الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عبدالله بن زايد: الإمارات ملتزمة بالمساهمة في استقرار باكستان

عبدالله بن زايد: الإمارات ملتزمة بالمساهمة في استقرار باكستان
20 سبتمبر 2010 00:10
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب باكستان ليس فقط لدرء المخاطر الحالية ولكن لضمان المستقبل أيضاً. وقال سموه في مقال نشرته جريدة "الشرق الأوسط" في عددها الصادر أمس "إن الإمارات تركز على القضايا بعيدة الأجل المتعلقة بتحقيق الاستقرار والازدهار الاقتصادي، وظلت ملتزمة بالمساهمة في تحقيق الاستقرار والتقدم في باكستان وشبه القارة الهندية منذ الخطوات الأولى التي قام بها مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله". واصفاً هذا الجانب الإنساني بأنه أحد الأعمدة الرئيسة التي ترتكز عليها السياسة الخارجية للدولة. وأشار سموه إلى أنه وقبل 10 سنوات اجتمع قادة العالم في الأمم المتحدة بنيويورك وأقروا ثمانية أهداف تنموية للألفية الثالثة المزمع تنفيذها مع حلول عام 2015، شملت التزاماً قاطعاً بالقضاء على 50 في المائة من الفقر المدقع وتوفير التعليم الأساسي لجميع دول العالم، مما شكل سابقة هي الأولى من نوعها لإزالة العقبات من طريق التنمية المستدامة، وأضاف أنه في الأسبوع المقبل سيلتقي قادة دول ووزراء خارجية من جميع دول العالم مرة أخرى في نيويورك للنظر فيما تم إحرازه من تقدم. وقال سموه "إن الخطوة الأولى المهمة في سبيل بلوغ الأهداف كانت تحديد الأسباب الجذرية التي تعرقل التنمية ومن ثم وضع أهداف أساسية يتعين بلوغها للنهوض بالدول النامية"، وأضاف أنه بينما تواجه دولنا اليوم العديد من التحديات في عالمنا المتداخل، فإن الدول الفقيرة النامية هي الأكثر عرضة للمخاطر، خاصة في أوقات الأزمات والكوارث وبعضها كالكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل تستوجب النجدة العاجلة والمساعدات المتدفقة على الفور. وأوضح سموه أنه في كثير من الأحيان تتسبب الكوارث العارضة في تأجيل الأجندة الخاصة بالتنمية ذات المدى البعيد وتتوارى معها المشكلات الاقتصادية والاجتماعية بعيداً عن محط الأنظار، وقال "إن الكارثة الطبيعية الراهنة هي واحدة فقط من التحديات التي تجابه باكستان، وإنه على الرغم من تركيز الاهتمام الدولي الحالي على الفيضانات يجب ألا تغيب الصورة بعيدة الأمد المتعلقة بالتنمية المستدامة والاستقرار في باكستان، ولذلك فإن الإمارات تحرص دائماً على ألا تغيب عنها الصورة كاملة بشقيها وكي لا تنسى متطلبات التنمية المستدامة". وإذ أشار سموه إلى ما شهدته باكستان من أكبر الكوارث في التاريخ الحديث وتدفق مساعدات الإغاثة من أنحاء العالم. قال "إن الإمارات ساهمت قيادة وشعباً بما لا يقل عن 60 مليون دولار أميركي من المساعدات النقدية والعينية بما في ذلك ثلاث طائرات عمودية من القوات المسلحة للمساعدة في نقل المؤن وإنقاذ الضحايا". وأضاف "نتمنى أن تصل المساعدات الواردة من حكومات وشعوب العالم إلى أماكن الحاجة الحقيقية في باكستان باعتبارها دعماً لحكومة وشعب في محنته"، وتابع قائلاً "إن باكستان والإمارات دولتان صديقتان منذ زمن طويل وتقف الإمارات مع باكستان ليس فقط لدرء المخاطر الحالية ولكن لضمان المستقبل أيضاً". وأضاف "إن الإمارات تركز على القضايا بعيدة الأجل المتعلقة بتحقيق الاستقرار والازدهار الاقتصادي، ولقد ظلت ملتزمة بالمساهمة في تحقيق الاستقرار والتقدم في باكستان وفي شبه القارة الهندية منذ الخطوات الأولى التي قام بها مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وظلت تقدم الدعم والمساندة، لأن الجانب الإنساني يمثل أحد الأعمدة الرئيسة التي ترتكز عليها السياسة الخارجية للدولة". وأشار سموه إلى أنه في عام 2008 كانت الإمارات واحدة من مؤسسي مجموعة أصدقاء باكستان الديمقراطية، وهو منتدى لمناقشة وصياغة السياسات الاقتصادية والتنموية الباكستانية بمشاركة أكبر الممولين الدوليين مثل الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ومنذ تأسيس هذا المنتدى ظلت الإمارات مهتمة به وقامت بتنظيم العديد من الاجتماعات ذات المستوى العالي لهذه المجموعة، مثل اللقاءات الوزارية ولقاءات رجال الأعمال التي تمت بالرئاسة المشتركة بين الإمارات وباكستان. وأضاف مشيراً إلى مثال للارتباط بعيد الأجل إلى تقديم الإمارات باقة مساعدات بلغت 300 مليون دولار، تم الإعلان عنها في الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء باكستان الديمقراطية الذي تم في طوكيو عام 2009، مما يجعلها من أكبر المساهمين في دعم التنمية هناك سعياً للتصدي للتحديات بعيدة الأجل، خاصة ما يتعلق بالاستقرار والتقدم الاقتصادي. وأضاف "بما أننا نعيش في منطقة واحدة ذات اهتمامات مشتركة ومتداخلة، فإن أمن باكستان يشكل هدفاً مهماً من أهداف السياسة الخارجية لدولتنا"، وقال "لقد ساهمت كوارث الفيضانات الأخيرة في وضع القضايا المذكورة أعلاه على سلم الأولويات، فبينما يحاول المتطرفون استغلال الأزمة في المناطق التي تعرضت للفيضانات مساهمين بذلك في مزيد من عدم الاستقرار، نجد أن هذه الكارثة الطبيعية قد أضرت بشكل كبير بالاقتصاد الباكستاني، وفي مثل هذه اللحظات يصبح من الضروري التصدي الدولي لأنشطة المجموعات الإرهابية والجماعات المتطرفة والمسلحة". وأضاف"من هذا المنطلق تذهب دولة الإمارات إلى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة برسالة محددة.. يجب ألا ننسى الاحتياجات الباكستانية بعيدة المدى، ويجب أن نعيد الحياة لهذه الأجندة الخاصة بالاستقرار والتنمية المستدامة بالتصور الذي صاغته مجموعة أصدقاء باكستان ووضعها بشكل مباشر وواضح أمام الأسرة الدولية". مشيراً إلى أنه من رأي الإمارات أن المصالح بعيدة الأمد لباكستان ستخدم بدورها المصالح الشاملة على المدى الطويل. وأضاف سموه "إن اجتماعنا المقبل في نيويورك يمثل خطوة مهمة وسيعقبه اجتماع أصدقاء باكستان على مستوى وزراء الخارجية يوم 15 أكتوبر في بروكسل وهو اجتماع مقدر له أن يصبح حجر زاوية في مشروع دعم باكستان، ولكن لا بد من استدامة النشاط الخاص بهذا الموضوع ولذلك فنحن ننوي أن نضع أيدينا في أيدي الشركاء الدوليين الآخرين من أجل الحفاظ على حيوية الشأن الباكستاني". لافتاً إلى أنه من المهم أن تظل الأسرة الدولية مهتمة بالقضية الباكستانية حتى لو غابت عن شاشات التلفزيون وصفحات الإعلام. وختم قائلاً "إن دعم باكستان الذي يضع مصالحها بعيدة المدى في الاعتبار هو القضية الأهم وإنني كوزير خارجية على قناعة بأن الإمارات صديق يأخذ القضية الباكستانية مأخذ الجد".
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©