إعداد - أيمن جمعة:
كشفت دراسة حكومية أميركية حديثة أن الأسرة متوسطة الدخل تنفق ما متوسطه 250 ألف دولار (حوالي 920 ألف درهم) لتربية الطفل من المهد وحتى سن 17 عاما، أي العمر الذي يستعد فيه الأبناء لدخول الجامعة، منها ما يتراوح بين تسعة آلاف و11 ألف دولار خلال السنوات الخمس الأولى فقط· وجاء في الدراسة، التي أجرتها وزارة الأغذية والزراعة، أن غالبية الشباب والفتيات المقبلون على الزواج لا يدركون حجم الأعباء المالية الضخمة التي سيتحملونها بل ربما يكون هذا هو سبب تراجع معدلات الزواج· ويقول المحامي المتقاعد بريت ماكورتر سيمبر مؤلف كتاب 'كل ما تريد معرفته حول الأمور القانونية والمالية لتنشئة الطفل' إن غالبية الناس تعتقد أن متاعب الأطفال تنحصر في التربية وتنصرف أذهانهم عن نقطة مهمة جدا وهي التكلفة المالية·
ووضعت لين تيكنور المتخصصة الاميركية في مجال تربية الأطفال قائمة بما وصفته بأكبر 'سبع صدمات مالية' يواجهها الآباء عندما يرزقون بطفل جديد·
الصدمة الأولى: نفقات الولادة التي تتراوح بين خمسة آلاف دولار للولادة العادية و12 ألف دولار للولادة القيصرية· وفي حالة حدوث مضاعفات ترفع هذه الأرقام بشكل دراماتيكي· وحتى لو خرج الطفل بصحة جيدة فإنه يستلزم بعض الفحوص والزيارات والتطعيمات التي يتم إضافة تكاليفها إلى الفاتورة الاجمالية· وتقول جانيت مونينجر وهي أم لطفلين بولاية انديانا: 'إذا لم يكن لديك تأمين صحي فسوف تصاب بالصدمة من الأموال التي يجب دفعها في كل زيارة يقوم بها طفلك للطبيب·'
الصدمة الثانية: وتحدث عندما تفاجأ الأم بقصر 'فترة إجازة الوضع' المدفوعة الأجر والتي تتراوح في المتوسط بين أربعة إلى ثمانية أسابيع فقط· وإذا استلزم الأمر فترة أطول فسيتعين خصمها من رصيد الإجازات السنوية أو اعتبارها فترة إجازة بدون مرتب· وتقترح ديبوراه ويليبرن مؤلفة كتاب 'المرشد المالي' أن يتعاون الأب والأم على إدخار جزء من مرتبهما لعدة شهور لتغطية نفقات الفترة التي يتوقف فيها راتب الأم بسبب الوضع·
الصدمة الثالثة: تكاليف استئجار مربية إذا كان الأب والأم يعملان خارج المنزل، وهذه ربما تكون أكبر صدمة مالية يوجهها الأطفال إلى الآباء· ورغم أن نفقات المربية تتفاوت اعتمادا على المنطقة التي تقطنها الأسرة والمستوى الذي تتطلع إليه، فإن المبلغ عادة ما يبدأ من خمسة آلاف دولار وقد يصل إلى 20 ألف دولار سنويا·
الصدمة الرابعة: تتعلق بتكاليف الحفاضات، والتي قد تصل إلى ثلاثة آلاف دولار لحين تدريب الطفل على استخدام الحمام· ولتوفير الإنفاق في هذا البند قررت بعض الأمهات الاميركيات العودة إلى الأساليب التقليدية باستخدام حفاضات من القماش التي يمكن استخدامها عدة مرات بعد التنظيف· وتقول الأم جينفر هيرين من اوكلاهوما: 'بدأت هذه النوعية من الحفاضات تعود إلى المتاجر· وأنا أقوم بغسلها وإعادة استخدامها توفيرا للمال'·
الصدمة الخامسة: نفقات استخدام الألبان الصناعية، والتي تحرص الأمهات على تقليصها إلى أدنى حد ممكن بالاعتماد على الرضاعة الطبيعية· لكن حتى هذه الرضاعة الطبيعية لها هي الأخرى ثمنها بما في ذلك استخدام معدات وملابس خاصة للأمهات العاملات·
الصدمة السادسة: لا ينتبه غالبية الآباء الجدد لهذه الصدمة التي تظهر فجأة عندما تعود الأم بطفلها من المستشفى إلى المنزل، يبدأ البحث عنه وبالتالي الإنفاق على سرير الطفل وألعابه والكرسي الهزاز الذي يهدئه، وكرسي الطفل المجهز للسيارة، وصولا إلى أجهزة المراقبة التي يتم وضعها في غرفة الطفل لتنبيه الأم إذا استيقظ الطفل أو بكى· وتنصح المؤلفة ويليبرن بعدم المبالغة في شراء هذه المستلزمات قائلة 'يمكن شراء غالبية أثاث الطفل من متاجر الأثاث المستعملة·
الصدمة السابعة: تتعلق بتكاليف الملابس والأحذية، التي تعرضها المتاجر بأسعار مرتفعة· وتقول ليزا كولير كول من نيويورك 'لم أصدق نفسي عندما قمت بإحصاء ما أنفقته على ملابس أطفالي· الأطفال يكبرون بسرعة مذهلة ويكونون بحاجة لملابس جديدة كل عدة أشهر· وهنا ينصح الخبراء الأمهات الاميركيات بأن يتبادلن أزياء أطفالهن أو أن يقمن بشراء الملابس في فترات الاوكازيونات بأحجام كبيرة لتكون مناسبة لأطفالهن في العام التالي·
عدد اليوم
