”، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، بعدم امتلاك الخبرة الكافية لإدارة شؤون الدولة سياسيا واقتصاديا.وأمس السبت، رأس الرئيس السابق اجتماعاً للقيادات التنظيمية في حزبه، الذي يمتلك نصف حقائب الحكومة الانتقالية. وحث صالح قيادات “المؤتمر” على تفعيل نشاط الحزب في المدن والقرى خلال الفترة المقبلة. وعلى صعيد متصل، دعا رئيس الوزراء اليمني، محمد سالم باسندوة، وهو المقرب جداً من حزب “الإصلاح”، المؤسسات المالية الدولية، وفي مقدمتها البنك الدولي، إلى مساندة بلاده في المرحلة الانتقالية، التي تنتهي في فبراير المقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©