تقسيم حبة الدواء دون وصفة طبية يضر المريض

يوصي الأطباء مرضاهم في بعض الأحيان بتقسيم كل حبة دواء إلى النصف أو أكثر لتقليل الجرعات، أو رفقاً بأحوالهم المادية بالنسبة لغير المشمولين بالتغطية الصحية، لكن ذلك يؤدي إلى تناول المرضى المصابين بالمرض ذاته جرعات مختلفة ومتباينة من حبوب الدواء نفسها، خاصةً عند تقسيم حبة الدواء دون استقدام قاطع الحبوب والأقراص، ويقول باحثون بلجيكيون إن تقطيع حبة الدواء الواحدة وتقسيمها يمكن أن يشكلا خطورةً حقيقيةً على من يتناولها، خاصةً في بعض الحالات التي يتوجب فيها على المريض تناول جرعة محددة بدقة، بحيث لا يُنتقص منها أكثر من 25% ولا يُضاف إليها أكثر من ذلك بقليل، وإلا أدت إلى نتائج صحية عكسية. وطالب هؤلاء الباحثون عبر منبر مجلة "أدفانسيد نورسينج" المتخصصة في التمريض من صُناع الأدوية صنع بعض الأدوية بجرعات أكبر أو أقل لتفادي تقطيعها أو تقسيمها من قبل المريض وجعلها متوافرةً في جميع الصيدليات. هامش خطأ شارلوت فيري عالمة صيدلانية تُدرس بجامعة جينت البلجيكية. اتفقت مع بعض زملائها على أن يطلبوا من خمسة متطوعين تقسيم وتقطيع حبة واحدة من كل علبة من عشر عُلب تحوي أدويةً مختلفةً. واستخدم المتطوعون أدوات قطع مختلفة شملت قاطعاً خاصاً ومقصاً وسكين مطبخ، ولوحظ أن أسهل أداة قطع كانت القاطع الخاص، لكنه لم يقطع حبة الدواء بالدقة المتوخاة، بل سجل هامش خطأ تراوح بين 15? و25? في 13? من الحالات، بينما كان هامش خطأ من استخدموا المقص 19?. هذا في الوقت الذي لم يتعد فيه هامش الخطأ 17? بالنسبة لمن استخدموا السكين في 8? من الحالات. نصف حبة ويقول الباحثون البلجيكيون الذين أجروا هذه الدراسة إن قطع حبوب الدواء من الممارسات الشائعة والمتسعة الانتشار في قطاعات الرعاية الصحية ومستهلكي الأدوية. وكانت دراسة مماثلة قام بها باحثون ألمان أشارت إلى أن حوالي ثلاثة أرباع الأدوية الموجودة على شكل أقراص أو حبوب تُقسم قبل تناولها بهدف تقليل الجرعة أو تقليص التكلفة، إذ يُقْدم محدودو الدخل من المرضى ومن يتناولون أدويةً غير مشمولة بالتأمين الصحي على شراء علبة واحدة بدل علبتين وتناول نصف حبة كل مرة بدل حبة كاملة. ومن التوصيات التي خلُص إليها الباحثون في هذه الدراسة دعوة صُناع الأدوية إلى صُنع تشكيلات واسعة وأحجام متنوعة من الأقراص والحبوب بما يستجيب لحاجات كل مرض وكل حالة، وحتى لا يضطر المرضى إلى تقسيم حبة الدواء الواحدة الذي قد يتسبب بنتائج لا تُحمَدُ عقباها. عن "لوس أنجلوس تايمز"