خورشيد حرفوش (أبوظبي)
يعاني صائمون الإمساك، خاصة في الأيام الأولى من الصيام، حيث يجد الصائم صعوبة تستمر أياما في إتمام عملية الإخراج بشكل يومي وطبيعي، وتصبح هذه العملية في بعض الأحيان «معاناة» قاسية تسبب كثيرا من المتاعب وعدم الراحة للصائم.
اضطراب شائع
يعد الإمساك من أكثر اضطرابات القناة الهضمية شيوعاً، حيث تعتمد الحركة العادية للأمعاء على الجهاز العصبي الذاتي وعلى نوعية الغذاء.
وعادة ما تتم عملية الإخراج عند الأشخاص الطبيعيين مرة واحدة في اليوم، أو كل يومين عند البعض، ويكون ذلك ضروريا لسلامة الصحة، والشعور بالارتياح.
وهناك أسباب مختلفة معروفة للإمساك، أهمها التغيير المفاجئ في مواعيد تناول الطعام، وعدم شرب كميات كافية من السوائل ما يسبب الجفاف وصعوبة الإخراج، وأيضاً عدم تناول الألياف، وكثرة اللحوم والأجبان والحلويات التي يزيد استهلاكها في رمضان. كما أن قلة الحركة من أهم مسببات الإصابة بالإمساك. كذلك هناك بعض الأدوية والعقاقير التي يتناولها الصائم لأسباب مرضية تسبب المشكلة نفسها، مثل أدوية ارتفاع الضغط الشرياني، ومضادات الحموضة، فضلاً عن معاناة معظم الحوامل من الإمساك.
في هذا الإطار، يقول الدكتور عاصم مدني، أخصائي الباطنية، إن 90% من حالات علاج الإمساك تكون بيد المريض، الذي ينبغي عليه اتباع القواعد الصحية في الطعام التي تمنع حدوث مثل هذا المشكلة؛ فارتفاع درجة الحرارة ونقص المياه والتعرق الشديد من مسببات الإمساك المزمن، الذي يصيب الصائمين ما يسبب لهم الكثير من المعاناة. ويتابع: «لتفادي الإمساك، يجب الإكثار من الخضراوات والفواكه الغنية بالألياف الضرورية لحركة القولون، كما أن بعض الفواكه ملينة بطبيعتها مثل البطيخ والشمام والتين والمشمش والبرقوق والأنواع الثلاثة الأخيرة يكثر تناولها مجففة في رمضان، فتكون فائدتها كبيرة لغناها بالألياف. كما يُنصح بأكل خبز القمح الكامل، ويفضل بدء الإفطار بتناول التمر مع كوب من الماء أو عصير تمر هندي الذي يعد مليناً طبيعياً».
طرق التفادي
ولتفادي الإمساك، يقول مدني إنه من المحبذ التخفيف من المشروبات التي تحتوي الكافيين مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية باعتبارها مدرة للبول وتسبب التجفاف والإمساك، كما أن مضغ الطعام جيداً مسألة مهمة. كذلك يفضل تناول 3 وجبات متعددة بكميات صغيرة وعدم الإكثار من الطعام، مؤكدا ضرورة معالجة الإمساك لأنه يسبب آلاماً في البطن وانتفاخا وعسر هضم، وأحيانا يسبب الصداع، كما يؤدي إلى ظهور البواسير والشقوق الشرجية.
ويتابع «تعد ممارسة الرياضة بعد الإفطار في رمضان أمراً مهماً، ويمكن ممارسة رياضات بسيطة مثل المشي السريع لمدة نصف ساعة على الأقل يومياً. وأنه ينبغي الإكثار من السوائل والمياه، إذ ينصح الصائم بتناول 6 إلى 8 أكواب ماء»، لافتا إلى أن السوائل الساخنة مثل البابونج والنعناع تفيد في علاج الإمساك وعسر الهضم. وذكر أن الصائمين بإمكانهم تجنب الإصابة بالإمساك والتغلب عليه بالحرص على تناول الألياف، وشرب الماء بوفرة وممارسة الرياضة يوميًّا وأبسطها المشي، وتقليل تناول القهوة والشاي فهما يزيدان فقدان السوائل من الجسم، وعدم تناول أدوية من دون مشورة طبية، لأن بعضها يسبب الإمساك خاصة أدوية الحديد والعقاقير المنومة ومضادات الاكتئاب، ومضادات التشنجات، ومضادات الحموضة، وتناول الفاكهة كاملة بدلًا من شربها عصيراً، والإكثار من الخضراوات الطازجة غير المطبوخة، والبعد عن الوجبات السريعة.
عدد اليوم
