دمشق (وكالات)- قتل 69 مدنيا سوريا برصاص وقصف قوات النظام في أنحاء متفرقة من البلاد وذلك في يوم دام جديد، في وقت تواصلت فيه الاشتباكات بين قوات المعارضة والقوات النظامية التي واصلت هجومها على حي القابون في شمال شرق دمشق امس لليوم الرابع على التوالي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين أعلنت مجموعات مقاتلة معارضة في مدينة حلب في شمال البلاد بدء عملية لـ”تحرير الأحياء الغربية”.
وقال المرصد في بريد إلكتروني “يتعرض حي القابون بمدينة دمشق لقصف عنيف من القوات النظامية أدى إلى أضرار مادية، واشتعال حرائق ترافقها اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب والقوات النظامية عند أطراف الحي من جهة الأوتوستراد الدولي في محاولة من القوات النظامية لاقتحام الحي”. وقتل ثلاثة أطفال من عائلة واحدة ليلا في الحي نتيجة قصف من القوات النظامية بقذائف الهاون. وتحدث المرصد السوري في رسالة أخرى عن “اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة من جهة والقوات النظامية واللجان الشعبية الموالية لها من جهة أخرى في حي برزة، إثر محاولات للقوات النظامية اقتحام الحي من محاور عدة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين”.
وتترافق المعارك مع قصف من القوات النظامية على القابون وبرزة. وكان القصف طاول ليلا أحياء جوبر والحجر الأسود، فيما تعرض حي القدم صباحا للقصف.
وتوجد جيوب للمعارضة المسلحة في الأحياء الجنوبية والشرقية والشمالية للعاصمة تحاول قوات النظام القضاء عليها، بموازاة حملة مماثلة في ريف دمشق المتاخم لهذه الأحياء والذي يشكل قاعدة خلفية لمقاتلي المعارضة للتوجه نحو العاصمة.
وأحصت لجان التنسيق المحلية سقوط 21 قتيلا في دمشق وريفها و10 في حمص، و8 في كل من الرقة ودرعا و5 في حلب و10 في إدلب و6 في دير الزور وقتيل في حماة.
وفي حلب، أعلنت “غرفة عمليات هيئة الأركان في حلب” امس بدء “معركة تحرير عدد من الأحياء الغربية” في المدينة. وقال بيان صادر عن الغرفة نشر على صفحة “فيسبوك” التابعة لمركز حلب الإعلامي إن “عددا من الألوية والفصائل الثورية المسلحة بدأت فجر امس المعركة الجديدة، مشيرا إلى “اشتباكات عنيفة من جهة حي حلب الجديدة”.
وأورد البيان اسم 13 مجموعة مقاتلة بينها “ألوية أحفاد الرسول” و”لواء التوحيد” و”كتيبة الفاروق” و”لواء صقور الإسلام” تشارك في العملية. وأوضح الناشط محمد من مركز حلب الإعلامي لوكالة فرانس برس عبر سكايب، أن المعارك تتركز خصوصا في منطقة الراشدين في حي حلب الجديدة.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد إلكتروني أن منطقة حي الراشدين تعرضت للقصف من الطيران الحربي. وجاء ذلك بعد أن أفاد المرصد وناشطون بتقدم للمجموعات المقاتلة المعارضة داخل الحي.
وأشار محمد إلى “نشوب حريق داخل مقر البحوث العلمية في حلب الجديدة إثر قصفه من كتائب الثوار بقذائف الهاون وسط تقدم لهم على جبهة الراشدين وانسحاب عدد كبير من كتائب الأسد”. وأوضح أن مقاتلي المعارضة “يركزون على ضرب القطع العسكرية” مثل مقر البحوث والأكاديمية العسكرية وفرع الأمن العسكري الموجودة في المنطقة.
وذكر أن أهمية الأحياء الغربية تكمن في أن فيها عددا من المواقع المهمة للنظام التي تقصف منها “الأحياء المحررة”.
وقال الناشط أبو عمر من ريف حلب لوكالة فرانس برس ان “النظام أمضى الأسابيع الماضية وهو يحاول أن يثبت للرأي العام العالمي انه يتحكم بمسار الحرب في سوريا لكن ذلك ليس صحيحا”، مشيرا إلى أن “المبادرة حاليا في يد الثوار”.
واعتبر أن المعركة في حلب بالنسبة إلى النظام هي “مجرد حرب إعلامية”. وكان المرصد السوري أفاد بقصف تعرض له محيط مطار منج العسكري من الطيران الحربي. وتحاول المجموعات المقاتلة المعارضة للنظام منذ أشهر الاستيلاء على هذا المطار الذي يشهد معارك قاسية تشتد حينا وتتراجع أحيانا.
وفي محافظة حمص، أفاد المرصد وناشطون بوقوع اشتباكات على أطراف مدينة تلكلخ إثر محاولات قوات النظام اقتحامها.
وأوضح المرصد أن “اشتباكات تدور على أطراف المدينة إثر محاولات الاقتحام”، مشيراً إلى تعرض مدينة الرستن الواقعة في ريف حمص الشمالي لقصف من القوات النظامية، وكذلك الأحياء المحاصرة من قوات النظام في مدينة حمص. وتتقاسم قوات النظام والمعارضة السيطرة على تلكلخ، بينما لا تزال الرستن والأحياء القديمة في وسط حمص تحت سيطرة مسلحي المعارضة.
إلى ذلك، قال المرصد إن قوات المعارضة السورية استهدفت امس طائرة مروحية تابعة لقوات النظام السوري في بلدة “خان شيخون” بمحافظة إدلب، مشيراً إلى أنباء عن سقوطها. واستمرت الاشتباكات بين الطرفين في حيي “الجبيلة” و”الرشدية” بمدينة دير الزور وفي محيط مطار “دير الزور العسكري” حيث سقط اثنان من مقاتلي المعارضة، كما تواصلت الاشتباكات في محيط “الفرقة 17” التي تحاصرها قوات المعارضة في محافظة الرقة، وفي مدينة “مورك” بمحافظة حماة وفي مناطق “الجرد” و”عين ترما” و”معضمية الشام” بريف دمشق. وأضاف المرصد أن اشتباكات اندلعت بين قوات المعارضة وقوات النظام في محيط بلدة “بسنقول” بريف إدلب.
عدد اليوم
