السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صداقة وأبواب مغلقة

26 مايو 2006

ليست كل الأحلام حقيقة ولكن أحلامي واقعية وأعظم من الحقيقة إنني في حيرة لا أعرف ماذا أقول ومن أين أبدأ ولم يعد لدي عقل للتفكير·· لقد تسلل الجمود الى قيمي وأفكاري المتحررة من أرض الواقع أم اني أرى كل ما أفعله صح والجميع على خطأ، هل يمكن أن أكون عمياء لا أبصر ما أراه من حولي أو ماذا! تلك هي أنا، ألبستني والدتي رداء الطيبة وأطعمتني البسمة وأسقتني من ماء التفاؤل وربتني على القيم السليمة حتى اشتد عودي وأنار الله طريقي وتلقيت من العلم ما يكفيني للاستمرارية، ورثت منها القوة والصلابة والصبر والمضي الى الأمام وعدم النظر الى الخلف وكيفية معرفة الصديق من العدو ولكن كل ما أريد أن أقوله كم أنا آسفة··· لقد خذلتك ولم أعد تلك الطفلة التي أنشئت على راحة يديك لقد تمسكت برداء الطيبة أكثر من اللازم حتى عجزت عن خلعه وأصبحت طيبتي مركزاً مهماً للاستغلاليين ومن يريدون العبث واللعب في حياة الغير، لقد أصبحت الصداقة سلعة تتداولها الأيادي القذرة وتفترش بساطها كأن لم يعد للطيبين مكان، أجل هذه هي الحقيقة، لم يعد لأي إنسان مجال للطيبة عليه أن يكون إنسان بجسده غبي بأفكاره حقود بقلبه·· بسمته مصطنعة وضحكته تهديد، لقد تعرضت لصداقات تجبرني على الهرب من كل من حولي··· لقد عجزت أو بالأصح أمنت الى كلماتهم الحنونة وكنت أتفاخر بصداقتي بهم وأقنع من حولي بأني قادرة على اكتساب صداقات بريئة ونظيفة كبيرة، فلقد اكتشفت أنهم ذئاب بشرية تأكل بلحمي وأنا أضحك بوجههم، داسوا على كرامتي وأنا لهم بساط من حرير، دمروا جدران المحبة والاخوة، أصبحت المتاجرة بسمعتي وطيبة قلبي سلعة رخيصة يتاجرون فيها للصعود على أكتافي وحصولهم على ما بين يدي، خلقوا لهم بدل الوجوه أقنعة يملكون منها ما يكفيهم لتدمير آخر حرف من الحب والصداقة والزمالة التي وهبتها لهم بكل صدق، لا أعرف ما الخطأ الذي اقترفته بحقي وحق من معي لأعاقب بهذه الكراهية والغيرة والحقد، عجزت عن التفكير، سكن الخمول جسدي وأصبح مهزوزاً من الخارج وضعيفاً من العروق وتجمدت دموعي وعجز لساني من تفسير ما حولي·
أغلقت الأبواب·· فساد الظلام عيني ولم أر أي شعاع أمل لأولئك المرضى، نعم مرضى الغرور، لقد قتلتهم الغيرة وأبعدتهم عن الأساس··· لم يكترثوا بي··· كان همهم الاستيلاء على ما هو لغيرهم وبالأصح لي أنا فقط· لم أجد أي سبيل للخلاص من عذابي النفسي والضغط الفكري وحسرة قلبي فبعد توجهي لله الواحد استعنت بأعز الأحباب والأصدقاء الى من أكن له كل الاحترم والتقدير الى سبيلي وطريقي لمعرفة ما يجب علي فعله الى حبيب قلبي وظلي الدافئ وسعة صدره وقوة ملاحظته وحنانه بدونه لما عرفت ما علي فعله ليبقيني كما أنا قوية وواعية لمعرفة ما يدور حولي وكيف أتغلب على تلك الزمرة الحقيرة التي خلفتها قلة التربية والأصل، ولكن من أكون لأصلح ما أفسده الزمن والفكر السيئ · انهم يعيشون في زمن البيع للأفضل والحسد والغيرة للعاني والقوة للحقير والصلابة للمريض والحقود ويلبسون زمن الطيبة والأخلاق الحميدة والأصل يبقى· شكراً لك يا صديقي ويا أعز الأحباب)·
نفله سعيد سالم البدال
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©